تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دورهــــم فاعـــل.. واستقطـــابهـــم ضـــرورة

شباب
الأربعاء 30-9-2009م
غصون سليمان

يصفونها بأنها أكثر حلقات العمر زهاء وتعقيداً في آن معاً، وعلى مرحلة الشباب يتوقف تماسك بقية حلقات العمر وتلاحمها، فهم الشريان الحيوي الذي يتدفق فاعلية في الإبداع والتفوق ليفجر الطاقات في مختلف نواحي الحياة.

ولكي يبقى الشباب عماد المجتمع ومركز طاقته الفعالة والمنتجة.‏

كيف يمكن للمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغيرها من المؤسسات الأهلية والرسمية أن تستقطب الشباب وتوسع مشاركتهم كضرورة حيوية لتفعيل دور كلاهما وذلك ضماناً للديمومة والاستمرار في تنفيذ البرامج المختلفة.‏

الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومن خلال أمانته المختصة، الثقافة والإعلام حاول الاقتراب قدر الإمكان أكثر من مرة في طرح موضوع الشباب على جميع المستويات وقد سعى منذ عام 1989 لإنشاء لجنة الشباب العربي العامل مهمتها الاهتمام والبحث في قضايا الشباب، ظروفهم، متطلباتهم، تشغيلهم بما يرفد مؤسسات المجتمع بطاقات متجددة.‏

إلا أن هذه اللجنة لم تلق الدعم الكامل والمطلوب من قبل الاتحادات القطرية ما يجعل الاتحاد الدولي وبالتعاون مع المنظمات الدولية المختلفة البحث بكيفية التعامل مع الشباب ومساعدتهم بتأمين فرص عمل مناسبة لهم.‏

الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وبالتعاون مع اتحاد عمال النرويج بحث في عناوين مختلفة في قضية استقطاب الشباب كضرورة حيوية لتفعيل دور النقابات من خلال ورشة عمل بدأت أعمالها في دمشق أول أمس في المعهد العربي للدراسات العمالية بحضور عدد من الخبراء والمختصين والباحثين في هذا المجال.‏

الدكتور كامل عمران رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق تناول الموضوع من زواياه الواسعة انطلاقاً من تحديد المشكلة ومفهوم الشباب بعد أن أخذت قضاياه تلقى الأولوية في أعمال المنظمات الدولية والاقليمية والوطنية منذ عقود، فهو يعكس من جانب أول اعترافاً بأهمية الشباب ودورهم في بناء المجتمع، ويعبر من جانب آخر عن مدى تشابك قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالشباب فاعل اجتماعي بالكامل ومؤثر في الحاضر وإن تعددت تقييمات ذلك التأثير بين سلبية وإيجابية.‏

قطاع اجتماعي عريض‏

وبرأي الدكتور عمران فإن الشباب هم قطاع اجتماعي عريض لا يمكن التعامل معه باعتباره وحدة واحدة متساوية بل يتباين من فئات في المواقف والتعليم والثقافة وكذلك موقع العمل والسكن والوضع الطبقي وهؤلاء يمكن تقسيمهم اعتماداً على ثلاثة أسس وهم أولاً: فئة الشباب المتعلم والمثقف ذي الخبرة وهذه تصنف على أنها فئة قيادية، والثانية فئة الشباب الواعي والتي تلم بقدر من الثقافة والتعليم وامتلاك بعض الخبرات لكن نشاطها لا يتوازى مع إمكانياتها، أما الثالثة فيطلق عليها فئة الشباب التابع وهي فئة واسعة وعريضة ولكنها تتصف بتدني الوعي والتعليم وغير مبادرة فهم يشاركون في النشاط ولكنهم لا يبادرون إلى فعله بل ينتظرون من يقودهم ويوجههم إليه.‏

وعلى أساس المهنة والعمل، فيمثل الشباب فئة الطلاب وتشمل من الثانوية وحتى الجامعة وهي فئة واسعة بحكم موقعها وامتلاكها الثقافة والتعليم مع وجود أطر حزبية ونقابية فإنها تتسم بالديناميكية والنشاط ولديها استعداد عال للانخراط في النشاط السياسي والاجتماعي.‏

وأيضاً فئة العمال تعتبر كذلك من الفئات الواسعة في المجتمع ويمكنها أن تلعب دوراً مهماً في حال تنظيم فعلها وتأطيره من خلال النقابات والمؤسسات الوطنية، في حين فئة الموظفين فهي فئة غير متجانسة من حيث الاهتمامات ومستوى المعيشة والتعليم، يضاف لما تقدم فئة العاطلين عن العمل وغالبية هؤلاء من خريجي الجامعات والعمال وتصنف هذه الفئة بأنها الأسوأ من حيث الواقع المعيشي والاستقرار النفسي وخياراتها.‏

الأكثر طموحاً‏

وأكد الدكتور عمران أن استقطاب الشباب إلى جسم العمل النقابي يعد أحد أهم القضايا في استراتيجية تطوير النقابات وتحقيق أهدافها جملها بعدة أسباب أهمها أن الشباب يمثل الشريحة الغالبة من عدد السكان الأمر الذي يجعل مشاركتهم وإسهامهم عاملاً ضرورياً لتواصل جهود التنمية وضمان استمرارها ولاسيما أن الشباب أكثر القوى الاجتماعية قدرة على تقبل التغيير والتجديد والأخذ بزمام المبادرة، وهم بالتالي أكثر شرائح المجتمع فتوة وحيوية، فهم قاطرة المجتمع والقوة الدافعة للتطور.‏

والأهم في هذا الإطار أن التنمية البشرية أصبحت اليوم مع تعظيم رأس المال البشري العنصر الحاسم في تكوين ثروة أي مجتمع وفي تحديد مدى التمايز بين الدول والشعوب، فالشباب يمثل قطاعاً أفقياً يتخلل كل مجالات المجتمع وأنشطته من تعليم وصحة وإسكان وتوظيف ومشاركة وترويج ما يجعله يتأثر بكل السياسات العامة كما يؤثر في احتمالات تطبيقها وفرص نجاحها.‏

وبرأي الدكتور عمران فإن إشراك الشباب بالعمل النقابي يشكل إطاراً للعمل الفعال والدائم لأن الشباب لن يكونوا منتفعين فقط بل ومنفذين لبرامج النقابات.‏

كما استعرض البحث جوانب عدة تطول حياة هذه الشريحة المهمة وتتعلق بالخصائص السياسية والتربوية العامة والاجتماعية للشباب، لافتاً إلى أن سياسات الشباب تتخذ أشكالاً جديدة يرتبط بعضها بالسياق وبعضها الآخر برؤى المجتمع عن الشباب ما يثير اختلافاً حول الأساليب وإن اتفقت الأهداف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية