تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المهم ان تقترض

اقتصاد عربي ودولي
الأثنين 4-7-2011
مرشد النايف

اقترض.. استثمر.. صنّع... صدّر.. سدّد. خمس «نصائح» صاغها البنك وصندوق النقد الدوليان, وهي في عرفهما صالحة لكل عاهة اقتصادية, وشافية من هزال النمو .والمؤسستان,حينما تقدمان وصفتهما,التي لايفرج عن القرض إلا بتطبيقها, لايعبأان بالأمراض الاجتماعية المصاحبة لصرف تلك «الروشيتة» اذ لايهتمان بما تعنيه الخصخصة من تسريح للعمالة , ولا بآثار تحرير التجارة على الصناعة الوطنية, كما لايعنيهم معاناة الفئات الجديدة التي سيضيفها تحرير الأسعار الى طوابير الفقراء.

مصر سجلت موقفا تجاه المؤسستين , قد يدفع الكثيرين للتأمل طويلا قبل التفكير في إبرام اتفاقية عقد مع إحدى المؤسستين, وقد لقيت الخطوة المصرية ثناء من المناهضين للرأسمالية المتوحشة, ومنهم الاقتصادي الأميركي «ريك راودن» الذي اقر ان مصر بحاجة للتمويل الخارجي ,لكن هذا التمويل « يجب ألا يأتي من صندوق النقد بالضرورة», فثمة أسواق صاعدة يمكن اللجوء إليها كبديل عن صندوق النقد, فهو «ليس مؤسسة تنمية ودودة، بل على العكس فإن إدارته تأتمر بأمر وزارة الخزانة الأميركية ووزارات مالية الدول المقرضة الغنية الكبرى، والتي تتعرض هي نفسها أصلا لضغوط من مؤسسات صناعة المصارف داخل هذه الدول من اجل إقراض الآخرين بمكاسب عالية».‏

وصفة المؤسستين, قد تكون ناجعة في الاقتصاديات المكتنزة التي تقترض لا لعوز فيها, بل للإفادة من مزايا القرض ,كفترة راحة تصل الى عشر سنوات أحيانا, فالهند تقترض وكذا الصين وتركيا والبرازيل, وهؤلاء ليس كالإكوادور مثلا, التي باعت غاباتها لتسدد أقساط ديونها.‏

ما من جديد فيما تقدم سوى إن «التمرد» المصري على الدواء « الاممي» يأتي تعزيزا لخطوة خطتها مجموعة «الميركوسور» بتأسيس بنك الجنوب في حركة, يبدو انها آخذة في الاتساع, للتخلص من الاستباحتين الاقتصادية والسياسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية