تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طريق النصر الآتي

الجولان في القلب
الأثنين 4-7-2011
فراس الطالب

عندما نتحدّث عن الطريق إلى الجولان تنهمر حزمة هائلة من الأفكار المتدفّقة على القلب والوجدان، وكلّها تريد نيل قصب السبق، فهناك جمال الطبيعة الآسر الذي يلحظه القلب كما تلحظه العين،

وهناك تاريخ غنيّ من الحضارة التي عرفت كيف تعمّق جذورها في تربة الماضي وتمدّ في الوقت نفسه أغصانها الباذخة لتعانق شرفات المستقبل القريب، وهناك شعور بالمجد العربيّ الأصيل الذي تفوح أنفاسه الطيّبة من كلّ ذرّة من ذرّات تراب جولاننا الغالي، وهناك وقبل كلّ شيء إيمان راسخ بحتميّة عودة الجولان إلى سورية، هذه هي المسافة التي تمتدّ بين الجولان وسورية، وهي مسافة مطويّة بالشوق الكبير الصادق لهذا الجزء العزيز الغالي علينا جميعاً دون استثناء.‏

من هنا كان تأكيدنا بمناسبة ودون مناسبة أن الدرب إلى الجولان لا يمكن قياسه بمقياس معيّن، مثلاً بعدد الخطوات التي يقطعها الراجل المنطلق إليه ولابعدد الكيلومترات التي تقطعها السيارة المتّجهة إليه، إنما يقاس بنبضات القلب التي تنهمر أنشودة لهفة تعرف البداية ولا تعرف النهاية، في كلّ حين يعلن الوقت فيه أن اللقاء بات قاب قوسين أو أدنى، بل إنّ هذا اللقاء يعيش في كلّ نبضة من نبضات القلب.‏

وعلى هذا فإنّ الطريق إلى الجولان يبدو طويلاً إذا قيس بعدد النبضات التي يعزفها القلب، لكنّه في الوقت نفسه قريب بل أقرب من قريب لانّ الجولان يقيم في كلّ نبضة من نبضات الفؤاد ولا يغيب عن الذاكرة ولا يفارق العين.‏

قبل تحرير قنيطرة المجد بعد انتصارات حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد وما زلنا نستعيد وبقدر كبير من الاعتزاز ذكريات أيّامها المجيدة كان ابن القنيطرة يسأل هل سيطول بي الانتظار قبل أن أقبّل ثراها الطاهر المحرّر، وما إن دوّت أصوات الطائرات والمدافع في السادس من تشرين الأول عام 1973؛ حتّى بدأ فؤاد ابن القنيطرة بالتسارع المتواتر خافقاً بشدّة، لأنه أدرك أنّ العودة على الأرض أصبحت واقعاً حياً ملموساً، وشاهد العالم كلّه يمين القائد الخالد حافظ الأسد ترفع علم سورية في سماء القنيطرة المحررة معلنة عودتها إلى صدر أمها سورية.‏

وابن الجولان يعلم علم اليقين أنّ العودة إلى الجولان الحرّ المستقلّ عودة لا شكّ فيها وأنّ المسألة مسألة وقت ليس إلاّ وهذا الوقت لن يكون طويلاً، لأنّ سورية بهمّة قائدها المفدّى السيّد الرئيس بشار الأسد وبهمم أبنائها الشجعان ستستعيد الجولان، وسيشاهد العالم يمين القائد المفدّى السيّد الرئيس بشار الأسد ترفع علم سورية في سماء الجولان الحرّ الأبيّ.‏

الطريق إلى الجولان نشيد هادر تنبعث رائحة الكبرياء والكرامة في كلّ نغمة من نغماته، وهنا تجتمع عناصر الصورة مختالة بحلّتها الرائعة.‏

شعب مؤمن بحتميّة عودة الجولان إلى سورية التي لن ينفصل عنها، ولا يبالي شعب سورية الأبيّ بقرار اتخذه الكنيست الإسرائيليّ بضمّ الجولان إلى الكيان الهزيل المصطنع الذي يسمّى (إسرائيل)، ويسخر بمحاولة الساسة الإسرائيليين طمس عروبة الجولان من خلال إجبار أبنائه على حمل الهويّة الإسرائيلية والتخلّي عن الهويّة السوريّة، فهذا الشعب يعرف أنّ عروبة أبناء الجولان مشرقة شروق الشمس في وضح النهار، وهي حقيقة مقيمة في عقولهم وقلوبهم، وستظلّ مكوّناً من مكوّنات حياتهم ووجودهم.‏

هذا هو طريق النصر الآتي الذي اختارت سورية السير عليه ولن تتراجع عنه حتى استعادة جولاننا الحبيب.‏

Ferasart72@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية