|
الجولان في القلب على مسافة تقارب الخمسة كيلومترات, وبانحدار يبدأ من ارتفاع 900 متر عند مسعدة ليصل إلى أقل من 400 متر عند سطح البحر في بانياس.
ويشكل وادي سعار أكثر من شلال في مساره, ولكن أشهرها وأعلاها هو الشلال المعروف ب »شلال سعار«, الذي يقع في ثلثي الطريق بين عين قنية وبانياس عند الجسر المعروف بجسر سعار, إذ يبلغ ارتفاع هذا الشلال قرابة 22 متراً. أما وادي سعار نفسه فيشكل فاصلاً طبيعياً للبيئة المحيطة, بين الجولان البازلتي (جنوباً) وبين جبل الشيخ الذي يتكون من الصخور الجيرية (شمالاً). وكان شلال سعار على الدوام محط إعجاب الزائرين والمارين في المنطقة, وذلك لجمال الطبيعة الأخاذ, ووفرة المياه والخضرة, وتضاريس المكان, التي وضعت الشلال ضمن منظر بانورامي غاية في الروعة, يمتد من جبل الشيخ شرقاً مروراً بقلعة الصبية وحتى بانياس وسهل الحولة شمالي فلسطين. إذ يقف الزائر على تلة مرتفعة في الوسط في مواجهة جبل الشيخ ووادي سعار وشلاله شرقاً, ثم يحول ناظريه إلى الشمال ثم إلى الغرب بأكثر من 180 درجة, ماراً ببانياس أمام المراعي وحاضنة الإله »بان«, عبر منابع نهر الأردن ليختفي المنظر بعيداً في أفق سهل الحولة. وبعد ازدياد عدد السياح, الذي فاق المليوني سائح سنوياً, قامت سلطات الاحتلال باستغلال الموقع وتحويله إلى محمية طبيعية, فقامت بتنظيمها والاستفادة من طريق قديمة, في قاع وادي سعار, تمر عبر أراضي قرية عين قنية الزراعية, تصلح للمارة فقط, كان أهالي القرية يستخدمونها للانتقال سيراً على الأقدام إلى أراضيهم وإلى بانياس, وحولتها إلى ما يعرف اليوم بمسار وادي سعار, وقد تنبه السكان إلى الأهمية السياحية لهذه المنطقة, وإلى الإمكانيات الاقتصادية الكامنة فيها, فأسسوا سوقاً في المكان يبيعون فيه المنتوجات الزراعية المحلية, من تفاح وكرز وزيتون وزيت زيتون وعسل جبل الشيخ ذائع الصيت, وصولاً إلى »عروس اللبنة« و»الحمّوصه«, التي أصبحت أحد رموز المنطقة بالنسبة للسائح القادم إلى الجولان. و »عروس اللبنه« عبارة عن رغيف خبز الصاج الجولاني, مدهوناً باللبنة وزيت الزيتون, وملفوفاً, وغالباً ما يطلبه السياح محمّصاً وساخناً, عندها يصبح اسمه »الحمّوصه«. |
|