|
عن: Common dreams منذ احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 راحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في اوروبا يعملون على إقناعنا ان هناك سلسلة من الحروب يشنها اصحاب القبعات البيضاء للتخلص من انظمة القبعات السوداء في الشرق الاوسط على غرار ما يحصل في افلام الكابوي. في تلك الافلام الهوليودية يعرف المشاهد مسبقاً ان صاحب القبعة البيضاء هو البطل المثالي الذي يستحق اعجابنا ويلقى استحساننا بينما لا يستحق صاحب القبعة السوداء الشرير سوى الموت فحسب . وقد نجحت واشنطن وحلفاؤها يقول « كوك » في تضليلنا وبيعنا هذين الرمزين الطيب والشرير الابيض والاسود اي النظام السياسي الجيد وعدوه السيئ تحت غطاء التدخل الانساني في الشرق الاوسط ولا تزال حروب المنطقة العربية غير مستوفية دورتها, وعلى غرار هوليود التي ابتكرت مؤامرات وحيلاً لتفريغ شحنات ملل مشاهدي افلامها الكوبويية اتجهت سياسة البيت الابيض خلال العقد الاخير لاستنباط اساليب متطورة تستجر تعاطف الشارع الامريكي مع مواقفها . وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجانبية لتؤكد على فشل محاولات اقناعها يتابع جونسون بوجود هتلر جديد في الشرق الاوسط اليوم وان الوقت قد اقترب ليسجل هذا العقل الشيطاني نجاحه في ابتكار اسلحة بإمكانها إزالة اسرائيل والولايات المتحدة عن الوجود وربما تدمير الكرة الارضية بأكملها فإذا كانت واشنطن تحتاج الى ابتكار سيناريو آخر بعد غزوها لكل من افغانستان والعراق فلن تجد صعوبة في استنباط قصة جديدة لتوسيع دائرة تدخلها العسكري في الشرق الاوسط اذ سرعان ما ساعد واشنطن المتغيرات الطارئة على الاوضاع السياسية في تلك المنطقة مع انتشار ما يسمى بالربيع العربي لتلتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بأجندتهم الخاصة بحماية مصالحهم الجيو سياسية . من هنا كانت المساعي الغربية لاحتواء التظاهرات الشعبية وتجييرها لصالح الغرب وبخاصة في مصر اكثر الدول العربية تأثيراً على الشارع العربي وكذلك في دول الخليج حيث تنتشر انابيبنا النفطية وحيث تتوضع أغزر الآبار النفطية الاحتياطية في العالم. أما ما يسمى بالربيع العربي فتراه واشنطن فرصتها الذهبية الى جانب كونه يهدد بشكل او بآخر مصالحها فالتدخل العسكري في كل من افغانستان والعراق فقد حالياً مصداقيته وفعاليته بالنسبة للقوى الغربية التي تواجه حالياً انهيارات في اقتصادياتها غير مسبوقة لذلك اصبح من الصعوبة بمكان بالنسبة للرأي العام الامريكي والاوروبي تسويق حاجة الغرب للغزو والاحتلال واعادة تنظيم دول الشرق الاوسط وهي حاجة غير مقنعة ففي ليبيا على سبيل المثال انتزعت واشنطن وحلفاؤها في الناتو القبعة البيضاء من رأس النظام السابق في طرابلس لتلبسها رؤوس الذين دعتهم بالثوار بما في ذلك القبائل التي كانت على عداوة مع القذافي لتنتشر في انحاء تلك الجمهورية مئات الميليشيات التي تعمل على ارتكاب المجازر والتخلص من كل من يخالفها الرأي والآن ها هي القبعات البيضاء تعتلي رؤوس حلفائنا في دول الخليج بدءاً من المملكة السعودية التي حسبما افادت احدث التقارير الاستخبارية الغربية تحتضن بذور حرب أهلية كامنة ليس فقط من خلال تسليحها من يدعون بالمتمردين وانما من خلال تمويلها لهم ودفعها اجوراً لهؤلاء المرتزقة لكن السياسة الدولية تبدو اكثر تعقيداً من سيناريوهات هوليود ومثيلاتها من السيناريوهات المعتمدة في واشنطن حالياً يتابع كوك وسيبدو ذلك جلياً اذا ما امعنا النظر مطولاً في الابطال الذين انتخبناهم وأعدنا انتخابهم امثال جورج بوش الأب والابن وطوني بلير وباراك اوباما الذين تلطخت ايديهم بالدماء اكثر من اي حاكم عربي . واذا ماتابعنا قضايا حقوق الانسان في الشرق الأوسط نجد عدة دول تتمتع بميزات تفتقدها دول اخرى في المنطقة المذكورة فامتيازات المملكة السعودية تنحصر بكونها الحليفة الاقرب الى الغرب في الشرق الاوسط من سائر دول المنطقة لذلك وقع اختيار الغرب عليها وعلى نظرائها مع غض النظر عن معاناة مواطنيها وافتقارهم لأبسط حقوق الانسان. هذا في حين يتم توزيع القبعات السوداء على دول ذنبها الوحيد انها تعارض المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة العربية فما يحدث في ليبيا لا يزال بعيداً عن ادراك عدد من المراقبين الغربيين الذين لا يريدون استيعاب ان المصالح الجيو سياسية الغربية هي التي تهيمن على تطور المستجدات في ليبيا فمن جهة أخرى يستطرد جونسون لا يمكن فرض الديمقراطية الغربية القادمة من الخارج على مجتمعات الشرق الاوسط فمن واجب الغرب ليس تحقيق مزيدٍ من التدخل العسكري في المنطقة العربية وانما تدخله بشكل اقل في شؤون تلك المنطقة . فقد سبق لنا وزودنا الحكومات الديكتاتورية في انحاء العالم بكميات كبيرة من الاسلحة لتتقاتل فيما بينها على غرار ما فعلنا مع دول الخليج العربي وذلك بهدف حماية النفط الذي نستخرجه من أرض تلك المنطقة ونعتبره حقناً منذ ولادتنا . فنحن نقدم الغطاء العسكري والمالي والديبلوماسي للإسرائيليين ليتابعوا قمع واضطهاد ملايين الفلسطينيين وهو السبب الرئيسي في انعدام الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط. ومن المؤكد ان الدعم الشعبي للحروب يقول جونسون بسخرية لا يمكن ان يكتب لها النجاح دون تضليل اعلامي وتغطية وسائلنا السمعية والبصرية لتلك الحروب المضللة وكانت حجج ساستنا كلما شنت حرب ذات غطاء انساني في افريقيا واسيا الصغرى انه يتم استخلاص الدروس التي ستفيدنا في المرة القادمة لكن ما ان يتم اعتماد فريق او طرف مقاتل في الشرق الاوسط للقبعة البيضاء حتى تتنادى وسائل اعلامنا يتابع كوك لتبرير الحرب المعلنة آنذاك باعتبارها تخدم سلامتنا فحسب. ففي الحالة السورية جاءت التعابير التي استخدمتها غرف اخبار اعلامنا من المرصد السوري لحقوق الانسان فقط ومقره بلدة كوفنتري البريطانية يديره شخص واحد فحسب يدعى رامي عبد الرحمن يعمل جزاراً وان لم يكن هذا الرامي عبد الرحمن موجوداً لتوجب على الحكومات الغربية وسماسرتها اختراع شخصية حكماً لان المرصد المذكور مهمته انتاج اخبار مناهضة للنظام في سورية لتبرير التدخل العسكري الخارجي وتسويغ حرب الغرب على سورية وبالتالي القفز الى حرب أخرى هدفها الهجوم على ايران وليس تلك المسوغات مبرراً التدخل الاطلسي في الشرق الاوسط وانما هي خدمة لأجندة غربية وانذار لشن حروب تكمن قوتها الفعلية في تدمير البنى التحتية في عدة دول عربية وقتل المدنيين فيها. وإن الحروب ذات الطابع الانساني ليست حلولاً لمشاكل مفتعلة وانما هي مقدمة لحروب جديدة ومتسلسلة لذلك علينا ان نتذكر ليس من حقنا القيام بدور الآلهة في تقرير مصير الشعوب. بقلم: جوناثن كوك |
|