تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


23 مليــــــــون معـــــــــارض

على الملأ
الخميس 30-6-2011
منير الوادي

مصطلح معارض ومعارضة، وجّهته وسائل إعلام خارجية نحو أشخاص محددين لتبين وكأنهم يمثلون أطيافا واسعة من المجتمع السوري،

مع أن تصريحات هؤلاء الأشخاص تؤكد أنهم يطرحون أفكارا تمثل وجهة نظرهم ليس أكثر وأنهم لا يمثلون أطيافا واسعة من الشعب..‏

لمن يريد أن يعرف سورية أكثر نقول: في سورية 23 مليون معارض، والحالة السورية لا تجد مثلها في أي بلد آخر، فالسوريون يرضعون السياسة من يوم مولدهم، ويعرفون حقوقهم وواجباتهم، وكثيرون يذكرون جملة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن سورية: ( دي بلد كلها زعما )..‏

نعم في سورية كلنا معارضون، لأننا نعارض أي خطأ يمس بأمن واستقرار وطننا..‏

ونعارض أي فتنة تفرّق وتميّز بين سوري وآخر ..‏

ونعارض أي فساد يرتكبه مسؤول مهما كان موقعه قصدا أو عن غير قصد..‏

ونعارض أن يتركز رأس المال في أيدي فئة قليلة، تتنعم به، فيما كثيرون يبحثون عن تحسين وضعهم المعيشي أو عن فرص عمل..‏

ونعارض أن يكون ممثلو الشعب في مجلس الشعب أو الإدارة المحلية أو المنظمات أو النقابات أو القيادات الحزبية من الذين يبحثون عن مصالحهم ولا يتابعون أحوال الناس..‏

ونعارض أي ارتكابات خاطئة ضد حرية الفكر والرأي، إلا إذا كان أصحابها لهم غايات غير وطنية، فعندها سنعارضهم ..‏

ونعارض عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب..‏

ونعارض أي رشوة صغيرة أو كبيرة لتسيير أمور البعض أو لتمرير صفقات على حساب المال العام..‏

ونعارض أي فساد في القضاء مهما بلغت درجته من الصغر أو الكبر، وخاصة عندما يحرم صاحب حق من حقه..‏

ونعارض تطبيق المحاسبة على موظف بينما لا يحاسب المسؤول..‏

ونعارض أي معارض لعملية الإصلاح في التشريعات والمؤسسات وغيرها..‏

ونعارض وجود قطاع خاص غير وطني يهتم لمصالحه وأرباحه على حساب الوطن..‏

ونعارض عدم توفير مبدأ تكافؤ الفرص في العمل والسكن والصحة..‏

ونعارض أي توسط أو تدخل لمتنفذين لتسيير مصالح البعض على حساب الآخرين..‏

أعتقد أن 23 مليون سوري يؤيدون ويؤمنون بهذه الأفكار وهذا يعني أن السوريين جميعهم معارضون لجميع الممارسات غير الصحيحة في القول أو الفعل..‏

ومن يؤيد هذه الارتكابات الخاطئة فليفصح عنها بكل حرية وشفافية وليعرضها أمام الرأي العام لنرى إن كانت تنال الموافقة ولو حتى من الأقلية..‏

حتى لا نطيل في نقاشات وتفاصيل كثيرة أعتقد أننا نحتاج طرح برنامج وطني على أسس واضحة تحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، وهذا البرنامج توضع له معايير لمراقبته من قبل أشخاص يمثلون كافة أطياف المجتمع ضمن مبدأ الرقابة الشعبية على مستويات مختلفة..‏

وللوصول إلى هذه الصيغة وحتى لا تذهب سورية في اتجاهات مختلفة علينا الاتجاه نحو الحوار الوطني القادم لعله يحدد أسس سورية الغد ..‏

w.moneer@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية