تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حول لوحات عبد الحكيم الحسيني.. تأثيــــــر انطبـــــاعي وتجريــــــد هندســـــــــي

ثقافة
الأربعاء 30-9-2009م
أديب مخزوم

يجسد الفنان د. عبد الحكيم الحسيني في لوحاته، التي يقدمها منذ أكثر من عشرين عاماً، عطاء الطبيعة المحلية في حالات التألق والخضرة الربيعية،

وذلك بإضفاء اللمسات اللونية المباشرة والعفوية والمتتابعة على المشهد المطروح أمام عين المشاهد، فهولايرسم لوحة واقعية برؤية تقليدية، وإنما يستخدم الألوان العفوية والتلقائية، كل ذلك بضربات متجاورة ومشحونة بالأحاسيس والمشاعر الداخلية وضمن صياغة فنية لهاعلاقة بالحرية التلوينية والإشراق الضوئي الذي سعى إليه الفنان الانطباعي المعاصر.‏

هكذا يتفاعل مع إيقاعات الألوان المتراقصة أمام عينيه، تماماً كما فعل «كلود مونيه» في خطوات رصده لتبدلات الألوان والأضواء في ساعات متغيرة من النهار.‏

من ناحية أخرى في لوحاته المائية يجسد الحسيني بساطة الحياة الريفية في شفافية وشاعرية بصرية، ويحافظ على رؤية تبدو أكثر اقتراباً من الأسلوب الواقعي، ولقد استحوذت المرأة بلباسها التقليدي على اهتمامه منذ البداية، وجسدها مجتمعة أو منفردة وهي تعمل في منزلها أو في الحقول المجاورة لقريتها.‏

إلا أنه سرعان ماتحول في اختباراته التشكيلية المتنوعة نحو مناخ تجريدي يدمج بين الإيقاع اللوني النابض (الحركات اللونية المتتابعة) والبناء الهندسي (تقسيم اللوحة إلى مستطيلات ومربعات) وصولاً إلى استخدام الإيقاعات اللونية الكثيفة والعمل على سطوح الخيش في بعض الأحيان وإبراز اللطخات اللونية والحركات نصف الدائرية، كل ذلك ضمن رؤية اختبارية متنوعة في التأليف والتلوين معاً.‏

هكذا نجد عبد الحكيم الحسيني قد بدأ معارضه الفنية في نهاية ثمانينات القرن الماضي كمصور واقعي للطبيعة والريف السوري، وما لبث أن تحول نحوالصياغة الفنية الانطباعية الحاملة ملامح لونية إيقاعية وغنائية، ولقد تواصل في لوحات أخرى (اكريليك ومائي..) مع الإيقاع اللوني الشفاف والشاعري في معالجة عناصر المرأة والملامح الفولكلورية الشعبية، ثم تحول في اختباراته التشكيلية نحوالأداء اللوني التجريدي القادم من تأملاته لمعطيات الفن الحديث في القرن العشرين.‏

يذكر أن عبد الحكيم الحسيني من مواليد الحسكة -عامودا عام 1955 وسكان اللاذقية، درس الفن في محترفات كلية الفنون الجميلة، وأكمل تخصصه الأكاديمي في علوم الفن ph.d بحيازته على درجة دكتوراه فلسفة من معهد ريبين في لينينغراد- سان بطرسبرغ، ولقد أقام عدة معارض فردية، وشارك في العديد من المعارض الجماعية الرسمية والخاصة، كما أنجز بعض اللوحات الجدارية، إلى جانب عمله كأستاذ مشارك في قسم التصميم المعماري في كلية الهندسة المعمارية بجامعة تشرين، ولقد أجرى أبحاثاً في الفن العربي المعاصر وكان اهتمامه منصباً على إبراز العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين الفن والعمارة القديمة والحديثة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية