تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرب بدأت بكذبة .. ستنتهي بالهزيمة.. خمس سنوات.. فشل ذريع .. ولندن تحاول الهروب

لندن
وكالات
أخبار
الخميس 20/3/2008
عندما شاركت بريطانيا حليفتها الولايات المتحدة في غزو واحتلال العراق في ربيع عام 2003 شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرات مليونية كانت هي الاضخم بين عواصم العالم التي نددت بالحرب وطالبت توني بلير رئيس الوزراء المستقيل بفك شراكة الحرب مع الرئيس الاميركي جورج بوش في الائتلاف الدولي على العراق.

ومع نهاية عام خامس للغزو الذي دمر العراق فإن الرأي العام البريطاني لازال يضغط على حكومته لسحب القوات وإقفال ملف الحرب الكارثية التي شنت بمبررات كاذبة ثم تحول هدفها إلى مكافحة ما يسمى الحرب على الارهاب وتصدير ديمقراطية عاجزة. وبهذا الصدد أفردت الإندبندنت عدة صفحات من عددها امس لتغطية الذكرى الخامسة لاجتياح العراق واعتبرت في صفحتها الأولى -التي تتصدرها صورة مركبة لاجتياح قوات الإسكندر المقدوني لبابل و لدبابة أميركية في العراق- أن ما تعلمناه من دروس التاريخ هو أننا لم نتعلم الدرس.‏‏

وخصصت الصحيفة إلى جانب مقال روبرت فيسك وتقرير مراسلها باتريك كوكبرن افتتاحية عنوانها: بعد خمس سنوات من الاجتياح فشلنا ذريع وتام .‏‏

حيث تعدد الصحيفة : آلاف القتلى استفحال العمليات الانتحارية, فتور اتجاه الديمقراطية, فشل أمني .‏‏

وتعتبر الصحيفة أن بريطانيا والولايات المتحدة فقدتا من وزنهما على الساحة الدولية وصارتا دويلتين صغيرتين.‏‏

وتطالب الصحيفة في آخر الافتتاحية بإجراء تحقيق شامل في الظروف التي سبقت اتخاذ قرار اجتياح العراق.‏‏

حرب بدأت بكذبة‏‏

كما أدانت الاندبندنت في تقرير مفصل تحت عنوان هذه حرب بدأت بكذبة واستمرت بكذبة بعد كذبة لجوء السياسيين الاميركيين الى الاكاذيب لتبرير غزو العراق مركزة على الدور المركزي الذي احتله الكذب في التمهيد لشن الحرب وحرف الحقائق طوال فترة الاحتلال.‏‏

وقال كوكبرن ان الحرب على العراق كانت حربا من الاكاذيب منذ البداية مضيفا صحيح أن كل الحكومات تكذب عادة في أوقات الحرب ولكن الدعاية الاميركية البريطانية طوال السنوات الخمس الماضية كانت أشد كذبا مما شهده أي نزاع اخر منذ الحرب العالمية الاولى وأنه نتيجة لتلك الاكاذيب تم رسم صورة للعراق أقرب الى الخيال وأدت الى العجز عن التعلم من الاخطاء بسبب رفض الاعتراف بأنها قد حصلت أصلا.‏‏

جهل صناع القرار‏‏

وفي مقال اخر للصحيفة القى الكاتب روبرت فيسك المتخصص بشؤون الشرق الاوسط بمسؤولية الحرب الاميركية على العراق على سطحية وجهل صناع القرار في الولايات المتحدة وبريطانيا بدروس التاريخ مؤكدا أن حرب العراق كشفت محدودية القوة الاميركية وأن الضرر الذي لحق بهيبة الولايات المتحدة غير قابل للاصلاح.‏‏

وحمل فيسك في مقاله في الاندبندنت القادة السياسيين في الولايات المتحدة وبريطانيا والذين وصفهم بالسطحية والجهل بالتاريخ المسؤولية عن هذه الحرب الكارثية والتي رأى أنها لابد أن تنتهي بهزيمة القوات المحتلة في العراق بموجب دروس التاريخ وتساءل كيف استطاع رجال صغار دون معرفة بالتاريخ أو حتى اهتمام بمعرفته أن يأخذونا الى الجحيم مشيرا باستنكار الى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يجب أن يواجه المحاكمة لكذبه بخصوص الحرب.‏‏

ضحاياها ضعفي ضحايا هيروشيما‏‏

وأشار فيسك الى أن عدد الضحايا المدنيين في العراق أصبح معادلا لضعفي ضحايا هيروشيما.‏‏

من جهته توصل جون سمبسون المحلل السياسي في ال بي بي سي الى استنتاج مشابه مفاده أن حرب العراق كشفت محدودية القوة العسكرية الاميركية.‏‏

ورأى أن العراق وأفغانستان قد أرهقتا القوات الاميركية الى نقطة الانكسار تقريبا وان الولايات المتحدة الاميركية بعد غزو العراق لم تعد تلك القوة العظمى التي كانتها قبل الغزو واصبح يسود في العالم الان شعور بالنفور من اميركا بعد ان ارتبط اسمها باماكن التعذيب والاعتقال العشوائي كمعتقلات ابو غريب والحديثة والفلوجة.‏‏

اما صحيفة الغارديان فأشارت الى اندلاع معركة بين مؤيدي الغزو ومعارضيه حول عدد الضحايا بين المدنيين العراقيين ملقية باللائمة في ذلك على الولايات المتحدة التي تعمدت منذ بداية الغزو اهمال تعداد الضحايا المدنيين في محاولة لتجنب الحرج واستثارة الرأي العام وهو ما تعلمته من تجربتها في حرب فيتنام حين كانت أعداد الضحايا تتصدر وسائل الاعلام يوميا.‏‏

واشارت الصحيفة بهذا الخصوص الى ان وزارة الدفاع الاميركية اهتمت فقط بتعداد قتلاها في حين لم يكن عدد الضحايا العراقيين مهما بالنسبة لها أو لاي وزارة أخرى.‏‏

وقالت الصحيفة ان كل قتيل عراقي سقط بعد اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش عن أن ما وصفه بالمهمة أنجزت يعد دليلا على خطأ الرئيس كما أنه دليل على أن هذه الحرب كانت تراكم على نحو متصاعد ضحاياها الخاصة بها وأنه وفي غياب احصاءات دقيقة وانتشار تخمينات كثيرة متنوعة تضع عدد الضحايا بين 100 الف ومليون فان مؤيدي الحرب يتمسكون بالحد الادنى ومعارضوها يتمسكون بالحد الاعلى.‏‏

لندن تحاول الهروب‏‏

كما يرى خبراء أن بريطانيا وبعد خمس سنوات من اعلانها الوقوف الى جانب الولايات المتحدة في احتلالها العراق تسعى لاخراج قواتها من العراق بهدوء.‏‏

براون على المحك‏‏

من جانبها ذكرت صحيفة الديلي تلغراف أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يواجه اتهامات بالاخلال بتعهده بسحب 1500 جندي من العراق في نيسان القادم.‏‏

وأشارت الصحيفة الى أن الحكومة أعلنت العام الماضي عزمها خفض عدد القوات البريطانية في العراق البالغ 4000 جندي الى 2500 جندي بحلول هذا الربيع لكنها تراجعت عن قرارها بعد توصية من كبار الجنرالات رأت أن المحافظة على الاستقرار يتطلب الابقاء على المستوى الحالي للجنود حتى نهاية العام الحالي وقال مصدر حكومي للصحيفة انه بعد اجراء مراجعة لمستوى القوات وأخذ نصيحة القادة الميدانيين قررت الحكومة انه لا يمكن خفض مستوى القوات بأكثر من بضعة مئات.‏‏

ورأت الصحيفة أن هذه الانباء ستشكل ضربة لمعنويات الجنود الذين تم ابلاغهم بالفعل بأنهم سيغادرون في الشهر المقبل ويجدون أن عليهم الان أن ينتظروا الى نهاية حزيران أو الى أن يتم استبدالهم.‏‏

تشيني : لاتغيير في الاستراتيجية‏‏

كما رأى ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي امس أنه يجب الا تتغير الاستراتيجية الاميركية في العراق تماشيا مع الاستطلاعات التي تفيد ان الرأي العام يعارض الحرب على هذا البلد. وذكرت أ ف ب أن تشيني الذي يزور عمان اعتبر في مقابلة مع قناة ايه بي سي الاميركية أنه لايجب تغيير الاتجاه تماشيا مع استطلاعات الرأي ورأى أنه حصل تغير جذري وتقدم نحو الافضل في العراق.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية