تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا لا نلتفت إلى خصوصيتنا؟ نحصِّن أنفسنا باستنهاض قيمنا الحضارية

ثقافـــــــة
الجمعة 1-7-2011
تماضر ابراهيم

في حديث عابر مع الدكتور محمود شاهين عميد كلية الفنون الجميلة لفت إلى موضوع مهم جدا ًوهو في صميم مناهجنا القديمة المتحجرة من وجهة نظر الكثيرين والتي تفتقد للكثير من التحديث والاجتهادات ..

يقول د. شاهين: « إننا اليوم نعيد النظر في النماذج التي يعمل عليها طلابنا في الكلية والتي معظمها إغريقية أو رومانية, وحاليا نفكر بشكل جدي أن نستبدلها بنماذج جصية سورية من حضارتنا العربية القديمة بحيث تتم تغذية الذاكرة البصرية لطلابنا بمفردات حضارتنا، وأشاد بتوصية قدمها أحد طلاب الماجستير في رسالته مفادها أن نأخذ المنحوتات المتميزة لنحاتينا المعاصرين ليتم إدخالها في محترفات كليات الفنون لأنها تحمل قيماً محلية , متسائلاً ما المانع مثلا أن ندخل أحد أعمال الفنان محمود جلال الجيدة إلى محترفات قسم النحت في الكليات ليشتغل عليه الطلاب‏

ويستفيدوا من قيمه الفنية؟لأن محمود جلال بالضرورة ارتكز على الحضارة السورية فاستمد منها , كذلك بالنسبة لنحاتينا المعاصرين المتميزين بالتأكيد لديهم قيم نحتية محلية .‏

وأشار د. شاهين إلى التوجه الذي يعمل عليه منذ سنوات وقد نضجت الفكرة الآن وهي ظاهرة المتحف في الهواء الطلق التي تتضمن انتخاب رموز نحتية مهمة في متاحفنا، حيث إننا سنعيد نحتها بنفس المواصفات وبقياسات أكبر من قبل نحاتين سوريين متميزين لتوضع في ساحات دمشق وحدائقها , وشوارعها أيضا ليراها القاصي والداني .‏

وأشار د. شاهين إلى أنه عندما نخرج نماذجاً من هذه الكنوز الموجودة في متاحفنا ونضعها أمام أكبر عدد ممكن من الناس نربط هؤلاء الناس بالتاريخ ,ونعرفهم على حضارتنا وتراثنا ,حيث نبقيه في الذاكرة في كل لحظة وهذه ثقافة بصرية مهمة جدا للأوابد , مثل : أورنينا وآلهة الينبوع وغيرها, التي كان لها دور مهم في صنع الحضارة البشرية ,وبذلك نقترب من المواطن العربي السوري بكل أطيافه ليعرف الخلفية الحضارية لسورية ودورها التاريخي المهم في صنع الحضارة ,‏

وأشار إلى أن الهدف الأخير ,هو ربط منهاج كلية الفنون بالإرث الحضاري العربي السوري المهم ,وبنفس الوقت ليبقى مرتبطا بالحداثة .‏

وقال :نحن لدينا أهم من النماذج الإغريقية عبر تاريخ سورية حتى يومنا هذا ,.‏

وتساءل: لماذا لا نعلم طلابنا قيم النحت الهندي ,والمكسيكي ,حتى الفراعنة لا نستطيع تجاوز النحت المهم الذي لديهم , والذي نعلم جميعا عدم وجود ما يضاهيه لا في النحت الإغريقي ولا في اليوناني ,الفن الفرعوني مهم جدا ومتميز, يشعرنا بالحداثة من خلال التبسيط والتحوير ,رغم أن عمره آلاف السنين ,لكنه للأمانة يتجاوز القيم الحالية بحداثتها , نحن همنا اليوم هو ربط كليات الفنون بتاريخنا وتراثنا وحضارتنا ,والحقيقة هي أننا يجب أن نلتفت لخصوصيتنا الشبه مهمشة .‏

نحن تعودنا على النماذج الموجودة في الكلية ,ونكررها دون أن ننتبه لأهمية موضوع تراثنا وحضارتنا السورية ,وقد أشعرتنا هذه الظروف التي تمر بها بلدنا أنه لن تحمينا إلا هذه الارتدادات, التي تستنهض قيم حضارتنا ,وفيها نحصن أنفسنا. خصوصا في خضم موضوع العولمة الذي يجتاحنا في كل الميادين والأعمار ,بهدف الغاء كل ما نملك ولكن بهذه الأفكار نواجه ونحمي ونؤسس, وأهم شيء هو الجيل الجديد نحميه من الانسلاخ والضياع, إن لم يكن محصننا بتراثنا وحضارتنا .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية