|
البقعة الساخنة والاختيار الإسرائيلي لجورجيا لضرب إيران كان السبب وراء اشتعال الأزمة في اوسيتيا الجنوبية بين روسيا وجورجيا ولكن مالم تحسب حسابه »إسرائيل« هو الرد الروسي وأيضاً الإخفاق الجورجي في إطالة أمد المعركة كي يتسنى لها استغلال الأزمة وتوجيه ضربة لإيران يكون فيها المجتمع الدولي منشغلاً في القوقاز. كميات الأسلحة الإسرائيلية التي ضبطت في المخازن الجورجية وفي مناطق بعيدة في الجنوب الجورجي بعيدا عن الحدود مع أوسيتيا يؤكد ما كانت تبيته »إسرائيل« لإيران وأيضاً تشير إلى الدور الإسرائيلي في تغذية التوترات في منطقة القوقاز لإشغال روسيا عن متابعة القضايا الدولية وخاصة بعد أن لاح في الأفق ولادة عالم متعدد الأقطاب على حساب الأحادية الأميركية التي أدت إلى فقدان الأمن والاستقرار في العديد من مناطق العالم. ماآلت إليه الأزمة في جورجيا أظهر النزعة الإسرائيلية للعدوان وضيق أفق إدارة بوش في قراءة الرد الروسي وحجمه لدرجة أن هذه الإدارة تكاد لاتخرج من فشل إلا وتدخل في آخر الأمر الذي أربك حلفاءها الأوروبيين وفتح الباب واسعاً للحديث عن جدوى التحالف مع أميركا أو الاستعانة بها. الإخفاق الإسرائيلي الأميركي في جورجيا لايعني تخلي الطرفين عن نيات هما باستهداف إيران أو غيرها والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد دول المنطقة وخاصة سورية ولبنان لمجرد سعي البلدين لامتلاك أسلحة دفاعية تقدم مؤشراً على البحث الإسرائيلي عن هدف لاستثمار مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية.. وهنا السؤال من ستكون الضحية القادمة لأميركا و»إسرائيل« بعد جورجيا. |
|