|
عن نوفيل ادبسرتاتور قال عنه الأديب الاسباني الشهير أنجيل ديليريو: ما يميز اسلوب لوركا الحداثة اضافة الى كونه تقليدياً فهو متطور و يستحق لوركا عن جدارة لقب «روح الشعر الحي». و يصفه الناقد الاسباني ايمانويل روبليس بالقول: كان لوركا مؤمنا بالله و كان ايمانه بالعدالة و الصدق يجعل مشاعره أخوية لدرجة التفاني لذلك استوعبت روائعه ما دعي بالسوريالية الجديدة حتى لقب عراب تلك الحركة. اليوم هناك قراءة جديدة عن لوركا للكاتب الايرلندي ايان جيبسون وهو ناقد اختص بأدب لوركا وانطونيو مخادو وسلفادور دالي و يقدم قراءته هذه في كتابه «الحصان الازرق لوركا». صدرالكتاب باللغة الاسبانية مطلع حزيران الحالي وفيه يلخص كيفية قراءة هذا الشاعر الكبير الذي قال في مطلع حياته الشعرية: تلك هي الحياة.. رغبة ثابتة و ندب لا ينتهي و طريق محزن و ألم حتمي... كانت تلك نظرته للحياة في مطلع شبابه. يقول ايان جيبسون: ليس المهم فقط معرفة حياة هذا الشاعر انما استيعاب و فهم روائعه المليئة بالاستعارات والمجازات، لقد اعتمد فنه على البوح دون التصريح و على طي صفحات من حياته العاطفية في مرحلة كان فيها الفرانكيون أصحاب قرار عسكري و في كتاب الحصان الازرق يقول جيبسون: قصائد لوركا التي شغلت العالم الاوروبي خلال الحرب العالمية الاولى و في فترة ما بين الحربين تكاد تضاهي ما كتبه شكسبير. فريديريكو غارسيا لوركا الذي ولد في بلاد الاندلس (غرناطة) منتصف حزيران 1899 و قتل رمياً بالرصاص في 19 اب 1936 قضى طفولته الاولى برفقة الارض و الفلاحين في الريف الاندلسي حيث كان والده يملك مزرعة واسعة وتابع دراسته في جامعة غرناطة في الاداب و الحقوق ليصبح صديق مانويل دوفالا الذي كان يكبره بعشرين عاما و جعله يعشق الفلكلور الاندلسي الذي نشهده في روائع لوركا دون استثناء. في سن الثامنة عشرة رحل الى كاستيا لمتابعة دراسته وليصدر أولى مؤلفاته «انطباعات ومشاهد» ويومها قرر السكن في مدريد حيث وطد صداقاته مع سلفادور دالي و لويس بينيل و خوسيه براغمان و غيليرمو ديتوري ليحترف خلال تلك المرحلة اضافة الى نظم الشعر والموسيقا و العزف على بعض الآلات اضافة الى الفن التشكيلي و الرسم ايضا، انصرف الى المسرح الذي سكن أعماقه و دفعه لكتابة روائعه الخالدة و دفع والده أيضا لان يشيد له مسرحا للعرائس في غرناطة فارتجل خلال تلك الفترة مسرحية «الدون كريستوبال». ثم «الفراشة» و سرعان ما نشر في العام ذاته كتاب «قصائد» الذي لفت انتباه النقاد لكنه لم يعرف الشهرة الا مع مجموعة أغانٍ رافقها عرض لمسرحية درامية وطنية «ماريانا بينيدا» وكان قد صدر له عام 1928 مجموعة «الغجري الشاعري» التي تعتبر من أكثر أعماله شعبية لانها مقتبسة من الاساطير القديمة و التقاليد الشفهية من الادب الاندلسي تحولت الى أغان شعبية. في عام 1930 دعي لوركا الى الولايات المتحدة لالقاء محاضرات في نيويورك و بعد عودته صدر له «شاعر في نيويورك» الذي تضمن قصيدتين غنائيتين احداها بعنوان: «الى ملك هارلم» والثانية «حي الزنوج» كتبها خلال عودته وتوقفه في كوبا حيث تأثر بموسيقاها ورقصات الزنوج الكوبيين. من اشهر أعماله: «عرس الدم» عام 1933 و «روزيتا العازبة» 1935 و «منزل برنابا» 1936. و بعيد تلك الفترة عمل مستشارا فنيا للممثلة المسرحية مارغريتا وعين مديرا للمسرح الجامعي المتجول في الارياف والمحافظات الاندلسية حيث كان يتواصل مع الشعب والطبقات المسحوقة. وما بين الاعوام 1933-1934 رافق مارغريتا الى بوينس ايريس قدم أثناء ذلك مسرحية عرس الدم ثم انتقل الى البرازيل و الارجنتين و الارغواي قبل ان تندلع الحرب الاهلية في اسبانيا عام 1936. عاد يومها لوركا الى غرناطة ليجد الموت بالانتظار رغم انه لم يشارك باي عمل سياسي الا ان حرس فرانكو قاموا بتصفية عندليب الاندلس لانه كان يسخر في جميع أعماله من حروب فرانكو. |
|