تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تجارة الأرصفة.. منخفضة الجودة وتلقى رواجاًً

أسواق
الأربعاء 30-9-2009م
مروان دراج

أسواق الأرصفة تزداد انتشاراً واتساعاً في معظم المدن والأحياء، لكن النصيب الأوفر منها يتوضع في مدينة دمشق والمناطق المحيطة بها،

وهنا يتعين التوضيح فما نعنيه ليس المقصود منه الأسواق الشعبية العادية، وإنما نشير بالذات إلى تجارة الأرصفة حصراً والتي يقوم أصحابها بعرض بضائعهم على العربات أو بافتراش مساحات واسعة من الأرصفة والساحات وعلى الرغم من قيام المستهلك بمعاينة هذه البضائع بشكل شبه يومي، فهو قد لايسأل نفسه حول آليات إدخال هذه المنتجات...‏‏

في حال القيام بجولة ميدانية والوقوف على كثب على هذه البضائع، ليس من الصعب الاكتشاف أنها مخالفة وغير نظامية، وهي غالباً ما تشق طريقها ضمن أساليب وطرق ملتوية، ومن خلال أقنية التهريب، إلى جانب حضور بعض السلع بطرق نظامية مثلما هو واقع الحال مع المنتجات الصينية، التي تشهد تسويقاً كثيفاً وحضوراً ليس مسبوقاً وما يميز هذه الأسواق عن غيرها... أن المستهلك العادي باستطاعته العثور على احتياجاته بأسعار منخفضة تقل عن مثيلاتها في المحال التجارية النظامية والرسمية بنسب مغرية، وإنما مع فارق أن معظم هذه السلع غالباً ما تكون مقلدة أو ذات جودة منخفضة جداً، والمستهلك يدرك سلفاً، أن ليس هناك مايضمن جودتها أو سلامتها وصلاحيتها، والباعة أساساً ليسوا على استعداد التعاطي مع الزبائن بفواتير نظامية تمكنهم من استبدال البضائع في حال عدم صلاحيتها عند الاستخدام، سواء تمثلت هذه البضائع والمنتجات بأجهزة كهربائية وألكترونية وأدوات منزلية أم حتى غذائية منتهية الصلاحية.‏‏

والملفت في منتجات هذه الأسواق، أنها غالباً ما تعود إلى مئات الماركات والأصناف المقلدة والمزورة، ويتم إنتاجها في عدد لاحصر له من بلدان العالم العربية منها والأجنبية بدءاً من أسواق الخليج العربي مثل الإمارات ومصر، وليس انتهاءً بمنتجات كورية وماليزية وتايلاندية، إلى جانب الروسية والصينية.‏‏

وما خص هذه الأخيرة، غالباً ما تقوم النسوة والفتيات الروسيات والصينيات في الترويج لألبسة الأطفال والألبسة النسائية ضمن مناطق حيوية من العاصمة.‏‏

ولأن تجارة الأرصفة تزداد اتساعاً، ولم تعد كما كانت عليه قبل سنوات، فلسان حال المستهلكين يسأل: إذا كانت أسواقنا مفتوحة على مصراعيها وبهذا الاتساع اللامتناهي من الفوضى... لماذا ينحصر حضور المنتجات بسلع رديئة والأقل شهرة ورواجاً في أسواق العالم.؟.. وماذا يعني غياب المنتجات اليابانية أو الأوروبية.‏‏

كما أن هذا الواقع التسويقي لتجارة البسطات لايعبر في نهاية المطاف عن مظهر حضاري، ولايليق بمدن كبرى مثل دمشق وحلب، لأنه وببساطة فقد بات من شبه المألوف، أن نشهد عمليات ملاحقة وكر وفر شبه يومية بين عناصر المحافظة، وأصحاب هذه البسطات والعربات، لينتهي الأمر إما بتسطير ضبوط، أو بمصادرة البضائع.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية