تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مردود متواضع لمراكز متقدمة!!

على الملأ
الأربعاء 30-9-2009م
علي نصر الله

كثيراً ما تضعنا المسابقات العالمية في المراكز المتقدمة لأفضل المنتجات الزراعية ( القطن- الزيتون- الحمضيات- اللوزيات...) وهو أمر يفترض أن يكون محفزاً لتحسين الانتاج واستنباط أصناف أكثر جودة وإنتاجية ،

وللاهتمام بهذه الزراعات والمحاصيل توسعاً فيها وصناعة وتوضيباً وترويجاً للوصول إلى الأسواق العالمية وتحقيق عوائد مالية أكبر.‏

بلا إطالة وبعيداً عن التنظير ، ما زلنا لا نرى العديد من التفاصيل المهمة للآخرين أو التي تستقطب الأسواق وتستحوذ على اهتمامها، وما زلنا نستغل ونقبل الخسارة المادية والمعنوية بلا مبرر وبسبب إهمال التفاصيل إياها رغم علمنا بها وبأهميتها ورغم أنه لا ينقصنا شيء للاهتمام بها.‏

مثال: إنتاجنا السنوي المتوسط من زيت الزيتون الذي يحتل المركز الثالث عالمياً يبلغ /160 ألف طن/ وهو واحد من أفضل وأجود خمسين نوعاً في العالم، فما هو المردود المادي له وما القيمة التصديرية له وهل هناك إمكانية لمضاعفة الرقم أم لا؟!.‏

هذه التساؤلات يمكن إسقاطها على العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تحتل أيضاً مراكز متقدمة في المسابقات العالمية التي تحظى نتائجها باهتمام مراكز الابحاث الزراعية والصحية فضلاً عن التاجر والصناعي والمستهلك.‏

بالعودة إلى إنتاجنا من زيت الزيتون نجد أن الفائض السنوي لدينا يقدر بـ /50 ألف طن/ إذا علمنا أن معدل الاستهلاك المحلي يتراوح بين / 100 - 110 آلاف طن/ فلماذا لا نتمكن من تصدير سوى نصف الكمية /25 ألف طن/؟!.‏

وإذا ما أردنا أن نتتبع هذه الكمية ونتعقبها نجد أنه يمكن مضاعفة قيمتها إذا ما أحسنا تعليبها والترويج لها، وهو الأمر الذي نعرفه ونتجاهله لأسباب غير معروفة رغم علمنا بأن المستورد لهذه المادة ( دوكما) يعيد إنتاجها وتوضيبها قبل طرحها بالأسواق بعبوات زجاجية أنيقة غالباً ما يكتب عليها مواصفات الزيت دون الاشارة إلى مصدره الحقيقي.‏

من غير المقبول أن نتعرض للسرقة ونرضى بها وبالخسارة ، ومن غير المقبول أن نرمي هذا المنتج هكذا ليهتم به الآخرون فنخسر نصف قيمته مرتين ، وبمقدورنا أن نسوق الخمسين ألف طن بقليل من الاهتمام، كما بمقدرونا أن نضاعف هذا الفائض بقليل من الاهتمام البحثي والتوسع في زراعة شجرة الزيتون وصولاً إلى أفضل أنواع الزيتون للمائدة والعصير على السواء، وإلا فأين وزارة الزراعة وهيئة البحوث الزراعية ومكاتب الزيتون والقطن والحمضيات والتصدير وغيرها وماذا تعمل؟! ali.na-66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية