تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من النيات إلى الإرادات

البقعة الساخنة
الأربعاء 30-9-2009م
خالد الأشهب

ينطوي المشهد النووي في الشرق الأوسط اليوم على قدر كبير من التناقض والتفاعل المتسارع في آن معاً, ففي الوقت الذي تبدي فيه إدارة الرئيس أوباما,

ومن خلفها دول الغرب عامة, ميلاً معلناً إلى الحوار والدبلوماسية تجاه الملف النووي الإيراني وآفاقه المستقبلية, فإن إسرائيل تواصل حربها الشرسة على المشروع مرة عبر التلويح بمهاجمة إيران وضرب منشآتها النووية, ومرة عبر تحريض العالم, والعرب ضمناً, ضد إيران عامة وضد مشروعها السلمي خاصة, ومرة ثالثة عبر التزييف والتضليل لكل الحقائق التي تتصل بهذا المشروع.‏

ومع أن العالم أجمع يعرف اليوم , أن إسرائيل تمتلك مشاريع نووية عدة فضلا عن امتلاكها السلاح النووي بكميات وحجوم تكفي لإحراق الشرق الأوسط عموماً, إلا أن أصوات الرفض والإدانة , وبعد أن غابت طويلاً, بدأت تنطلق مؤخراً وتتناول الملف النووي الإسرائيلي في المقارنة مع غيره من المشاريع على الأقل, إن لم يكن في الدعوة إلى فرض الرقابة عليه وإخضاعه للشروط والمواثيق الدولية.‏

لا أحد بالطبع, ينكر أهمية وإيجابية الأصوات المتصاعدة باتجاه الحديث عن النووي الإسرائيلي , ولو من خلال مقارنته بغيره من المشاريع والدعوة إلى مساواته بها أو التعامل معه كما يتم التعامل معها , غير أن الأمر الحاسم هنا هو النيات التي يبيتها المعارضون للمشاريع النووية في المنطقة بوصفها خطراً داهماً يقلق المنطقة ويهز استقرارها دون أن يقاربوا الملف النووي الإسرائيلي ولو من باب إخضاعه للرقابة والتفتيش, إذ تنطوي هذه النيات على اعتبارات سياسية وأيديولوجية محددة تقوم على التفرقة والتمييز, ومثل هذه الازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين ينفيان الصدقية والشفافية في هذه النيات, بل إنهما يكرسان التمييز بين دول المنطقة ويفاقمان منطق العداء والتنافر بينها.‏

المساواة فرصة, والجدية والحزم سبيل إلى إغلاق العديد من الملفات الشائكة التي تؤرق الشرق الأوسط, وبمقدور أصحاب النيات المبيتة إياها التأكد نهائياً من سلمية المشروع النووي الإيراني من جهة , ومن عدوانية وخطورة المنشآت والسلاح النووي الإسرائيلي من الجهة الثانية .. إذا أرادوا إقناع العالم وإعادة استقطابه ؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية