|
مجتمع كنا نقرأ بصوت مسموع من أجل المتعة أحيانا والفهم أحيانا أخرى، الى أن تكرست عادة وجزءاً من سلوك نسلكه، رغم انتهائنا القريب من المدرسة وعبء الدراسة والامتحانات. فهل يقرأ الكثيرمن الطلبة في أيامنا هذه ما يفترض فيهم أن يقرؤوه، وهل بينهم مَن يقرأ من أجل المتعة في القراءة، وهل يطلب منهم الأهل والمعلمون ذلك بشكل مباشر؟ أو غير مباشر عن طريق الطلب بإعداد الكثير من المقالات المكتوبة ؟ ربما وغالباً لا يتوفر لهم الوقت الكافي للقيام بذلك أو لا يوفرونه لأنفسهم سواء أكان ذلك عن طريق الكتابة أم عن طريق القراءة، وبذلك يفقدون الكثير من المتعة والفائدة. لقد دلّت الأبحاث على أن الطلاب في الصفوف الأولى يستمتعون ويتذكرون ويستعيدون ويفهمون الأدب الجيّد بشكل أفضل إذا كان الأدب من مستوى قريب لفهمهم يساعدهم على فهمه واستيعابه ومن ثم استعادته واسترجاعه ويجدون فيه متعة ذهنية وأدبية تقوي ما عندهم من الذوق الأدبي والقدرة على تذوقه وتقديره. فإذا كانت أيام الدراسة لاتسمح بحجج كثيرة منها مثلا كثافة المناهج، لماذا لا نخصص بالصيف ما يشغل عقول أطفالنا بأنواع متعددة من القراءة، وبأساليب ونماذج مختلفة تقوم على التكامل والتداخل في مجالات قرائية مختلفة تتناول الأفكار العلمية والفترات التاريخية، فانهم بالاضافة الى تعلمهم هذه المتعة يصبحون عندها أقدر على استعادة المعلومات واسترجاعها وأكثر قدرة على التعلم. وقد يدعم ذلك أن نكاشف أطفالنا بما يجول في خواطرنا ونشجعهم كذلك على مكاشفتنا بما يجول في خواطرهم من أفكار وآراء، إذا كنّا جادين في بناء شخصياتهم وتزويدهم بقاعدة عامة شاملة من العلم والمعرفة تشمل الثمرات العقلية على اختلاف مصادرها والانتاج الثقافي المتعدد في بلادنا وغيرها من البلدان، أن لانتركهم لبرامج التلفاز و”سيديات” الألعاب، الا اذا استبدلناها ببرامج أخرى أكثر فائدة ومصنوعة خصيصا لإثرائهم معرفيا وبهدف تنميتهم وتطويرهم. |
|