|
آراء أولاً : التشكيك بقدرتها الفكرية ومحاكمتها العقلية، لما يجري حولها، والتشكيك في قدرتها على اتخاذ قرارات صائبة، أي إن المرأة غير مؤهلة لتكون مستقلة ومسؤولة عن نفسها، واتخاذ قرارات، أي إنها لا تصلح لكي تشارك في صناعة القرار. ثانياً: إظهار المرأة ككائن هش- لأنها عاطفية جداً- وتسمح للعواطف أن تعصف بكيانها، كما لو أن هناك تطابقاً بين كلمة عواطف وعواصف؟ وهذه الهشاشة في نفسية المرأة العاطفية تجعلها بحاجة دوماً لوصاية من كائن أكثر منها عقلانية وأقل عاطفية، وهو طبعاً الرجل، فالرجل يجب أن يصون المرأة من جموح عواطفها، والنتيجة أن تكون المرأة تابعة دوماً لرجل سواء أكان زوجاً أم أخاً، أو أباً، أم ابناً.. ثالثاً: استخدام هذا المفهوم (المرأة مخلوق عاطفي) بطريقة مزدوجة ومتناقضة، أي ضربة على الحافر، وضربة على النافر، فهذه المرأة العاطفية تبارك وتقدس حين تنصب عواطفها للخدمة، خدمة الزوج، والأولاد، والأهل، وتقدس في دورها الخدمي هذا من يخدم الأهل في شيخوختهم أولادهم الذكور أم الإناث؟ من يخدم الزوج والأخ في مرضه، الرجل أم المرأة؟ وما نسبة الأزواج الذين يبقون مع زوجاتهم المريضات؟ ثمة صورة ترسم سلفاً للمرأة، بأنها ذات قلب منتفخ بالحب الهائج وعقل نصف مفكر. ثمة غبنa واضح في سجن المرأة بتعبير كائن عاطفي، يجب تصحيح هذا الوصف، وإصلاحه بالقول: إن المرأة تتمتع بذكاء عاطفي، لأن تلك المرأة القادرة على الحب والتضحية بلا حدود في سبيل أحبائها، هي نفسها من يتوهج عقلها بالفهم والمحاكمة، واتخاذ القرارات الصائبة. الحب ليس طاقة عمياء وهوجاء، تنطلق من القلب كيفما اتفق، بل هو طاقة مبصرة عقلانية واضحة الهدف والغاية. الحب مفكر والحب ذكي.. والمرأة كائن عاطفي ذكي ومفكر ومستقل وليس قاصراً أو بحاجة لوصاية. وهؤلاء الذين يتبجحون ويقولون إن المرأة مثل الكريستال يجب أن تصان يجب أن يعرفوا أن التشبيه غير موفق وخاطئ لأن الكريستال جماد . إن القدرة العظيمة لدى المرأة على الحب والصبر والتضحية والعطاء المتجدد الذي لا يعرف الانتكاس ولا الهزيمة، هي قدرة نفسية وعقلية في أساسها، هي قدرة واعية وشمولية لحياتنا المشحونة بالتحديات.. وهؤلاء الذين يصرون على إلحاق المرأة بالرجل وجعلها تابعاً له لأنها عاطفية، كما لو أن ثمة نقصاً في جوهرها الإنساني والفكري وإصرارهم أن هذا النقص بنيوي- لأنها أنثى!- ينسون أن الرجل غالباً ما يتصرف ككائن غريزي، فيطيح بزواج دام سنوات ويسبب الألم والاضطراب لأولاده وشريكه عمره، لمجرد أنه ضعف تجاه غريزته، وانساق وراء أهوائه. لكن من غير المنصف إلصاق تعبير ( الرجل مخلوق غريزي) على الرجال. إن الرجل والمرأة كائنان متساويان في القيمة والجوهر الإنسانيين ويتمتعان بالقدرات العقلية ذاتها، يجب إصلاح المفاهيم التي تبدو كما لو أنها من المسلمات، لأن أساس عملية الإصلاح هو إصلاح المفاهيم. |
|