تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التهويــــــــد.... قديم ومســــــتمر!!

قاعدة الحدث
الثلاثاء 6-10-2009م
ريم صالح

كان /سلومون جرشون/ زعيم حركة مايسمى أمناء جبل الهيكل قد صرح عام 1998 قائلاً: لن نتخلى أبداً عن الحرم القدسي وسنرفع العلم الاسرائيلي فوقه ولن تكون هناك لاقبة ولا صخرة ولامساجد إنما فقط علم اسرائيل والهيكل.

وبذلك فإن المخططات الاسرائيلية التهويدية مسلسل قديم بدأ منذ سقوط مدينة القدس عام 1967 واحتلال المسجد الأقصى المبارك.‏

وطوال 42 عاماً والمسجد الأقصى يواجه سلسلة لاتنقطع من الممارسات التهويدية الاسرائيلية من مصادرة الأراضي وحفر الأنفاق تحت المسجد إلى هدم الآثار الاسلامية فيه، فضلاً عن إقامة أكثر من /100/ كنيس يهودي حول الأقصى، كما أن اسرائيل عمدت إلى توزيع دليل سياحي على السائحين والمترددين على القدس المحتلة لايوجد فيه أثر للمسجد الأقصى وذلك حتى يتم نسيانه من الذاكرة الإنسانية ووضع بديل منه الهيكل المزعوم.‏

والمسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة وتبلغ مساحته /144/ دونماً ويشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى /200/معلم، ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وللمسجد /14/ باباً وهو على شكل مضلغ غير منتظم.‏

ويؤكد بعض الخبراء أن مخططات تهويد الأقصى بدأت منذ عام 1863 بمعونة الصهيونية العالمية التي عمدت إلى استعمال الحيل والدسائس لتمرير مشاريعها، مشيرين إلى أنه في عهد العثمانيين عرض البريطاني /تشارلز ورن/ على الحاكم تقديم المساعدة لاستخراج مياه من الآبار بذريعة أن القدس لايوجد فيها مياه وبعد أن حصل /ورن/ على التصريح بدأ يحفر حول الأقصى بشكل رأسي وعندما وصل أسفل الجدران توجه أفقياً نحو الأقصى، تلاه الجنرال /كنراد تشيك/ الألماني الذي حفر ثلاث قنوات غربي الأقصى، كما أن أول الاعتداءات على الأقصى بدأت عام 1948 عندما قصفت المجموعات الصهيونية المسجد وساحاته بخمس وخمسين قنبلة.‏

بينما يرى باحثون آخرون أن الحفريات الاسرائيلية بدأت منذ عام 1967 ومرت بعدة مراحل: الأولى على امتداد/70/ متراً أسفل الحائط الجنوبي وبعمق/24/ متراً والثانية في عام 1969 على امتداد /80/ متراً وبدأت من حيث انتهت المرحلة الأولى واتجهت شمالاً حتى باب المغاربة تحت المسجد الأقصى فتصدعت مجموعة من الأبنية الإسلامية وعددها /14/ مبنى وأزيلت بالجرافات وبوشر في حفريات المرحلة الثالثة ستة 1970 حتى عام 1974 ثم استؤنفت عام 1975 حتى نهاية 1988 وامتدت من أسفل المحكمة الشرعية القديمة متجهة شمالاً بأسفل خمسة أبواب للمسجد هي السلسلة المطهرة، القطايني، الحدد، وباب علاء الدين البصري على امتداد /400/ م وبعمق /15/ م وبدأت المرحلتان الرابعة والخامسة سنة 1973 واستمرت حتى عام 1974 خلف الحائط الجنوبي وامتدتا لمسافة /80/ متراً وبعمق /20/ متراً واخترقت المرحلة السادسة من الحفريات الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى وتركزت المرحلة السابعة على تعميق ساحة البراق كما وقعت حفريات المرحلة الثامنة خلف جدران المسجد الأقصى وجنوبها وفي عام 1981 بدأت المرحلة التاسعة بفتح النفق الذي يقع مابين بابي السلسلة والقطانين وتوغلت الحفريات أسفل ساحة المسجد من الداخل على امتداد/25/ متراً شرقاً وبعرض /6/ أمتار ولقيت هذه الحفريات استنكاراً دولياً واسع النطاق، حيث أصدر المؤتمر العام الثامن عشر لليونسكو قراره رقم 3/427 الذي يدين فيه إسرائيل لاستمرارها في حفريات وعبثها بالطابع الحضاري لمدينة القدس عموماً وللمسجد الأقصى على وجه الخصوص.‏

ورغم كل المحاولات السابقة إلا أن الطريقة التي اتبعتها اسرائيل في الثماني سنوات الأخيرة هي الأخطر على الإطلاق، ففي ظل تنامي الأطماع الاسرائيلية ببناء هيكل أسطوري يسميه المتطرفون الهيكل الثالث على حساب المسجد الأقصى برزت تطورات لافتة إذ تقوم جماعات يهودية دينية بمئات العناصر أسبوعياً وبالآلاف سنوياً باقتحام المسجد الأقصى وأداء شعائر دينية وطقوس تلمودية داخل المسجد، وفي تطور تصعيدي آخر جرى نصب مايسمى شمعدان الهيكل الذهبي ومجسم كبير للهيكل الثالث المزعوم قبالة المسجد الأقصى وذلك من جهته الغربية قرب حائط البراق استعداداً لإدخاله إلى داخل المسجد، ولعل أبرز إجراءات تهويد المسجد الأقصى هي مشروع مايسمى القدس أولاً والذي أعلن عنه عام 2008 ويشمل هذا المخطط إقامة /9/ مشاريع تستهدف المسجد الأقصى ويستغرق تنفيذه حوالي ست سنوات أي أنه ينتهي عام 2014 ويجري حالياً الحفر في خمسة مواقع /4/ منها جنوب المسجد وواحد إلى الغرب منه ليصبح بذلك عدد مواقع الحفريات حول المسجد /25/ موقعاً /12/ منها نشطة و/13/ مكتملة.‏

في سياق متصل تعمدت سلطات الاحتلال إلى تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى من خلال مصادرة الأراضي في المسجد ومحيطه لاستعمالها للتغطية على أعمال الحفريات أو كمراكز للتجمع لاقتحام المسجد وفي عام 2008 افتتح كنيس حمام العين «خيمة اسحق» في حارة باب الواد غرب سوق القطانين وبذلك يكون الاحتلال قد عزز سيطرته على محيط باب السلسلة غرب المسجد كما يسعى الاحتلال الاسرائيلي إلى السيطرة على أراضي مقبرة الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى وتحويلها إلى حديقة توراتية يطلق اسم متنزه «منحدر الأسباط» وعمدت إسرائيل أيضاً إلى إحكام قبضتها على المسجد ومحيطه حيث أقامت نحو أربع مراكز لشرطة الاحتلال داخل المسجد الأقصى ويمنع الاحتلال أيضاً دائرة أوقاف القدس من الترميم والتدخل ويقيد حركة موظفي الأوقاف في حين يتحكم في الدخول للمسجد ويقيد حركة المصلين حيث يوجد أكثر من /600/ حاجز في الضفة الغربية تمنع وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.‏

ويرى خبراء أن الصهاينة وصفوا ثلاثة سيناريوهات لهدم المسجد الأقصى أولها إمكانية أن يقوموا بإحداث زلزال صناعي، لهدم المسجد وخصوصاً أن أساسات المسجد أصبحت ضعيفة بسبب عمليات الحفر المستمرة حول المسجد وتحته.. والسيناريو الثاني هو ضرب المسجد الأقصى بالطائرات والادعاء بأن الطيار الذي قام بهذه العملية مجنون أو مختل عقلياً والسيناريو الثالث هو هدم المسجد الأقصى عن طريق توجيه ضربة صاروخية إلى المسجد ويمكن الادعاء أن هذا نتاج خطأ في الحسابات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية