تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عين الشمس ولهجة كي مون

نافذة على حدث
الأحد 27-5-2012
عزة شتيوي

ليس غريباً أبداً أن تكون إدانة تركيا من فمها ومن طريقة إخراجها للمخطوفين اللبنانين في الأراضي السورية من قبل المجموعات المسلحة إلى الأراضي التركية.

فحكومة اردوغان تعرف هذه المجموعات وإرهابها جيداً ومن البين أنها تتواصل معها بل و(تمون) عليها وقد يكون من المرجح أن تكون تركيا قد أمنت خروج المخطوفين اللبنانين من سورية إلى أراضيها من الطريق نفسه الذي توفره لتهريب الإرهابيين والأسلحة من وإلى الأراضي السورية.‏

ولايبدو مستبعداً أيضاً أن الحلم الأردوغاني والهاجس الغربي بإقامة مناطق عازلة على الحدود التركية عاد وتكرر ولكن هذه المرة بالنسخة اللبنانية فثمة مايحدث ويجهز في منطقة الشمال اللبناني بدءاً من جعلها بؤرة للمسلحين والفارين وتهريب الأسلحة وانتهاء بزيارة فيلتمان وماترتب عليها من إحداث شهدتها المنطقة أخيراً، فكل مايجري هناك يعرف عن نفسه قائلاً المنطقة العازلة رقم (2).‏

ولكن اللافت هذه المرة وفي هذه الأيام هو السلوك الذي تسلكه المنظمة الأممية وسط كل هذا الإرهاب السياسي والميداني الذي يضرب الواقع السوري، حيث تفرط مؤسسات الأمم المتحدة في استهلاك الورق والحبر لكتابة التقارير عن الأوضاع في سورية مدمغة بما تبثه قنوات إعلامية ملجومة بتوجهات سياسية للدول التابعة لها في الوقت الذي تستمر فيه تلك المنظمة ومن يمثلها في بث تصريحات بلهجة «الهمز واللمز» والابتعاد عن تسمية الأشياء بمسمياتها فيما يخص الحقيقة السورية على الأرض وذلك ليس لأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يجد قاموسه مصطلحاً مرادفاً لمااسماه طرفاً ثالثاً تحدث عن وجوده في سورية أو أنه بحاجة لمجهر ليحدد أو يَعد الأطراف التي تتدخل في الشأن السوري ويرى عين الشمس في الحقيقة السورية التي لمسها ويلمسها مراقبوه الدوليون، بل لأن كي مون وعلى مايبدو اختار لهجة ومفردات دائمة ومحددة للحديث عن سورية تختلف عن أي لهجة يتحدث فيها عن أي وضع آخر، الهجمة يجوز بها الوجهان الحق والباطل، الإقبال والإدبار، لهجة تناسب البازار (والسوق التي يسوق) بها كي مون منظمة الأمم المتحدة ولهجة لاتحرج (أعداء سورية) في خلق أكاذيب أخرى في مؤتمرهم القادم في باريس، أو على الأقل توقف من يخرج اليوم ويصرح من الأميركيين أن إدارته تبحث عن «فريق آخر» في سورية تمده بالسلاح لإراقة الدم السوري وتمرير مخططها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية