|
مجتمع وسورية التي بنت الصروح المادية والمعنوية هي ذاتها التي تقاسمت السراء والضراء مع إخوانها العرب ،فكل بيت سوري هو بيت عربي مفتوح لأشقائهم ، والأمر ليس تعبيراً إنشائياً بل هو حقيقة واقعة. واليوم حين نستذكر تشرين تطوف في الذاكرة ملامح مجتمع متآخ متماسك متحاب ، جاءهم النصر بلسماً فارتقوا بهذا النصر وتعاضدوا وماأجمل أن نستعيد من صفحات تشرين ومجتمع تشرين بعض الحكايا . - يد واحدة: نتذكر في طفولتنا وكنا صغاراً حين حدثت حرب تشرين كيف التقت قرى متجاورة بأكملها في مكان متوسط وتوزعوا الأدوار رجال ونساء هؤلاء يحرسون الكروم وقسم يحرس مصادر المياه وآخرون يذهبون إلى المؤسسات الحكومية ليروا ماذا يمكن ان يقدموا . وفي غمرة هذا الحماس تتصافى القلوب ،أسر وعائلات دب بينها الخصام فإذا بهم متوادون متراحمون ،ولاأنسى ماحييت منظر اسرة استشهد أحد أبنائها فإذا بالقرى كلها ليل نهار في المنزل تبلسم الجراح وتقدم المعونة، ورفض الأهالي تقاضي ثمن الذبيحة التي يجب أن تقدم وتبرع الكثيرون بجني محصول الزيتون لأهل الشهيد ، واستمرت القرية ترعى أبناءه كما رعتهم مؤسسة الشهادة أيضاً ،الكثيرات من النسوة بعن حليهن ليرسلن نقوداً إلى أبنائهن المقاتلين إن احتاجوا . ومن حكايا تشرين ماترويه سيدات عشن في القنيطرة قبل هزيمة حزيران وإذا بهن بعد تحريرها ورفع العلم السوري في سمائها بعد عام يتحدث عن قصص وحكايا للقاءات الأصدقاء والأهل وهن اللواتي أتين المنطقة من محافظات شتى وتذكرن أبناء المنطقة واحداً واحداً ، بعض النسوة بكين شوقاً وحباً للقاء أهل القنيطرة واليوم تنضج حكايا تشرين أكثر فأكثر ، وزرع تشرين هو زرع سورية زرع لكل عربي ، فالبيت الذي تحدث عنه نزار قباني مازال وسيبقى شامخاً . وفي تموز عام 2006م تألقت الحكايا أكثر وفتحت البيوت على مصراعيها لأبناء لبنان الذين وجدوا في سورية حضناً دافئاً وموئلاً أثناء العدوان الصهيوني . وبالعودة أيضاً إلى القصص والحكايا فقد سمعنا الكثير من الرجال والنساء يبكون حسرة على قرى الجنوب ، بعضهم يقول هنا عملت في زراعة الزيتون وآخر يضيف في تلك القرية شققنا طريقاً وثالث يتذكر المودة التي تجمعه بالأهل والأصدقاء ، بل ان بعضهم تمنى لو أنه كان شاباً ويذهب ليقاتل عن الأرض التي عمل بها وكأنه يتمثل قول القروي : ما الشام مابيروت في البلوى سوى عيني مولهة وحدفيصل وحين تحقق النصر علت الزغاريد والفرحة في البيوت وعاد الأهل إلى الجنوب ، عاد ومعهم الكثيرون من أبناء سورية ليطمئنوا على أحوال القرى والمزارع وذكريات الماضي و هذا نفح من نفحات تشرين . وحين وقع العدوان الصهيوني على غزة توهجت روح تشرين، وكان الشعب السوري كعادته سخياً كريماً لم يبخل بما عنده ، قدم مااستطاع وتقاطرت وفود الأطباء والمساعدات المادية والعينية من سورية إلى غزة لتبلسم الجراح وتمد يد العون . إنها حكايا تشرين روح المحبة والتضحية لاتزال فينا وستبقى وكأنها تتمثل قول عمر أبي ريشة : لمت الآلام منا شملنا ونمت مابيننا من نسب |
|