تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمـــاء الشــــهداء ستطهـــر سوريــة مـــن العابثـــين بأمنهـــا واستقرارهــــا

محليات - محافظات
الخميس 30 -6-2011
الشهيدان حاتم عبود ونضال شقوف زفا عريسين إلى قرية الشميسة

مازالت قرية الشميسة في منطقة مصياف باقية على عهدها ومحبتها للوطن ومحافظة على انتمائها لترابه، ومازالت أشجار الزيتون والسنديان شامخة خضراء صامدة في وجه المخططات الإجرامية، نعم إنها كذلك وهي تقدم الشهداء، فلم تكن قرية الشميسة قد شيعت عريسها الأول وشهيد الوطن البطل (حاتم عبود)‏

الذي اغتالته يد الحقد والإجرام في درعا حتى استقبلت وبعد ثلاثة أيام فقط عريسها الثاني الشهيد البطل نضال شقوف الذي روى بدمائه الطاهرة أرض حمص الحبيبة.‏‏

ولم تكن قرية الشميسة لتبخل بالشهداء فضحت باثنين من أبنائها في سبيل عزة وكرامة الوطن الغالي كيف ولا وهذه القرية التي اعتادت على تقديم الشهداء شهيداً تلو الآخر قد لحقت بجارتها قرية النهضة التي سبقتها بتقديم الشهداء.‏‏

الشهيد حاتم عبود صاحب الستة وعشرين ربيعاً قد لبى نداء الوطن وهو الذي نذر نفسه وروحه وكل ما يملك كرمى عيون الوطن فلم يكن يدري أن ربيع نيسان لهذا العام هو آخر ربيع له لتخلد روحه الأبدية في جنان الخلد.‏‏

حاتم البطل استشهد عندما كان ذاهباً لمقر عمله في درعا في منطقة الحراك بعد أن ودع زوجته العزيزة وطفليه الاثنين بعد أن كحل عينيه برؤيتهم بعد أكثر من شهر غياب عنهم حيث اتصل مع والده ووالدته وإخوته وأقربائه جميعاً.‏‏

هذا الشهيد الذي ودع طفلين بعمر الزهور ليث ابن خمس سنوات وبشار الذي لم يتجاوز السنتين بعد، كان فخراً واعتزازاً لأبناء قريته وبلده فقد زف عريساً محمولاً على الأكف إلى مقبرة القرية من رفاقه وزملائه وأهالي المنطقة ووري الثرى بجنازة مهيبة تليق بمثله من الأبطال.‏‏

والدة الشهيد (أم رامز) اعتبرت في حديثها «للثورة» أن فلذة كبدها ونور عينيها أصغر أبنائها حاتم هو عريس الوطن وشهيده الغالي وأكدت أنه ذهب فداء لتراب الوطن وعزة صموده وتقبلت استشهاد ولدها بالصبر والايمان بأمر الله وأن هذا قضاء الله وقدره فكانت تحمد الله دائماً فهي رغم فقدها لابنها الغالي قد صبرت وتحملت ألم الفراق، حبست دموعها لكن صوتها قد عبر عن عميق حزنها المكنون.‏‏

وأكد والد الشهيد (السيد محمد ابراهيم عبود) أنه مع أبنائه السبعة الباقين وابنتيه جميعاً فداء منعة الوطن وصونه.‏‏

أخ الشهيد ابراهيم عبود قال: مستعدون للشهادة واحداً تلو الآخر فالوطن غال وعزيز وأغلى من جميع ما يقال وذاك كان عين موقف أخته غصون التي عبرت عن فخرها واعتزازها باستشهاد أخيها حاتم وقد حمدت الله كثيراً على قضائه وقدره.‏‏

الشهيد‏‏

حاتم عبود‏‏

حاصل على الشهادة الإعدادية تعلم في مدارس الشميسة متزوج وله طفلان ليث و بشار‏‏

*** ***‏‏

التحضير لمشروع الشهادة‏‏

وها هو البطل نضال شقوف قد لحق برفيقه وأبى إلا أن يكون شهيداً للوطن وكيف لا وهو الذي حضر جنازة الشهيد حاتم عبود قبل ثلاثة أيام من استشهاده وهو يحضر روحه ونفسه لمشروع الشهادة وقد هيأ زوجته لذلك وأخبرها أنه يتمنى أن يكون بعده.‏‏

زيارته لقريته في ذلك اليوم يوم تشييع الشهيد حاتم عبود كانت يومه الأخير فيها حيث ودع زوجته الغالية وأولاده الأربعة وانطلق مسرعاً ليؤدي واجبه الوطني حيث نجا من الموت في تلبيسة ولاتزال آثار رصاصات الغدر في سيارته شاهد عيان لكنه نذر نفسه للشهادة ولأن الشهادة رمز النصر وروحه تطلبها فقد نال ما تمنى حيث استشهد في 28/4/2011 في البياضة في محافظة حمص على يد مجموعات إرهابية عندما كان يؤدي دوره في نقل جرحى قوات الشرطة والأمن، فبادرت هذه المجموعات المسلحة بإطلاق النار على السيارة التي كان يقودها ما أدى إلى إصابته في قدمه اليسرى فما كان منه إلا أن اتصل بزوجته ليخبرها بأن تعطي بالها للأطفال لأنه أدرك في تلك اللحظة أن ساعته قد حانت فترجل من سيارته وفتح النار من بندقيته على العناصر المسلحة فقتل عدداً منهم وجرح آخرين فحمى بذلك زملاءه الآخرين ليكون مدافعاً عن وطنه في حياته ومماته وليستحق بذلك لقب الشهيد البطل.‏‏

زوجته السيدة إنعام رزق شقوف التي أحبت زوجها وأحبت فيه روح البطولة والإيمان بالقضية كانت تدرك معنى شهادة زوجها ومعنى التضحيات التي قدمها أبناء الوطن الأبطال فعبرت عن فخرها واعتزازها باستشهاده واعتبرت أن الوطن غال وأغلى من كل شيء ولكن دموعها التي سبقت كلماتها تعبير عن حزنها وجرحها الكبير بفراق زوجها العزيز والد أطفالها الأربعة اليتامى الذين انتظروا عودته كثيراً لكنه لم يعد..‏‏

وقالت: إن زوجها ضحى بدمه في سبيل القضاء على أعداء الوطن الذين حاولوا أن ينالوا من منعته وكرامته وتمنت من حماة الديار الانتقام من أعداء الوطن الذين سرقوا من الأطفال ضحكتهم ومن الأمهات فرحتهن ومن الزوجات استقرارهن وطمأنينتهن.‏‏

أبناء الشهيد الذين تجمعوا حول أمهم بضحكتهم الخجولة والبريئة التي لم تدرك بعد معنى فقدهم لوالدهم وخاصة أن أهل القرية والأصحاب لايتركون لهم مجالاً للإحساس بيتمهم، أكدوا أنهم سيواصلون دراستهم لينالوا أعلى درجات العلم ويساهموا في بناء الوطن مثلهم مثل والدهم.‏‏

والدة الشهيد التي تحملت فراق ابنها العزيز افتخرت بشهادته فقد رفع رأسها ورأس أهله وإخوته وأقربائه الشهيد نضال شقوف من مواليد 1971 أولاده نبال صف سابع ومحمد صف سادس وعبد الله صف أول ورشا لم تتجاوز السنوات الأربع.‏‏

الشهيد‏‏

نضال شقوف‏‏

حاصل على الشهادة الإعدادية مواليد قرية الشميسة 1971 متزوج وله أربعة أولاد .‏‏

وتبعد الشميسة عن حماة 54 كم ومصياف 8كم وعدد سكانها 2710نسمة.‏‏

زهور رمضان‏‏

*** ***‏‏

الشهيدالبطل.. محمد نديم ديب‏‏

يقول: السيد نديم ديب « والد الشهيد» الرحمة كل الرحمة على الأرواح الطاهرة وعلى كل قطرة دم سقطت.. ولا تتسع الصفحات لكلام يسرد.. ولكن قد تكون هناك عبارات فخر واعتزاز تعزينا.. فالعرس الذي أقامه لنا الجيش السوري وفي المقدمة سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد يزيدنا رفعة أمام كل ما يكال لنا. وكل ما يحضر لزعزعة أمننا واستقرارنا مصيره الفشل ولو فقدنا أعز ما نملك.. وكلنا شعلة حارقة تحرق قلوبهم بإذن الله.. وكلنا مشاريع لفداء الوطن أولاً وآخراً.‏‏

وبصمت مطبق وأنين يجرح الروح تقدمت والدة الشهيد بالكلام والزهو والفخر بابنها الحنون.. بقولها: ماذا سنفعل إن كان الله اختاره ليكون في هذا الموقع..؟ نحن فقدناه نعم ولكن سنربح أمنا الكبيرة سورية وهي عظيمة لأنها صابرة وستصبر حتى تنتصر بإذن الله.. ونحن نتمثل بها.‏‏

«علي» الأخ الوحيد يقف وقفة عز ويقول: الحب كل الحب لسورية والرحمة على كل أرواح شهدائها .. وبهمتنا وهمة شبابنا سنسطر أروع الانجازات، فالحال لم يعد يطاق ونحن صامدون ومستعدون لتقديم الغالي والرخيص.‏‏

أخوات الشهيد « رنا , زهور , نسرين , ربا « يقلن: منذ / 7/ شهور لم نر محمد‏‏

فمنذ مدة طويلة ونحن ننتظر مجيئه.. وبعد كل هذه المدة قدم إلينا شهيداً.. فماذا نقول..؟؟‏‏

ربا شقيقته الصغرى توضح: كان أخي هادئا.... وبئر أسرار.. حنونا.. لطيفا.. صاحب بسمة دائمة على وجهه... تربى على حب الوطن مثل كل الشباب.. وكان بالنسبة لي أكثر من أخ وصديق.. وكان يحب الموسيقا الهادئة والمطالعة كثيراً حتى أنه كان يحب الشعر وكتابة الخواطر.. ويحب الانفراد والتأمل.. ويقرأ القرآن , حتى المنبه كان يضعه على صوت القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. لإيمانه الكبير بالله ووطنه الحبيب..‏‏

وحلمه لم ينفك عنه للحظة.. وها هو يتحقق..بالشهادة.. فلطالما هذه الكلمة راودته..‏‏

السيد المهندس ياسر ديب « نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة طرطوس يقول:‏‏

نحن واكبنا الجنازة من حمص إلى طرطوس وكل الريف حقيقة كان مرصوفاً للترحيب بموكب الشهيد وعلى مسافة /25/كم.. أما الحضور فهو يفوق / 15/ ألف شخص.. ولا بد من التنويه الصريح حقيقة هنا إلى أن الأهل استقبلوا شهيدهم بكل رحابة صدر وأبدوا استعدادهم لتقديم كل أخوته ودون مبالغة إكراماً للوطن.. وهذا هو العز الحقيقي.. فشهيدنا ليس الأول ولن يكون الأخير و«حمين» مثل كل قرى الوطن تقدم الشهداء من القدم إلى الآن لأنه واجب مقدس على كل وطني شريف..‏‏

وشهيدنا كان من الشباب المتحمس حقيقة وكان يقول دائماً « إن شاء الله لن نستشهد إلا بشرف.. ولنا الشهادة.. وهو من أسرة مكافحة.. مناضلة.. وعلى مستوى عائلتنا هو الشهيد رقم /4/... وما زلنا مستعدين لتقديم المزيد..‏‏

أيها المتمثلون بالحرية اخترقتم كل الأحلام البريئة.. ودونتم أقذر المجازر بدماء أبريائنا الطاهرة التي سقت أرضنا عزة ومنعة..وهي ستقوض كل ما تخططون له وبكل كبرياء.. ووحدتنا الوطنية ستشكل الهاجس الأكبر في حماية الوطن والقضاء على المؤامرة التي يشهدها بلدنا الحبيب مع تمنيات الجميع بمحاسبة المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تعبث بأمن الوطن والمواطن.‏.‏‏

الشهيد محمد ديب‏‏

مواليد 1981 من قرية حمين ينحدر من أسرة متواضعة محبة للخير مكونة من /4/ بنات وعلي الذي أصبح وحيداً، نال محمد شهادة الابتدائية في حمين والثانوية في قرية الدريكيش استشهد في جسر الشغور ضمن المفرزة التي تحوي حوالي / 80/ عنصراً .‏‏

بشرى حاج معلا‏‏

*** ***‏‏

أسرتا الشهيدين خلدون شرف وبرهان أبو أسعد: نفتخـــــــر و نعتـــــــز باستشـــــــهادهما‏‏

أيها الوطن المسيج بقامات الرجال والمعطرة تربتك بدماء الشهداء الطاهرة، على صخرة صمودك تحطمت مؤامرات الأعداء وانكسرت إرادة المخربين والعابثين بأمنك.. سهولك وهضابك وجبالك.. أنهارك ووديانك وسنابل القمح وأشجار السنديان والزيتون وحقول الكرمة تروي ملاحم البطولة والفداء التي سطرها شهداؤنا العظام الذين قدموا الغالي والنفيس لتبقى عزيزاً موفور الكرامة فالشهادة عز شامخ إباء وكبرياء صون للوطن وإبداع للحياة في صفحتها الرحبة وتجسيد للشرف والسمو المطلق الذي يرتقي إلى سمو العقيدة وشرف الوطن وشهداؤنا مشاعل النور على طريق الحياة حتى نهاية الحياة، شهداؤنا شعلة من نور ساطعة بغير حدود وضاءة بغير نهاية، شهيدان آخران زفتهما محافظة السويداء في عرس جماهيري تعالت فيه زغاريد النسوة وصدحت حناجر الرجال مؤكدة أن لاشيء يعلو على الوطن وصون كرامته ووحدته الوطنية تحتاج إلى تضحيات أبنائه وهما الشهيد البطل المساعد أول خلدون سليم شرف من قرية الكارس والشهيد البطل المساعد برهان رشيد أبو أسعد من قرية لاهثة ليلتحقا بقافلة شهداء الوطن وينالا وسام الشهادة الثورة زارت أسرتي الشهيدين وسجلت اللقاءات التالية:‏‏

رسمية شميط والدة الشهيد خلدون شرف قالت لقد كان الشهيد مثالاً يحتذى في الصدق والأخلاق ويتحمل المسؤولية منذ صغره وتلقيت نبأ استشهاده بكل فخر واعتزاز وإن الولد غال لكن الوطن أغلى وفرحة الشهادة لا تعلوها فرحة وخلدون كان يمتلك من الإقدام والحماسة وحب الوطن والاندفاع ما أهله ليكون شهيداً.‏‏

أشقاء الشهيد مازن وبسام وناصر وعبد وعمر وجميعهم من عداد صفوف الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن قالوا نحن كلنا مشروع شهادة وعلى استعداد لأن نضحي بأغلى ما نملك من أجل الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار سورية وأن نسير على الدرب الذي اختاره شهيد الوطن والشهيد كان يحب عمله ومخلصاً له يحترم زملاءه وجيرانه وكان فاعلاً للخير وقبل استشهاده بفترة زمنية قصيرة أصيب بحروق في رجليه استدعت دخوله إلى المشفى الوطني بالسويداء ورغم خطورة وضعه رفض البقاء في المشفى حيث لم يمكث سوى أربعة أيام ليلتحق بمكان خدمته وكان يقول الوطن بحاجة لنا ويجب أن نلبي نداء الواجب وقبل استشهاده بيومين اتصل بنا وأوصانا بزوجته وابنته هاجر التي لم يتجاوز عمرها السنتين ونصف وكأنه على معرفة بأنه سوف ينال شرف الشهادة ونحن على قناعة كاملة أن دماء الشهداء لن تضيع هدراً وسوف تساهم في تطهير سورية من الأيدي العابثة والمجرمة لتبقى القلعة الحصينة التي تتحطم عليها كل المخططات والمؤامرات وبإذن الله ستخرج سورية من هذه الأزمة أكثر قوة ومنعة وحاضنة للمقاومة، رحم الله شهيدنا الغالي وجميع شهداء الوطن وحفظ الله سورية وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد.‏‏

زوجة الشهيد إيمان فارس حمزة عبرت عن فخرها واعتزازها باستشهاد زوجها مؤكدة أن الشهداء لا يموتون فهم أحياء عند ربهم يرزقون ومثواهم الجنة.‏‏

شقيقات الشهيد إسعاف وهيام وأميرة وخلود وميرنا قلن: لقد كنتم أثناء تشييع الشهيد شقيقنا وشاهدتم بأم أعينكم أن تشييعه كان عرساً وطنياً، وخلدون العريس الذي زفته سورية ونحن نفتخر ونعتز باستشهاده وهذا ليس بغريب على أبناء وطننا والشهيد نظراً لوضعه الصحي طلب منه قائد مفرزته البقاء لكنه رفض وأبى إلا أن يكون في مقدمة رفاق السلاح الذين تصدوا للعصابات الإجرامية المسلحة في جسر الشغور وقاتل حتى استشهد والتحق بركب قافلة شهداء الوطن.‏‏

بثينة فرحات زوجة شقيق الشهيد قالت إنها تحدثت مع الشهيد قبل استشهاده بيومين وأخبرته بأن بنات شقيقه صبا وهبا وصفا قد نجحن في المدرسة بتفوق وأجاب بأنه عندما يعود سيقدم لهم هدايا النجاح ولكن الهدية الكبرى لنا وللأولاد كانت نيله شرف الشهادة.‏‏

وتقول ضحى شرف زوجة شقيقه عمر إنه بعد استشهاد خلدون بأربعة أيام أكرمهم الله بطفل وسموه خلدون، فالشهيد لم يمت وهو خالد في الذاكرة والقلوب وأضافت قولها: إنه منذ سنوات استشهد خالد شقيق الشهيد أثناء تأديته لخدمة العلم وكذلك بعد استشهاده بأربعة أيام رزق شقيقه بسام بطفل وسميناه خالد فقدرة الله عظيمة والله كريم لا ينسى خلقه.‏‏

زميل الشهيد فادي أبو حمدان قال: إن خلدون أصيب أثناء تصديه للعصابات المسلحة ولم تمنعه الإصابة من الاستمرار في التغطية وحماية رفاقه في معركة دامت نحو ثلاث ساعات إلى أن أصابته رصاصة غادرة فنال شرف الشهادة وكان يردد أثناء تصديه للمخربين بصوت عال لعيونك يا سورية فداك يا سورية فداك يا بشار الأسد.‏‏

سند الورهاني مختار قرية الكارس وفاضل ومعذى الورهاني من جيران وأبناء قرية الشهيد قالوا: لقد كان الشهيد خلوقاً ومؤدباً ومحباً لأهل قريته يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم متسامحاً يعطف على الصغير ويحترم الكبير.‏‏

رشيد أبو أسعد والد الشهيد برهان أبو أسعد قال: لقد تلقيت نبأ استشهاد ولدي بالفخر والاعتزاز ونحن نؤمن بأن الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم والشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر والشهيد كان ساعدي الأيمن وكان يعمل إلى جانبي يداً بيد منذ كان صغيراً وكان شجاعاً ومقداماً ومثالاً يحتذى بالأخلاق والصفات الحميدة وباراً بوالديه ومحباً لاخوته وكان يقول دائماً إن الوطن هو الأغلى من كل شيء ويرخص في سبيله كل شيء، فكان له ما أراد ونال شرف الشهادة.‏‏

والدة الشهيد حسيبة أبو أسعد قالت إن الشهيد برهان في بداية الأحداث كان في درعا يتصدى مع رفاقه للعصابات الإجرامية المسلحة وقبل استشهاده بفترة 15 يوماً اتصل بي وقال لي إنه التحق إلى جسر الشغور وطلب مني الدعاء له فقلت له الله يحميك أنت ورفاقك ورد عليّ قائلاً يا أمي أنت تعرفيني حق المعرفة وأنا أطلب وأتمنى الشهادة بشكل دائم وأن يكون استشهادي في جولاننا الحبيب أو فلسطين ولكن إرادة الله جعلت استشهاده على يد العصابات الإجرامية المسلحة التي تعبث بأمن الوطن وكان له ما أراد، فالشهادة في سبيل الوطن أينما كانت هي عز وفخار وكبرياء.‏‏

والشهيد الغالي كل الصفات والمزايا الحميدة اجتمعت في شخصه، لم يزعج أحداً في يوم من الأيام ولم يشتك منه أحد كان باراً بوالديه محباً لأشقائه وشقيقاته.‏‏

أشقاء الشهيد رفيق ورزق وربيع وابراهيم عبروا عن فخرهم واعتزازهم باستشهاد شقيقهم ولم يستغربوا ويتفاجؤوا بنبأ استشهاده لأنهم عرفوا فيه الحماسة والإقدام فهو منذ طفولته لا يهاب الصعاب و يعشق الوطن. وكان تشييع جثمانه الطاهر عرساً وطنياً شارك فيه كل أبناء المحافظة. ونقول للذين يحاولون النيل من صمود سورية المقاومة والممانعة ويفقدوننا نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي نعيشها ويفككون وحدتنا الوطنية خسئتم ومحاولاتكم مصيرها الفشل، فدماء الشهداء التي عطرت تربة الوطن ستهزمكم وهاماتهم ستلاحقهم أينما كنتم لتقتص منكم وكلنا على درب الشهادة سائرون لأننا على قناعة أن الوطن لا يحميه إلا ابناؤه الشرفاء.‏‏

شقيقات الشهيد غناء ووفاء وربا ورانيا ورنيم قلن: لقد كان الشهيد برهان الأخ الحنون العطوف الودود نفتخر ونعتز به ونرفع رؤوسنا عالياً باستشهاده.‏‏

جدة الشهيد زريقة الحمود قالت: لقد كان الشهيد بطلاً من أبطال هذا الوطن، محشوم ومحترم وكان كلما جاء في إجازة يزورني ويطمئن على صحتي، فصورته ووجهه السموح لا يمكن أن أنساه.‏‏

نسيب الحلبي من أهل قريته قال إن الشهيد من أسرة مكافحة وكادحة ووالده كان يخدم في صفوف الجيش والقوات المسلحة وله مشاركات في معارك حرب تشرين التحريرية ولبنان وعام 1967 وروى لنا أحد زملاء الشهيد برهان أن الشهيد أثناء وجوده في درعا للتصدي للعصابات الإجرامية المسلحة تعرضت سيارتهم لهجوم فأصيب أحد زملائه بجروح إثر طلق ناري، فحمله على أكتافه لمسافة أكثر من عشر كيلو مترات إلى أن أوصله إلى مكان آمن ويتم إسعافه وبعد انتقاله إلى جسر الشغور لملاحقة العصابات المسلحة هناك ومؤازرة رفاقه الذين تعرضوا لهجوم فأصيب بطلق ناري من أيدي الغدر حيث نال شرف الشهادة من أجل وحدة الوطن واستقراره وسيادته.‏‏

ممدوح الحسن مختار قرية لاهثة والشيخ محسن الحلبي وأكرم الحلبي جارا الشهيد أكدوا جميعهم أن الشهيد كان يتميز باللباقة والأخلاق الرفيعة لا يتوانى في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، تربّى في أسرة كادحة محبة للوطن ومنذ طفولته ملامح الخير ترتسم على وجهه، شجاع ومقدام وصاحب نخوة وشهامة يحترم جيرانه وأهل قريته.‏‏

**‏‏

الشهيد برهان أبو أسعد‏‏

مواليد 1987 قرية لاهثة 35 كم شمال مدينة السويداء، عازب ويحمل الشهادة الإعدادية، يحمل شهادة تدريب في كمال الأجسام وقريته لاهثة كباقي قرى جبل العرب قدمت الكثير من الشهداء في سبيل الوطن وأهلها يعملون في الزراعة وقسم منهم في الاغتراب وفيها من الكوادر العلمية والمرافق الخدمية ما يجعلها أشبه بمدينة.‏‏

**‏‏

الشهيد خلدون شرف‏‏

مواليد قرية الكارس عام 1978 متزوج ولديه طفلة يحمل الشهادة الابتدائية تطوع في قوى الأمن عام 1999 ونال شرف الشهادة أثناء تصديه للعصابات الإجرامية المسلحة في جسر الشغور، قريته الكارس تبعد عن مدينة السويداء 25 كم جنوباً وعدد سكانها نحو 1000 نسمة والنشاط الاقتصادي لسكانها الزراعة.‏‏

رفيق الكفيري‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية