تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرقص داخل الثلاجة

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 30-9-2009م
نبيه البرجي

ولعلنا نذكر ماطرحه الرئيس بشار الأسد خلال قمة بيروت عام 2002، وإن كان ماطُرح قد طُرح داخل الغرف المقفلة، وهذا ماتقتضيه «أدبيات القمم»،

حيال المبادرة الديبلوماسية قال بالبديل، أو بالبدائل - وهذه لغة العصر- إن تعثرت العملية التفاوضية أو ماتت أو دارت، كما هي الآن، في الحلقة المفرغة.‏

كان الرئيس العربي يدرك ديناميكية الأزمة بكل أبعادها (أبعادها المعقدة والمترامية بطبيعة الحال)، ولابد أنه استعاد، في لحظة ما، وفي مداولات القمة، كيف تعاطى والده الرئيس الراحل، والكبير حافظ الأسد، مع اتفاق أوسلو الذي فتن الكثيرين أكثر مما فتنتهم رومانسية الورود في ضاحية العاصمة النرويجية..‏

رأى فيه النص الضبابي، والخادع، والآني بل والفولكلوري، ونصح من نصح، لكن الافتتان كان آنذاك، في ذروته، ومنذ ذلك الحين لايزال إياه: الرقص داخل الثلاجة!‏

ياجماعة، ليس من الضروري أن يكون الخيار عسكرياً، فالعرب قالوا بالسلام كخيار استراتيجي، ولهذا ألف سبب وسبب،والرئيس بشار الأسد كان يدرك أن تدوير الزوايا - وفي الزوايا - سيظل عملية عبثية، تستنزف الإمكانيات، كما تستنزف الأزمنة، إن لم تتشكل حالة عربية، حالة استراتيجية تحديداً، تفرض حضورها في المنطقة كما في العالم.‏

أن نذهب إلى نيويورك أو إلى أي مكان آخر بـ«عضلات قوية» لابمواقف هلامية، ناهيك عن تلك الثرثرة الباهتة والعقيمة والمملة.والآن بعد أكثر من 7 سنوات (عجاف) على القمة، أين نحن الآن، وكيف يتعامل معنا العالم؟‏

مهين التسول الديبلوماسي. مهين أكثر أن ننتظر متى يهبط علينا الحل من المدخنة، ودون أن نحاول، ولو للحظة، أن نتخلص من منطق الثلاجة، وحيث الحرائق بدأت تلامس جلدنا، لابل إنها في عقر دارنا، فيما نسمع بالأذن المجردة قهقهات نتنياهو ومن لف لفه.‏

من فضلكم اخرجوا، لبرهة من الثلاجة وانظروا حولكم!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية