|
ثقافـــــــة كان شغوفا بالعلم والأدب والفنون منذ بدايات حياته، فشحذ همته على مطالعة الكتب بشتى أنواعها. وفي الوقت ذاته درس اللغة الانكليزية في مدرسة ليليلة، حتى أجادها قراءة وكتابة ومحادثة، ثم انتظم في جمعية ( شمس البر) فكان يحضر ندواتها ويتابع نشاطاتها. وفي عام 1881 ترك عمله التجاري حين استهواه الطب ، فدخل (الكلية السورية) في بيروت، فمكث في أروقتها لعامين دراسيين، ثم مال إلى كلية الصيدلة وعلم الأدوية، وفاز منها بشهادة في العلوم الصيدلية . رحل إلى مصر بعد انتهاء الثورة العرابية، وفي القاهرة تولى تحرير جريدة (الزمان)، ثم عين مترجما في الجيش البريطاني الذي كان في طريقه إلى السودان، ثم عاد إلى مصر بعد مرور عشرة أشهر. وفي عام 1886 انتدبته مجلة (المقتطف) لإدارة تحريرها، فقام بذلك على أحسن وجه عدة أعوام ثم انصرف إلى الكتابة والتأليف. وفي عام 1892 أصدر مجلة الهلال الشهرية، التي ماتزال تصدر حتى يومنا هذا، وكان يتولى وحده شؤون التحرير والإدارة ولما اتسع نطاق الأعمال في الهلال وأقبل الناس على اقتنائها، ساعده في الإدارة شقيقه إميل فضلاً عن ثلاثة محررين، وظل يدير شؤونها لعقدين من الزمن، إلى أن وافته المنية في القاهرة عام 1914. ألف جرجي زيدان روايات تاريخية خيالية متسلسلة جعلها في 18 حلقة، وقد أقبل عليها القراء إقبالا عظيما في الدول العربية، كما ترجمت فيما بعد إلى العديد من اللغات الشرقية والعربية، ونذكر منها: العباسة أخت الرشيد، فتاة غسان، شجرة الدر، المملوك الشادر، وصلاح الدين الأيوبي . ومن أشهر مؤلفاته: تاريخ مصر الحديث، تاريخ التمدن الإسلامي، تاريخ آداب اللغة العربية، وتاريخ الماسونية العام. وهو في الكثير من مؤلفاته يمثل وحدة العروبة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ويدل على أن أهداف الأمة العربية في الحصول على الكرامة والحرية، وفي الإصلاح العام وتوحيد الجهود، ترمي إلى التخلص من الاستعمار، وإعادة ما كان للعرب من مجد وسؤدد، على حد تعبير الأديب طاهر الطناحي. كما أن بعض مؤلفاته الشعبية، جمعت بين العلم والتسلية، وبين الفائدة والمرح، ومثالنا على ذلك كتابه الذي حمل اسم علم الفراسة الحديث الصادر عن سلسلة الهلال الشهرية. |
|