|
معاً على الطريق فرغت جيوبي من حلوى الفرح اعذرني أيها الهدوء تعلمت أن أصمت والرصاص يتكلم.. تذكروا أن يوما سيأتي وأن أحفادنا سيحرقون سجلاتنا المخجلة ستبكي البلاد بين أيديهم وهم سيبكون على البلاد التي قص جدائلها الطغاة ليصنعوا وسائد لأحلام الخونة والعاقين. يصعب القول إننا لا نحب بلادنا. ولكن هل الذين يطالبون الغرب باحتلال بلادهم يعرفون الحب؟ الدم السوري ينز من شقوق الأرض، الدم السوري ملعب للمتصارعين هل على دمنا أن يتحمل وحده كتابة تاريخ المنطقة من جديد؟ مثلهم نحن مثل كل المتصارعين لدينا أحلامنا ومشاريعنا لدينا أطفال وبيوت وأمهات، من حلل دموع أمهاتنا دون أمهات الطغاة؟ من شرع لهم أن يلعبوا البوكر برؤوس شبابنا؟ أيها الحزن اللعين اخرج من مدينتي تريد الأشجار أن تشرب ماء المطر لا دم الشهداء تريد الأزهار أن تزين شرفات البيوت لا قبور الأحبة. أيها الحزن الوقح هل يساومونك بالدولار أم بالدينار أم بتلك الشمطاء التي تهز رجلها فيركع الأمراء تحت حذائها؟ أيها الحزن اللعين هل تحضر معهم تلك المؤتمرات الخبيثة التي تشد البلاد إلى سايكس بيكو جديد؟.. كأني بك تدور مع الدائرين ومع الموتورين من عاصمة إلى أخرى ومن فندق إلى آخر بينما تدفن الأمهات أكبادهن في الحقول الأبية. واسع أيها الجرح تكاد تأخذ البلاد كلها إلى نهر الدماء.. من العاقل الذي سيردم الخندق المحفور بين الروح والروح؟.. دم السوريين حرام ودموع أمهاتهم حرام، وحرام أن يصير الإخوة أعداء.. وحرام أن يلعب الغرب بنا وبعقولنا.. حرام أن تموت سنابل المحبة وأن نصدق أن الرصاص يصنع الربيع.. يا أزلام الغرب .. ياقراء التاريخ المغلوط.. الزمن القادم سيقرأ كم من بداية الدم إلى نهاية تقسيم البلاد أفيقوا أيها العرب. ولكن العرب لا يفيقون وإذا أفاقوا لا يفيقون إلا متأخرين. وا ويلاه. هل لليقظة علاقة بأننا شعب لا يقرأ؟ كأننا لم نقرأ تاريخ الاستعمار الغربي ومكائده.. وكأننا لم نرزح تحت نير الاحتلال العثماني مئات السنين؟ عميق قهرنا.. عميق هذا الجرح الذي ينز من قلب أم تدفن ولديها الشهيدين معاً.. أمهات كثيرات مشغولات الآن برش الماء على قبر ولدين أو ثلاثة أولاد.. هل هذا الفراق القاهر سيصنع الربيع الذي يزعمون؟ تسور البلاد بشهدائها ولكن السور يصير منيعاً وعالياً أكثر بحياة أبنائها المتراصين كالبنيان المرصوص. قلبي على بلاد تقطف كل ورودها للشهداء لم ينته الورد لكن الفرح انتهى. كيف تغفو عيونهم؟ الذين يسهرون في صالونات باريس وفنادقها ليقسموا البلاد والعباد بينما الصهاينة يقسمون ظهورنا ويشربون نخب ضعفنا وذلنا؟ أعرف أن الكلام ضائع في عربان باعوا دينهم وأوطانهم وشرفهم.. وأعرف بأنهم استمرؤوا الكذب والنفاق والتزوير عبر فضائيات صفراء سيلعنها التاريخ والأجيال القادمة.. لكن لابد من العمل بحديث النبي الكريم ( من رأى منكم منكراً فليغيره..) ولن يتغيروا.. لكن لن نكف عن التذكير لعل الذكرى تنفعهم ذات يوم، وأظن بأن هذا اليوم ليس بقريب.. ستبقى أيها المجد في بيوت السوريين.. وأنت أيها الصبر ستبقى في قلوب الأمهات من أجل الأم الصامدة الصابرة.. سورية.. سورية.. |
|