|
فلك
بعد أن أنجزت أكثر رحلات الفضاء الصينية تعقيدا وطولا، واستقبلت الشابة الصينية بالزهور على الأرض لتدخل تاريخ غزو الفضاء كأول رائدة من الصين، وتمثل مركبة الفضاء شنتشو 9 رابع بعثة فضاء مأهولة للصين منذ عام 2003. واهتمت وسائل الإعلام الصينية والعالمية بتغطية هذه المهمة التي استمرت حوالي أسبوعين ووصفتها بالانجاز التكنولوجي الكبير لبرنامج الفضاء فى البلاد، كما نقلت وقائع هبوط السفينة شمال غرب البلاد بسلام. واعتبر رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو نجاح مهمة السفينة الفضائية شينتشو 9خطوة مهمة وحساسة وتقدما أحرزته الصين نحو الهدف الاستراتيجي الثاني من مشروع رحلات الفضاء المأهولة. في 16 من حزيران يونيو الماضي استقلت ليو يانغ البالغة من العمر 33 سنة وزميلاها الآخران المركبة الفضائية المأهولة شنتشو-9 الى الفضاء، وتم إطلاقها من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية بشمال غربي الصين فى الساعة السادسة و37 دقيقة مساء. وللمصادفة في نفس اليوم من عام 1963 أصبحت رائدة الفضاء السوفييتية فالنتينا تريشكوفا أول امرأة تدخل الفضاء فى العالم. وقد قامت المركبة الفضائية المأهولة شنتشو-9 بمهمة الالتحام بوحدة المختبر الفضائى تياقونغ -1 مرتين خلال جولة فضائية دامت 13 يوماً، ونجحت في الالتحام آليا بوحدة المختبر الفضائي تيانقونغ-1 بعد ظهر يوم 18 حزيران ، في أول مهمة التحام فضائي مأهول للصين، وتم الالتحام الفضائي للمرة الثانية بين شنتشو-9 وتيانغونغ-1 في يوم 24 حزيران. ولا يزال المختبر تياغونغ -1 في مراحله الأولى، حيث تخطط الصين لإضافة المزيد من الوحدات إليه بحيث يصل إلى نسخته النهائية في عام 2020 بما يشابه محطة الفضاء الدولية. وأعلنت وو بينغ المتحدثة باسم برنامج الفضاء المأهول الصيني في24 حزيران: إن قائدة المركبة المخضرمة تكيفت مع انعدام الجاذبية في الفضاء بوقت قصير، وإنها في حالة عقلية وبدنية جيدة، وكل مؤشراتها النفسية طبيعية. وقال جينغ هاى بنغ، قائد مهمة شنتشو-9، «أنها تأخرت في بدء التدريبات كرائدة فضاء، الا أنها الآن على المستوى نفسه معنا، وبذلك تجاوزت توقعاتنا.» وتركت سرعة ليو وحماسها في جلسات التدريبات انطباعا جيدا عند جينغ. وقال انها تبقى هادئة في حالات الطوارئ المصطنعة. ولكن الصعوبات وعناء التدريب لم تمنع ليو يانغ من تمتعها بالحياة. فهي تحب قراءة الروايات وكتب التاريخ. وهي ماهرة فى الطبخ وربة بيت ممتازة. ويخدم زوج ليو بالقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، وما يدل على رقة شعورها وإحساسها أنها حينما ذكرت دعمه الكامل لها دمعت عيناها وتتطلع ليو وزوجها إلى إنجاب طفل، وقالا إنهما سيخططان لذلك بعد نجاح مهمة الالتحام الفضائى المأهول»، حسبما قالت ليو. ومن جانبه، قال تشن شانغ قوانغ، مدير مركز البحوث والتدريبات الفضائية الصيني، إن «نشاطات استكشاف الفضاء ستكون ناقصة دون مشاركة النساء من رائدات الفضاء.» وسبق أن قامت أكثر من 50 امرأة برحلات إلى الفضاء حتى الآن، ولقيت أربع نساء منهن مصرعهن في حوادث الفضاء. وتعليقا على هذا الحدث قال محلل الفضاء الأسترالي موريس جونس إن مهمة شنتشو-9 خطوة كبيرة أخرى للصين وللعالم، ونحتاج إلى مشاهدة المزيد من النساء في الفضاء عن طريق برامج الفضاء فى عموم العالم. ويدفع ذلك أيضاً الاهتمام العالمي بالرحلات الفضائية. أما كاتبة الخيال العلمي لينغ تشن فأعلنت أنها تأمل في أن تصبح المرأة الصينية أول امرأة تصل إلى القمر، وأول امرأة تلد في الفضاء. ونعود إلى التعريف بأول رائدة فضاء لنتذكر أن ليو يانغ ولدت في تشرين أول من عام 1978 في مقاطعة خنان، وتنتمي إلى جيل الطفل الواحد في الصين، وحصلت على شهادة بكالوريوس، وأصبحت أحد أفراد المجموعة الثانية من رواد الفضاء الصينيين في أيار مايو من عام 2010. حلمت ليو يانغ بمشاهدة الكرة الأرضية من الفضاء عندما عملت بصفة طيار بالقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، ووصلت إلى عباب الفضاء وهي كما تقول تشعر بالشرف لأنها تطير إلى الفضاء نيابة عن مئات الملايين من النساء الصينيات. وقالت ليو إنه مازال هناك مسافة بعيدة جدا بين التحليق في السماء والطيران في الفضاء الخارجي بعد أن تلقيت التدريبات كرائدة فضاء. وكانت ليو قد التحقت بالقوات الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في آب عام 1997، وسجلت في تاريخها العملي 1680 ساعة طيران، وهي أيضاً من أعضاء الحزب الشيوعي، وتتولى حالياً منصب رائدة فضاء صينية من الدرجة الرابعة في مجموعة رواد الفضاء بجيش التحرير الشعبي الصيني، واختيرت ضمن طاقم المركبة الفضائية المأهولة شنتشو-9 في آذار مارس عام 2012. |
|