|
آراء وفيها أن صحيفتي الصنداي تايمز والاندبندنت البريطانيتين تأكدتا من أن ثمة مسلحين اندسوا حقاً بين المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوق مشروعة التزمت القيادة السورية بتلبيتها، وأطلقوا النار على جموعهم مثلما تعمدوا إطلاق النار على العسكريين من قوى الجيش العربي السوري، فضلاً عن اغتيال أفراد من قوات ضبط النظام، وما استتبع ذلك من أعمال وحشية في مقدمها التمثيل بجثث ضحاياهم من الشهداء ورمي البعض منها في مقابر جماعية أعدت لدفنهم فيها . إن اعتراف هاتين الصحيفتين، فضلاً عما تناقلته وسائل إعلام عربية وأجنبية أخرى، وما ذكر عن رجال «ملثمين» قاموا بأعمال القتل والنهب والحرق وحتى الاغتصاب، ناهيك عن أعمال تخريب الممتلكات الخاصة والعامة وترويع سكان القرى والبلدات المتاخمة للحدود مع بعض الدول المجاورة، كل ذلك ظهر للعالم أنها كانت- طبعاً عمداً على ما يبدو- كانت خافية عن أنظار الذين تفتحت أعينهم مؤخراً، بمعجزة، وكان ذلك خيراً من ألا تتفتح أبداً. وبطبيعة الحال، فإن ظاهرة كهذه سوف تتسع مع مرور الأيام، ومع سقوط الأقنعة عن بعض الوجوه التي تلطى أصحابها وراء شعارات ظاهرها حق وباطنها باطل، ذلك لأن الوقائع التي لم يعد أحد من المراقبين قادراً على إخفاء تداعياتها على الأرض، لابد أن تفرض حضورها على ساحة الإعلام في سياق قدرته الهائلة على رصد ما يدور من وقائع هنا أو هناك على امتداد الكرة الأرضية، وإن هي أغفلتها لسبب أو لآخر فإنها بحكم تفاقم تبعاتها غدت مضطرة للحديث عنها والكشف عن ملابساتها. وحين يشار إلى وجود مسلحين ملثمين بين المتظاهرين، فإن مجرد خروجهم إلى ساحة التخريب متخفين وراء لثامهم الأسود كقلوبهم، يعني محاولة إخفاء الهوية لأن من يريد أن يعلن عن رأي لايلجأ إلى مثل هذا الإجراء، و أيضاً من ينتمي إلى بيئته الاجتماعية تحديداً، بينما العديد من هؤلاء المندسين، تبين أنهم من بيئات مختلفة ولا علاقة لهم ببيئاتهم المحلية وبالتالي لم يعرفهم أحد من قبل سكانها . وإلى ذلك، عندما يحين وقت ظهور الحقيقة، مع مرور الوقت، ولن يطول انتظاره كما نعتقد جميعاً لا أعتقد أن أحداً بيننا يدري كم سيكون عدد المتآمرين على وطننا وبالتالي من أي جهة اخترقوا حدودنا ليعيثوا بين أطرافها الذعر والتهجير والموت. |
|