تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«زيـــــــارة خاصــــــــة»... يلتقطنـــــا بتفــــاصيـلـــــه العابـــــرة...

فضائيات
الأربعاء 30-9-2009م
حين روى سامي كليب مقدم برنامج( زيارة خاصة) ما حدث للشاعر إبراهيم الصالح(أبو عرب)عندما اقتلع ظفره بعد أن أقفل باب السيارة عليه ...

اعتقدنا أنها مجرد حادث سيرويها في برنامجه وسيمر مرور الكرام..إلا انه فاجأنا بأن وظف الحادث لصالح برنامجه.‏

الحادثة جرت أثناء توجه الشاعر إلى زيارة مخيم في لبنان،ومع ذلك تخلى البرنامج عن جدوله لنراه يرافق الشاعر إلى مشفى -تابع لحزب الله –حيث يقول مقدم البرنامج:(عالجوه كما لو انه واحد منهم)..‏

ألمه لم يمنعه من مواصلة الرحلة والذهاب إلى المخيم المتاخم لمجازر صبرا وشاتيلا حيث أثبت أن كل مايقال عنه من قدرة على التحمل والصبر هو مؤكد،وبدلا من أن يستسلم للألم أصر أن يذهب للمخيم ونسي وجعه ليؤرخ للألم بقصيدة.‏

سامي كليب بدا مدهوشا على رغم انه يعرف مدى قدرته على التحمل مستغربا كيف انه ورغم ألم (ظفره الذي اقتلع) إلا أنه يعلّم دروسا في الصبر،إذ إنه بقي طيلة النهار منتشيا كما لو إنه يسابق ربيع العمر،حيث كان يفاجئ مقدم البرنامج كل حين بقصيدة يرسلها عبر البحر لتمضي إلى فلسطين...‏

البرنامج اشتغل على هذه الحادثة العابرة، التي رغم بساطتها إلا أنها تبين مدى المهنية لدى صناع البرنامج الذي يلتقطون أبسط حدث ويتعاملون معه بحساسية تشد المتابع وتستوقفه...‏

بطل الحلقة كان شارع الثورة الفلسطيني،لذلك كان من الطبيعي أن يذهب البرنامج إلى كل تلك الأحداث والنكبات التي عاشها أبوعرب،ليجعل المتابع يمتلك نوعا جديدا من الذاكرة الوطنية الوجدانية التي تصيغ الألم شعرا،فتبدو وكأنها لاتعيد فقط الأحداث إلى الذاكرة بل تعيدها برؤية وطعم (مر) جديد...‏

يربط البرنامج ما بين استشهاد والد الشاعر وابنه وما بين الروح المقاومة التي عكسها في قصائده، فهل كان من الممكن لمن دفن والده شهيدا في فلسطين وابنه شهيدا في لبنان ..أن تمر الأحداث هكذا مرورا عابرا لدى الشاعر،ألم يصبح هاجسه الاستشهاد والعمل الفدائي،حتى أصبحت أغنياته الشعبية نشيد كل فدائي ،وكأنه يعوض عما فاته على صخرة التهجير حين تحطم حلمه بأن يصبح مدرسا...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية