تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقـايـة... التسنين والكالسيوم

طب
الأثنين 9-7-2012
الدكتور محمد منير أبو شعر

إن عملية بزوغ الأسنان ليست نسخة تتكرر عند كل طفل، فما ينطبق على طفل قد لا ينطبق على آخر حتى التوائم، فقد تبدأ الأسنان بالظهور عند بعض الأطفال بعمر 4-5 أشهر وقد تتأخر عند البعض الآخر حتى عمر 10-12 شهراً، وكلاهما طبيعي، ويخضع لعوامل عدة: وراثية، بيئية، غذائية.

من المعروف لدى الناس أن عمر 6 أشهر هو عمر بزوغ الأسنان، فإذا بلغ الطفل ستة أشهر ولم تظهر لآلئه السفلية أسرع أهله إلى طبيب الأطفال مستنجدين، وطالبين إعطاءه فيتامين(د) وكالسيوم وفيتامينات أخرى، ومن المؤسف حقاً أن بعض الأطباء قد ينساق لرغبات الأهل فيصف للطفل حقن الفيتامين(د) مع الكالسيوم، فينصرف الأهل إلى ديارهم راضين عن ذلك الطبيب، وهذا إجراء خطير ليس له أي مبرر، وقد يتسبب في الكثير من المشكلات أهمها ارتفاع نسبة الفيتامين(د) في الدم مما يتسبب في إحداث أعراض تتراوح ما بين الغثيان، والإقياء ونقص الوزن وزيادة التبول مع البول الليلي إضافة إلى حدوث تكلسات منتشرة في القلب والكلية والأوعية الدموية، وغير ذلك وما يقترحه الأطباء أنه إذا كانت تغذية الطفل جيدة ومحكمة( أي يتناول الأغذية الحاوية على الفيتامين د مثل الحليب المقوى بفيتامين د) وأنه يتعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم، فلا داعي للقلق إذا ما تأخر بزوغ أسنان الطفل قليلاً حيث يمكن للأهل مراجعة الطبيب الذي يقوم بدوره بالكشف الطبي الكامل على الطفل لتحري وجود علامات مرض الكساح فإذا وجدت أجرى الطبيب بعض التحاليل والأشعة وأعطى العلاج المناسب وإذا لم تكن هناك أي علامات توحي بمرض الكساح(لين العظام) فيكتفي الطبيب بطمأنة الأهل ووصف بعض الأغذية والتعرض لأشعة الشمس ولا ضرورة لإعطائه أي أدوية حتى الفيتامينات.‏

وهناك بعض المفاهيم والمعتقدات والممارسات الخاطئة في طب الأسنان نأمل أن نراها قد انحسرت في مجتمعاتنا وبين أسرنا وسادت مكانها المفاهيم والممارسات العلمية السليمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية