|
منوعات ومصالحه وتاريخه وأمجاده. وهناك تبادل للأدوار بين الحرب السياسية ونظيرتها الاعلامية، حيث تمهد الأخيرة للأولى بوسائل بعيدة عن آليات الاعلام العادية والمعايير المتعارف عليها على الصعيد العالمي. فالحرب الاعلامية الاستباقية المستعرة ضد سورية ليست جديدة الاستخدام في المنطقة، ولكن المستجد فيها تخطيها لمهمتها المعروفة في تغطية وفبركة الأحداث وممارسة التزوير والتضليل الى محاولة لعب دور مباشر على الأرض عبر ايحاءات في تقاريرها، لم يعد خافياً على أحد أهدافها ومراميها ودورها الواضح في بعض الحالات بعمليات التخريب والقتل التي شهدتها بعض المدن والمناطق السورية. ان السبق الصحفي الذي تدعي هذه القنوات والوسائل الاعلامية السعي إليه مرتبط بنقل الحدث بسرعة ومهنية ومصداقية «شرط وقوع الحدث» أو ايراد معلومات عن أحداث ساخنة ومستمرة من الأطراف المشتركة أو المتابعة أو المراقبة، ولكن أن تقوم الوسيلة الاعلامية بهذه الأدوار كلها أي أن تفترض وقوع الحدث ومكانه وعدد المشاركين فيه وتتوقع نتائجه مستخدمة شتى وسائل التضليل والاقناع فذلك اشتراك مباشر في محاولة تصنيع الأحداث المفبركة من بدايتها حتى نهايتها. المثل الصارخ لهذا الأمر هو الاشتراك العلني لمجموعة من الوسائل الاعلامية المغرضة والمضللة في التحضير لفبركة حدث باسم «بركان حلب» والايحاء بجميع الوسائل لدفع أهالي حلب رغماً عنهم وبغير إرادتهم وخلافاً لتعبيراتهم المختلفة والمتنوعة عن حبهم للوطن ورفضهم ومواجهتهم للمؤامرة الخارجية عليه الى التظاهر والاستجابة لرغباتهم التخريبية التدميرية، حيث لم تتوان هذه الوسائل الاعلامية عن تقديم افتراضات أملاً بتحقيق رغبات المنخرطين في المؤامرة على سورية. لقد رد أهالي حلب بمنطقهم الوطني على كل هذه الحملات التحريضية ورفعوا من وتيرة تعبيرهم عن حبهم لوطنهم ولكن كل ذلك لم تره «العين المهنية العمياء» لهذه الوسائل الاعلامية المغرضة والتحريضية، التي أعماها الانخراط المفضوح في المؤامرة على سورية، وأصرت على تقديم كل ما تعتقد بفائدته في تلبية أحلامها بما سمته «بركان حلب». إن حلب لم ولن تنفجر في يوم من الأيام إلا حباً للوطن والحرص على الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار، وإذا كان هناك انفجار فسيكون بوجه هؤلاء المتآمرين والمخربين ودعاة التدخل الأجنبي الذين ستخيّب حلب ظنهم وتردهم على أعقابهم وتكون بداية ومفتاح الفرج لسورية. |
|