تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاحتلال يعتقل 50 فلسطينياً بالقدس ويحكم حصاره على الأقصى.. واشنطن تطالب إسرائيل بتحقيقات ذات مصداقية حول جرائمها بغزة

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 30-9-2009م
صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي اجراءاتها العسكرية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني أمس فاعتقلت أكثر من 50 فلسطينياً

خلال حملة مداهمات واسعة في مدينة القدس المحتلة وأحيائها القديمة وكثفت اجراءات الحصار على محيط المسجد الاقصى وذلك بالتزامن مع اطلاق المستوطنين الاسرائيليين قطعان خنازيرهم في أراضي المزارعين شمال الضفة الغربية بعد أن قطعوا 12٥ شجرة زيتون مثمرة في مدينة نابلس وذلك وسط تزايد الدعوات المطالبة بنصرة مدينة القدس ومقدساتها حيث دعا المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة السبسطة للروم الأرثوذكس أن يكون يوم الأحد القادم يوماً للصلاة من أجل القدس.‏‏

في هذه الاثناء طالبت الولايات المتحدة اسرائيل باجراء تحقيقات ذات مصداقية في جرائم الحرب التي ارتكبتها قواتها خلال العدوان الاخير على غزة على حين طالبت لجنة حقوق الانسان الفرنسية فرنسا بأن تتبنى تقرير غولدستون بشأن جرائم الاحتلال خلال العدوان.‏‏

فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس 50 فلسطينيا في أحياء مختلفة من البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة0 ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن ناصر قوس رئيس نادي الأسير الفلسطيني في القدس قوله ان حملة الاعتقالات والدهم شملت مناطق واسعة من البلدة القديمة اضافة الى أحياء متاخمة لها مثل سلوان والثوري وباب العامود.‏‏

كما اعتقلت سلطات الاحتلال فلسطينياً يدعى رامي أسعد ثوابتة في بيت لحم بالضفة الغربية لمقاومته الاحتلال.‏‏

وقد اعترفت سلطات الاحتلال بأن حملة الاعتقالات جاءت بعد رصد الفلسطينيين المدافعين عن الأقصى من خلال كاميرات المراقبة الموجهة اليه والى أحياء المدينة وشوارعها وطرقها.‏‏

في غضون ذلك كثفت سلطات الاحتلال دورياتها في القدس المحتلة وعلى بوابات المسجد الاقصى ومنعت الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الاربعين عاما من دخول المسجد لأداء صلاة الفجر.‏‏

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن سلطات الاحتلال احتجزت الهويات الشخصية لجميع المصلين ومنحتهم بطاقات خاصة لاسترداد هوياتهم بعد انتهاء الصلاة.‏‏

وأضافت الوكالة ان الاجراءات التعسفية الاسرائيلية ما زالت مفروضة على مداخل وبوابات الاقصى المبارك من خلال حواجز عسكرية لتدقيق بطاقات المصلين.‏‏

بموازاة ذلك أطلق المستوطنون الاسرائيليون قطعان خنازيرهم في أراضي الفلسطينيين بقرية العرقة غرب جنين شمال الضفة الغربية.‏‏

ونقلت وكالة سما الفلسطينية عن أهالي القرية قولهم ان القطعان دمرت المحاصيل الزراعية وهاجمت حظائر الاغنام وانتشرت في محيط آبار المياه ما أدى الى تلويثها.‏‏

وناشد الاهالي المؤسسات والجهات المختصة بالتدخل لوضع حد لانتشار قطعان الخنازير من مستوطنة محاذية للقرية بأراضيهم مع اقتراب موسم قطف الزيتون.‏‏

وفي سياق متصل قال المكتب الاعلامي للشرطة الفلسطينية ان مجموعة من المستوطنين قاموا بقطع ما يقارب 125 شجرة زيتون مثمرة للفلسطينيين بين بلدتي حوارة وبورين الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس.‏‏

من جانب آخر طالبت الولايات المتحدة اسرائيل باجراء تحقيقات ذات مصداقية في جرائم الحرب التي اكد تقرير للامم المتحدة ان قوات الاحتلال الاسرائيليةارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني خلال عدوانها على قطاع غزة اواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري.‏‏

ونقلت رويترز عن مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية قوله في كلمة امام جلسة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف خصصت لبحث التقرير الذي اعده القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون بشأن العدوان الاسرائيلي على القطاع انه يحث اسرائيل على اجراء مراجعة قضائية محلية مناسبة ووضع اليات محاسبة للتحقيق في الاتهامات التي وجهت الي القوات الاسرائيلية.‏‏

واضاف بوسنر انه في حال تم اجراء هذه التحقيقات بشكل مناسب وعادل فان ذلك قد يكون من شأنه المساعدة في وضع اجراءات بناء الثقة يمكن ان تساعد في تحقيق الهدف النهائي وهو السعي المشترك لتحقيق العدل والسلام في المنطقة.‏‏

من جانبه دعا ابراهيم خريشي رئيس الوفد الفلسطيني مجلس حقوق الانسان الى تبني التقرير ووصفه بانه ايجابي مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيراً من الجرائم الاسرائيلية لن يسامح المجتمع الدولي في حال مرت هذه الجرائم دون محاسبة.‏‏

وكان غولدستون أكد ان احالة التقرير الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الانسانية ستساهم في وضع حد لثقافة الافلات من العقاب في المنطقة.‏‏

ونقلت ا ف ب عن غولدستون قوله ان ثقافة الافلات من العقاب تسود المنطقة منذ وقت طويل جدا.‏‏

وطالب غولدستون خلال تقديم تقرير لجنته امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة السلطات الاسرائيلية باجراء تحقيق حول الانتهاكات الاسرائيلية ينسجم مع المعايير الدولية في غزة بحلول ستة اشهر.‏‏

ونبه الى انه ما لم تجر السلطات الاسرائيلية تحقيقاتها فان على المجلس ان يحيل التقرير على مدعي المحكمة الجنائية الدولية منتقدا اسرائيل للطريقة التي تعاملت فيها مع التقرير.‏‏

بدورها طالبت لجنة حقوق الانسان الفرنسية فرنسا بان تتبنى تقرير القاضي غولدستون وقالت لجنة حقوق الانسان ان هذه اللجنة الدولية ستقدم تقريرها رسميا في الايام القليلة المقبلة خلال الدورة الثانية عشرة لمجلس حقوق الانسان في جنيف مؤكدة ان مجلس حقوق الانسان لا يقبل التغاضي عن أي تجاوزات أو خروقات لميثاقه وهو ما أكدته لجنة العفو الدولية امنستي الدولية.‏‏

من جهة اخرى طلبت الحكومة الاسرائيلية من ايهود باراك وزير الحرب الاسرائيلي مغادرة بريطانيا خشية اعتقاله بتهمة ارتكابه جرائم حرب ضد الفلسطينيين.‏‏

وقالت قناة الجزيرة ان هذا الطلب يأتي على خلفية قبول محكمة بريطانية دعوى قضائية أقامتها عائلة فلسطينية من قطاع غزة ضد باراك حيث يحاول محامو العائلات استصدار قرار من المحكمة لالقاء القبض عليه خلال زيارته لندن .‏‏

من ناحية اخرى قال خضر حبيب القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي ان من حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم الاحتلال الاسرائيلي وينتفض بوجه محتليه ومن ينكر حقوقه مشيرا الى ان انتفاضة الاقصى هي انتفاضة شعب تم احتلال ارضه ومصادرة حقوقه كما انها شكلت احد اشكال المقاومة لهذا المحتل.‏‏

من جهته حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الاراضي المحتلة عام 1948 من ان المسجد الاقصى في خطر دائم طالما بقي رهينة الاحتلال الاسرائيلي معتبرا أن اقتحام الاحتلال للاماكن المقدسة هو محاولة منه لمعرفة مدى قوة انتماء الشعب الفلسطيني لها واستعداده للدفاع عنها.‏‏

بدورها طالبت مؤسسة المقدسي لتنمية وتطوير المجتمع في القدس المحتلة المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية بالتحقيق في الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المصلين في المسجد الاقصى وسكان المدينة المقدسة.‏‏

كما حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من خطورة الاوضاع التي وصلت اليها اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الاقصى معتبرة أن ما قامت به سلطات الاحتلال في حق الاقصى يرتقي الى مستوى جرائم الحرب.‏‏

ودعا المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في مؤتمر صحفي للهيئة الاسلامية المسيحية نقلته قناة الجزيرة جميع الكنائس المسيحية في المشرق العربي وفي العالم أن يكون الاحد القادم يوماً للصلاة من أجل القدس وللتعبير عن التضامن مع مدينة القدس المحتلة ومقدساتها ومع الفلسطينيين المقدسيين بمسلميهم ومسيحييهم ومع الشعب الفلسطيني المحاصر والمعذب والمنكوب.‏‏

بدوره قال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين في حديث للقناة أمس ان الحكومة الاسرائيلية أصدرت قرارا بالاستيلاء على المسجد الاقصى المبارك عبر عزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني ومصادرة الاراضي الفلسطينية وهدم البيوت وعمليات التطهير العرقي.‏‏

ودعا التميمي المسلمين الى أن يخصصوا يوم الجمعة القادم للصلاة من أجل مدينة القدس المحتلة وللتضامن مع مقدساتها.‏‏

كما نبه الاب مانويل مسلم عضو مجلس رؤساء الهيئة الاسلامية المسيحية الى خطورة المخططات الاسرائيلية التي ترمي الى محو الحضارة العربية من جذورها واستبدالها بحضارة جديدة على طرق الاستعمار القديم.‏‏

الى ذلك اكد الفلسطينيون في الذكرى التاسعة لانتفاضة الاقصى ضرورة الاستمرار في تبني خيار المقاومة ونهج الصمود ضد تهديدات الحصار والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي ومحاولات تهويد مدينة القدس المحتلة ومخاطر هدم المسجد الاقصى المبارك.‏‏

وجددت القيادات الروحية والوطنية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة بهذه المناسبة تأكيدها على مواصلة المقاومة كخيار استراتيجي محذرة من اندلاع انتفاضة شعبية عارمة ثالثة تحمل اسم الاقصى في الذكرى السنوية لانتفاضة الاقصى التي اندلعت بعد تدنيس ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الاسبق لباحات الاقصى المبارك بحماية قوة احتلالية معززة في 28 ايلول عام 2000 وخلفت عددا كبيرا من الشهداء معظمهم من الاطفال منهم محمد الدرة وإيمان حجو التي لم تتجاوز اربعة اشهر من عمرها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية