|
اقتصاديات تأسست المجموعة عام 1999 في مناخ الازمات المالية العالمية وتداعياتها التي شهدتها بعض مناطق العالم في تسعينيات القرن الماضي خاصة الازمة المالية الاسيوية عام 1998 تضم هذه المجموعة 19 دولة بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء هي الولايات المتحدة الامريكية - اليابان - المانيا - بريطانيا - فرنسا - ايطاليا - كندا - روسيا - استراليا- اندونيسيا- كوريا الجنوبية - الصين- الهند - السعودية - تركيا - جنوب افريقيا- المكسيك - البرازيل - الارجنتين. يلاحظ من التوزع الجغرافي لتلك الدول أن المجموعة تضم دولا من قارات العالم المأهولة الست ومن الناحية الاقتصادية تتكون المجموعة من دول متقدمة صناعيا ودول ناشئة واخرى نامية كما انها تضم اغنى دول العالم بحيث يمكن اعتبار المجموعة ناديا لاغنياء العالم. منذ عام 1999 وحتى الان عقدت المجموعة اربعة عشر مؤتمرا احد عشر منها كانت على مستوى الوزراء وثلاثة على مستوى رؤساء الدول والحكومات اي مؤتمرات القمة. القمة الاولى عقدت في واشنطن عام 2008 والثانية في لندن نيسان عام 2009 والثالثة التي نحن بصددها عقدت في مدينة بيتسبرغ في الولايات المتحدة الامريكية كما اشرنا سابقا. في مؤتمرات المجموعة كان يتم الحديث دائما على مساعدة الدول الفقيرة واصلاح النظام الاقتصادي العالمي بحيث يعطي دورا اكبر للدول النامية في اتخاذ قراراته وصياغة توجهاته. قمة لندن اقرت تقديم مساعدات للدول الفقيرة بقيمة 50 مليار دولار امريكي وقمة بيتسبرغ الاخيرة لم تتحدث صراحة عن مساعدات مالية للدول الفقيرة الا انها عبرت في بيانها الختامي عن جملة من التوجهات الاصلاحية للاقتصاد العالمي ابرزها: - قلق قادة مجموعة العشرين على مصير اكثر من اربعة مليارات شخص في العالم غير مؤهلين بالشكل الكافي وغير مزودين برؤوس الاموال والتكنولوجيا كما انهم غير مندمجين بشكل فعال في الاقتصاد العالمي. كما عبر بيان القادة عن رغبتهم في ان تقترب مستويات الانتاجية والمعيشة في البلدان النامية والناشئة من مستوياتها في البلدان الصناعية. وللمساعدة على تحقيق ذلك كلفت القمة العشرون في بيانها البنك الدولي انشاء صندوق جديد لدعم المبادرات الجديدة المتعلقة بالأمن الغذائي في الدول المتدنية الدخل بالاضافة الى ماسبق قررت قمة العشرين كذلك العمل على اصلاح المنظمات المالية الدولية خاصة صندوق النقد الدولي حيث تم الاتفاق على زيادة القوة التصويتية للدول النامية في الصندوق بنسبة 3٪. المتابع لقرارات مجموعة العشرين وتوجهاتها منذ تأسيسها وحتى الان يجد أن ما يصدر عنها من قرارات او يعلن في بياناتها من توجهات تتعلق بدول العالم النامي وفقرائه تعبر في الغالب عن نوايا طيبة ورغبات خيرة الا انها لا تتحول الى سياسات واجراءات وبالتالي لا تقترب من الواقع ولا تعمل على تغييره. فمثلا لم تف الدول الغنية الا بجزء يسير من الخمسين مليار دولار التي وعدت بها قمة لندن لمساعدة الدول الفقيرة كما ان عدد الفقراء في العالم في ازدياد بالرغم من بيانات التعاطف التي اصدرتها الدول الغنية قبل قمة بيتسبرغ بسنوات او حتى عقود. فعدد الفقراء في العالم الذين يعيشون باقل من دولار واحد في اليوم قد ازداد من نحو 1 مليار شخص اواخر القرن الماضي الى نحو 1.4 مليار شخص حاليا. وبالنسبة لاصلاح المنظمات المالية الدولية- خاصة صندوق النقد الدولي - يمكن القول ان الرغبة في الاصلاح ايضا هي رغبة قديمة اعيد تجديدها في قمة بيتسبرغ ومع ذلك لم يتغير في الية اتخاذ قرارات الصندوق شيئا حتى الان فهنالك خمس دول في العالم تملك 40٪ من رأسمال الصندوق و40٪ من القوة التصويتية فيه وهذه الدول هي : الولايات المتحدة الامريكية 18٪ المانيا واليابان ولكل منها 6٪ فرنسا وبريطانيا ولكل منها 5٪. لو افترضنا ان قرار قمة بيتسبرغ المتعلق بالصندوق سيطبق وستزداد القوة التصويتية للدول النامية في العالم بنسبة 3٪ فالسؤال هنا : هل ستقبل الدول الخمس السابقة بأن تكون هذه الزيادة على حسابها؟ واذا قبلت فما الذي سيتغير بشكل فعلي في الية اتخاذ القرار في الصندوق وهنالك 5 دول تملك ما يقارب 40٪ من القوة التصويتية فيه وباقي دول العالم التي يزيد عددها على 185 دولة لا تمتلك اكثر من 60٪. بالاضافة الى ذلك تملك الدول الخمس حق تعيين 5 مدراء من اصل 24 مديرا تنفيذيا يشكلون مجلس ادارة الصندوق. تلك الوقائع وما شابهها مما يمكن الحديث عنه تدفع بالمراقب للاوضاع الراهنة للاقتصاد العالمي للاستنتاج بان النوايا الطيبة والرغبات الخيرة التي أعربت عنها قمة العشرين الاخيرة في بيتسبرغ ليست في ميدان الواقع اكثر من اساطير اغنياء قد تحرض احلام الفقراء وقد تزيد من اوهامهم دون ان تنقص من بؤسهم او تقلل من فقرهم. |
|