تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القبة السماوية

فلك
الأثنين 16-7-2012
حركة الأجرام السماوية ظاهرية والحركة الفعلية للأرض

تبدو الأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والكواكب والنجوم وكأنها مثبتة على سطح داخلي لنصف كرة ضخمة، ويعرف هذا السطح الداخلي لنصف الكرة الضخمة بالقبة السماوية.‏

وتعدّ الأرض مركز هذه القبة، ولو قمنا بمراقبة الأجرام وهي تتحرك على هذه القبة، فإننا سنلاحظ أنها تتحرك من الشرق إلى الغرب كل يوم وعلى مدار العام.‏

وتذكر الباحثة الفلكية العربية سناء عبده أن هذه الحركة للأجرام السماوية هي حركة ظاهرية لأن الحركة الحقيقية والفعلية هي حركة الأرض حول محورها بحركة يومية وحول الشمس بحركة سنوية من الغرب إلى الشرق.‏

فنحن عندما نرى الشمس وهي تتحرك من نقطة الشروق صباحا باتجاه الغرب مساء، إنما هي حركة ظاهرية ناشئة عن حركة الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق يوميا بحركة حقيقية.‏

ولأن العلماء يحتاجون إلى تحديد مواقع الأجرام السماوية على هذه القبة فإنهم استخدموا بعض المعالم البارزة، والتي تعتبر مرجعاً لتحديد موقع جرم سماوي.‏

هذه المعالم قد تكون نقاطاً أو قد تكون خطوطاً (دوائر)، وقد يكون بعضها ثابتاً في موقعه، لايتغير مهما تغير موقع الراصد، أو قد تكون متغيرة تتغير حسب اختلاف موقع الراصد، فإذا رفع الراصد الواقف عينيه إلى السماء عمودياً فوق رأسه، فإن ما يراه يعتبر سمت الراصد، وما يقابل سمت الراصد في الطرف الآخر من الأرض عمودياً أسفل قدميه هو نظير الراصد.‏

فالراصد الذي يقف تماماً على القطب الشمالي للأرض، يكون سمته نجم القطب الشمالي ونظيره سحب مجلان في نصف الكرة الجنوبي، والسمت والنظير (Azimuth & Nazir) نقطتان متغيرتان تختلفان حسب موقع الراصد.‏

أما دائرة الأفق فهي دائرة مرتبطة بالسمت والنظير، لأنها تعرف بأنها الدائرة العظمى على سطح القبة السماوية، وتبعد مسافة زاوية قدرها 90 درجة قوسية عن كل من السمت والنظير. ودائرة الأفق التي نراها عند تقاطع القبة السماوية مع سطح الأرض المرئي بالنسبة لنا، إنما تعرف بدائرة الأفق الظاهري، لأنها لا تمثل الدائرة العظمى وترتفع فوق دائرة الأفق الحقيقي.‏

وتقع دائرة الأفق الحقيقي دائماً أسفل دائرة الأفق الظاهري، وذلك بسبب انحناء سطح الأرض الكروي. وبما أن هذه الدائرة مرتبطة بالسمت والنظير، فإنها متغيرة وتختلف حسب موقع الراصد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية