تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سوق العمل.. لايجذبهم

شباب
الأربعاء 30-9-2009م
لينا ديوب

في وقت يتزايد فيه الحديث عن أهمية تمكين الشباب كرأس مال بشري، له دوره الكبير فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية، تصبح أيضا قضية تشغيل الشباب ومدى الاستفادة من هذا العنصر البشري على القدر نفسه من الأهمية.

وتحتل قضية تشغيل الشباب أولوية في بلدنا، وذلك نظراً لارتفاع نسبة المتعطلين في فئة الشباب (15 – 30 عاماً) .‏

وقد نفذت العديد من الدراسات والأبحاث ومن قبل عدة مؤسسات حكومية وأهلية حول بطالة الشباب وسوق العمل، وتوصلت تلك الدراسات للعديد من النتائج حول سوق العمل تؤكد أن له خصائص لاتساعد على استقطاب الشباب، منها أن القطاع الصناعي الخاص صغير ومتناهي الصغر، تشكل منشآته التي تشغل أقل من 10 عمال نحو 90% من مجمل المنشآت الصناعية، ولا يتجاوز رأس مال المنشأة 650 ألف ليرة، وتتسم بإنتاجية ضعيفة، وهذا النوع من المنشآت لا يطلب قوة عمل متعلمة، وفي حال طلب ذلك فهو لا يقيم علاقة بين شهادة العامل وأجره، ولا يوفر له أياً من حقوق العمل الأخرى، وهذه الحالة تتماشى مع غياب ثقافة العمل والتنظيم المؤسساتي، وسيطرة نموذج المؤسسة / الفرد.‏

هذا ماورد في ورقة البحث المقدمة من أيهم الأسد عن الهيئة السورية لشؤون الأسرة الى ملتقى المرأة والعمل الشهر الماضي، وهذا يؤكده أن 83% من نسبة المشتغلين هم من حملة التعليم الأساسي ، وأن 71% يعمل في القطاع غير المنظم . كما بينت الورقة المذكورة وجود اقتصاد هامشي كبير نسبياً يقدر حجمه ما بين 40% إلى 50% من حجم الاقتصاد، بعد أن كان يقدر في الثمانينات بحدود 20%، وهو قطاع غير جاذب للخريجين، ولا يوفر لهم استقراراً مادياً، ولا يلبي طموحاتهم الاجتماعية والنفسية، مع عدم وجود شبكات حماية اجتماعية وضمان اجتماعي فعالة، وعدم توافر أدوات تلك الشبكات من نظم التأمين الصحي، تأمينات ومساعدات البطالة، معاشات ومساعدات كبار السن، برامج التشغيل العامة، الصناديق الاجتماعية، التمويل الصغير، التحويلات النقدية المباشرة من قبل الحكومة، ما يهدد الاستقرار الاجتماعي للمشتغلين والمتعطلين. ففي بحث دعم استراتيجية وطنية للشباب الذي أعدته الهيئة أيضا تظهر النتائج أن تعرض الشباب والشابات العاملين لسوء معاملة مختلفة أثناء العمل، سوء معاملة معنوية، و سوء معاملة جسدية، وقد تمثلت سوء المعاملة، ممن تعرضوا لها، بسوء المعاملة المعنوية(عنف لفظي 61.5%، سوء معاملة نفسية 23%) وسوء معاملة جسدية 11.5%، وهذا يؤكد ما ذكر عن خصائص سوق العمل، وبين بحث دعم الاستراتيجية نفسه أن نسبة الشباب الذين يبحثون عن عمل ولا يجدونه بلغت 9.8%، أكثر من نصف المتعطلين يبحثون عن عمل ولا يجدونه لمدة لا تقل عن سنة وقد تمتد إلى سنتين، وبينت اجابات الشباب المشاركين ان الصفات النفسية للشباب الباحثين عن العمل لمدة طويلة (21-25) شهراً، ولا يجدونه: هي غير مقدرين من قبل الآخرين، و حياتهم خالية من المعنى، و لحظات السعادة في حياتهم قليلة وهم غير متفائلين.‏

أما بالنسبة لخبرة العمل بين المتعطلين والتي قد يتذرع سوق العمل بعدم توافرها، فهي صحيحة، فقد ذكرت دراسة الأمانة السورية للتنمية حول الشباب والعمل والتي أطلقت بداية العام الحالي أن أكثر من 60% من الشباب العاطلين عن العمل وخارج المدرسة ليس لديهم أي خبرة مقابل أقل من 40% من البالغين أي العمر من 30-60سنة، ونقص الخبرة يصل الى أكثر من 80%عند الشابات وربما يعود هذا الى أن الفتيات لايعملن قبل التخرج أو هن طالبات . لكن كل هذا يدفع الى الدخول الى هذا السوق لتحريكه ليصبح عامل جذب للشباب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية