|
ملحق ثقافي إما لطبيعة الكاتب نفسه وعدم تفاعله مع الحدث الثقافي، وإما لعدم وجوده أصلاً ضمن هذا المشهد لأسباب تتعلق بالاغتراب على سبيل المثال. من ذلك مثلاً، الأديبة السورية المغتربة مانيا سويد التي قدمها لي-عبر الهاتف- الصديق رسام الكاريكاتير السوري المعروف حسن إدلبي الذي يعمل حالياً في دبي. ومانيا سويد، أديبة سورية تعيش مع أسرتها في دبي منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، وهو باعتقادي عمر تجربتها الإبداعية، أصدرت خلالها روايتين هما:
سيرقوني، وعائد بخير زاد. وثلاث مجموعات قصصية «عناقيد اللؤلؤ الأحمر، أوراق الكينا، أعواد ثقاب» والثالثة صدرت مؤخراً عن دار التكوين بدمشق. ومن الملفت للنظر في أدب سويد أنها لا تنتمي في ما تطرحه من موضوعات إلى مجايليها من الكاتبات السوريات وربما العربيات أيضاً.. فهي على نحو ما، تقدم موضوعات ذات طابع مختلف، ولا أعني هنا كسر التابوهات أو تجاوز المحظور، وهذا ما قامت به العديد من المبدعات السوريات، وإنما شيء آخر مختلف تماماً، يتداخل فيه الساخر بالمأساوي، والواقعي بالمتخيل، والممكن بالمستحيل.. الأمر الذي يضعها باعتقادي في موقع يجعلها بحق لا تشبه أحداً، وهو- على ما يجب أن يبدو- إنجازاً بحد ذاته. لكن من المؤسف، أن هذه الأديبة، لم تنل رغم ما قدمت من جديد وجاد، ما تستحقه من نقد، ذلك أن القلة القليلة من الوسط الثقافي السوري يعرف أدبها أو أنه أتيح له التعرف إليه، في وقت نبحث فيه عن كاتبات يمثلن جانباً مختلفاً من الأدب السوري في الداخل والخارج. إن أديبة مثل مانيا سويد، وعلى ما قدمته من أعمال، تتماثل فيها اللغة والأسلوب والموضوع وعلى هذه الدرجة من السوية الإبداعية، تستحق من نقادنا شيئاً من الاهتمام والبحث عن مفردة ناصعة من مفردات الأدب السوري"الجديد". gazialali@yahoo.com |
|