تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خواطر تسر الخاطر

ملحق ثقافي
29/9/2009
غازي حسين العلي

في زحمة البرامج والمسلسلات التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك، يصعب على المرء متابعة كل ما يُبث على الفضائيات،

لذلك يبحث منذ بدايته عما هو شيق ومفيد. ومن البرامج التي كان لها صدىً كبيراً في نفسي، وربما عند الآخرين أيضاً، برنامج (خواطر) الذي يقدمه أحمد الشقيري صاحب البرامج التلفزيونية المعروف على محطة (MBC).‏

وباعتقادي أن هذا البرنامج هو من أهم ما قُدم خلال شهر رمضان لأنه يضعنا – كعرب- بمواجهة الحقيقة المرة لجهة أسلوب الحياة التي نعيشها على اعتبارها ثقافة وأسلوباً وممارسة.‏

بنيت فكرة البرنامج على أساس المقارنة بين المجتمع العربي والمجتمع الياباني مثل احترام العمل، وقيمة الإنسان، والأمانة، والنظافة.. إلخ، وذلك عبر بحث ميداني مدعوم بالصوت والصورة.‏

لقد جسد البرنامج وبصورة جد واضحة و (مؤلمة) هذه المقارنة التي تدعو حقاً للأسف.. فاليابانيون الذين تعرضوا في الحرب العالمية الثانية لشبه تدمير شامل، استطاعوا النهوض من جديد وإعادة بناء مجتمعهم وإنسانهم وفي كل مناحي الحياة...‏

ومن الحلقات التي أود ذكرها هنا واحدة تتحدث عن الأمية والقراءة في اليابان، فالأمة العربية التي تدعى (أمة إقرأ) تبلغ نسبة الأمية فيها نحو 50% من عدد السكان كما ذٌكر في حيثيات الحلقة، بينما احتفل اليابانيون منذ أكثر من عشر سنوات بمحو أمية آخر مواطن لديهم. أما عادة القراءة فليس هناك ما يمكننا المقارنة بهم، لاسيما في اهتمامهم بتنشئة الأطفال والكتب المعنية بتعليمهم وهي كثيرة ومميزة جداً أما كتب الكبار فالأمر ملفت للنظر فعلاً في عدد الكتب التي تصدر أو عدد النسخ التي تُطبع منها.‏

أما حلقة (الأمانة في اليابان) فكانت مميزة جداً وجعلتنا نؤمن بالشعار المرفوع هناك والذي يقول (لا شيء يضيع في اليابان) وقد دُعمت هذه الحلقة بتصوير ميداني حقيقي تظهر أمانة الياباني المنقطعة النظير.‏

ما يمكن استخلاصه من هذا البرنامج المتعدد الوجوه والأهداف يكمن في قدرة الإنسان - حين يريد - على تحويل وطنه إلى جنة حقيقية على الأرض.‏

وهي أيضاً دعوة لمعدي برامجنا للبحث عن أفكار ميدانية شيقة يكون المواطن فيها طرفاً أساسياً وخاصة لجهة العملية التثقيفية التي يمكننا من خلالها تناول مناحي الحياة كافة.‏

ghazialali@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية