تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تقضي التربوية على الأمية الفضائية...

فضائيات
الأربعاء 30-9-2009م
هفاف ميهوب

لاشك أن الدور الذي من المفترض أن تلعبه فضائية ما، هو ما يؤهلها لأن تحقق من الفائدة والانتشار ما لايحققه كتاب يصعب على الكثيرين الحصول عليه

مثلما أي وسيلة تثقيفية أخرى لاتوفر الهدف مما يترجى المشاهد الذي وعلى وجه السرعة قد يراه متمثلا بالصوت والصورة أمام ناظريه.‏

من هنا وان كان من الصعب على المشاهد معرفة زمان ومكان بث ما يحتاجه من برامج تغنيه بالمعلومات وباختلاف حاجته إليها فقد بات من واجبه ترقب الصدفة تلك التي تدهش رؤيته على غير موعد أو انتظار وبعد أن يكون قد أصيب بالملل لما في عديد الفضائيات مما لايقدم له سوى الضئيل من المعلومات ناهيك عما يثقل كاهله بمختلف الفضائح والمنوعات...‏

فهل الصدفة ما جعل فضائية التربوية السورية التي مازالت في مرحلة بثها التجريبي،تقدم لنا برنامجا وثائقيا مصورا عن القوى العظمى في العالم؟‏

ربما هي كذلك وربما ومثلما عليها واجب تعليمنا عما يخفي حاضرنا وماضينا علينا كذلك استكشاف ما تقدم من برامج لاتنعكس أهميتها فقط على الصغار،وإنما على مختلف فئات المجتمع بشتى الأعمار.‏

في (القوى العظمى)أرادت التربوية أن تعود بنا إلى الماضي حيث بدايات التاريخ وأطماع كريستوفر كولمبوس الذي انطلق بسفنه الشراعية الثلاث لاكتشاف العالم،والحصول على الذهب،ضاربا بذلك استقرار الشعوب التي كم عانت من ويلات ما جرى عليها من أسى وحروب.‏

فهل كان هدف هذه الفضائية جعلنا نتعرف على رجل انساق وراء المغامرة فانطلق في رحلة تعريفية ليجتاح العالم بلمح اللامبالاة والأطماع الدولية،بل هل أرادت التأكيد على أن شريعة الغاب التي سادت آنذاك وجعلت قوما غزاة يبيدون الهنود الحمر أصحاب الأرض الحقيقية هي الشريعة ذاتها التي تعاود اليوم هيمنتها بكل أشكال الاحتقار والاغتصاب والقتل والنهب والى أبعد بعد.‏

بكل الأحوال وحتى إن كان هدفها تقديم تاريخ اسباني أمريكي متسلل بل صراع عالمي متطور يبقى ما قدمته حقيقة يحتاج العديد ممن يجهلون التاريخ الوقوف عليها قبل الوقوف على أحداث حاضرهم ومستقبلهم.‏

إنها الحقيقة التي يجب ألا تمر مرور النسيان على ذاكرتنا لتبقى بملامحها وتفاصيل مأساتها تدفعنا لطلب المزيد من التاريخ الذي تأرجح ما بين الجزر والاكتشافات والأطماع التي خطط لنيلها ذاك البحار الاسباني.‏

أيضا ولأن الفضائية كانت كريمة في الوقت الذي خصصته للبرنامج فلقد استطعنا الاطلاع على النصف الآخر للحقيقة التي اجتزناها من خلال رحلة كولمبوس لنصل إلى ختامها حيث الجانب الآخر من العالم،وذلك بواسطة البحار البرتغالي ماجلان وأحلامه التي سعى لأن تقوده إلى جزر البهار،دون أن يتردد بشنق وقطع رؤوس أصحابها وصولا إلى هدفه،أخيرا ولأن هذا البرنامج شديد الأهمية فإننا ولأجل أن تعوضنا هذه الفضائية عما في سواها في إهمال نأمل بأن يكون بثها ما بعد التجريبي نقلة فضائية هامة تحلق بنا إلى ما شاء الأمل عل في ذلك حكمة للفضائيات السابحة بين الأمية و ما يدعمها من احتكارات‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية