تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصياد

ملحق ثقافي
6/10/2009
أديب حسن محمد

الغابة لغةٌ عمياءْ

ترْمحُ فيها أفراخ المعنى‏‏

بحثاً عن سرٍّ / فحْلٍ‏‏

ستفُضّ به العذريّ المألوف‏‏

وترفعُ ما ظلّ غريباً‏‏

يحفر في أرض عذراءْ‏‏

...‏‏

الغابة تيهٌ‏‏

وعيون الصياد على الأنحاءْ‏‏

....‏‏

بارودته فارغةٌ‏‏

والقلب المحشوُّ ببياض طاغٍ‏‏

سيعمّدُ آلاف الكلمات‏‏

ليقنع شاعرها بحياة ماكرةٍ‏‏

بأغانٍ تسردها للموتِ شفاهٌ بكماءْ‏‏

من لا يقرأ ذاك العتم العاهل في الفلواتِ‏‏

ومن لا يعرفُ فكّ خطوط الريح إذا ما التبستْ‏‏

في فمها أدعية الأحجار‏‏

وفلذّات السأم ببادية بتراءْ‏‏

من لا يدخل قبو الموسيقا‏‏

ليذوق الفارق بين اللحن وجثّة خالقه‏‏

في الصمت الأحدب كفراغٍ‏‏

يتلصّص من ثقب الليل على الأضواءْ‏‏

في قلب النور تدوخ العتماتُ‏‏

ويلِدُ المعنى ملتبساً‏‏

كحياة فاقدة الوعي‏‏

تدور...تدور..‏‏

حتى تسْلَم من قاطفها‏‏

وتنام...بلا شكٍّ..جرداءْ‏‏

‏‏

لا المعنى هدفٌ‏‏

لا السُرَرُ المصطفّةُ حول الممكنِ‏‏

لا الأرض المستاءة من قدميه‏‏

ولا العينُ المخدوعة بفخاخ سماءْ‏‏

يكفي الصياد الخائر‏‏

ما تركتهُ طرائد لا تلقي بالاً للموت‏‏

ولا تأبهُ بأزيز العدم المتربّص في بيت النارِ‏‏

ولا تسمح لعيون الريح تلمّس حكمتها الرعناءْ‏‏

ماذا سيطعم للأسئلة الجوعى؟؟‏‏

أيُقطّع جيفَ العتمة خذلاناً‏‏

ويعود بخفين من اليأس‏‏

كأنّ يديه الخاويتين‏‏

أعقُّ من الأحجار الباكية الصمّاءْ..؟؟‏‏

يا ليل احملهُ..‏‏

ولا تترفّقْ ببصيص الروح‏‏

ولا تأخذك الأسبابُ‏‏

اطرده من عرش العتمة‏‏

قدّيساً خَذَلَتْه الوحشة في البيداءْ‏‏

ولترفعْ يا مَلَك الليل خطاياهُ‏‏

فلا جدوى من نبْشِ امرأةٍ‏‏

راسيةٍ في سفح يديهِ‏‏

ولا جدوى من كل الأشياءْ‏‏

حُمْقٌ‏‏

هذا الصيدُ بسفح العُمْرِ‏‏

وحمقٌ‏‏

أن تلِدَ العتمة أسراب مسرّاتٍ‏‏

حمقٌ‏‏

أن يعِدَ الصياد بأكثرَ‏‏

من تخويف طرائدَ لا تعرف لكْنة قاتلها‏‏

حمقٌ‏‏

أن نعرف ما خبّأه الصيّاد‏‏

وراء مشيئته الخرقاءْ‏‏

..‏‏

..‏‏

يقف الصيّاد/الشاعر‏‏

خلْفَ قصيدته‏‏

ميتاً‏‏

وتفرّ طرائده العشرُ‏‏

بحياةٍ لم تدخل قطّ‏‏

أصابعه العصماءْ.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية