تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المطرب يوسف عوض.. وزمن الغناء الجميل

ثقافة
الأربعاء 28/9/2005م
احمد بوبس

في الستينات من القرن المنصرم.كان يشنف آذاننا عبر أثير اذاعة دمشق صوت المطرب يوسف عوض, صاحب النبرة الجميلة والحنجرة الصافية والاداء المتقن.

واشتهر يوسف عوض بأداء اغنيات محمد عبدالوهاب ومن الاغنيات ا لتي اداها لعبد الوهاب ( اللي انكتب ع الجبين لازم تشوفه العين), (ياما بنيت قصر الاماني), (حسدوني وباين في عينهم), وغيرها, وحقق بها شهرة واسعة. اما اغنياته الخاصة التي لحنت له,فلم يحقق بها اي نجاح يذكر. ذلك لأنها لم تكن على مستوى صوته القوي البديع. وبلغت اغنيات عبد الوهاب التي سجلها بصوته لاذاعة دمشق العشرات, بينما سجل للتلفزيون بالأبيض والأسود عشرين اغنية.‏

المطرب يوسف عوض.. لم اكن اعرف عن اراضيه شيئاًً, حتى حدثني عنه الصديق الدكتور مروان منصور احد عشاق التراث الغنائي العربي- واخبرني انه يقيم حالياً في بلدة معرة صيدنايا قرب دمشق. فيممنا معا الى بلدة معرة صيدنايا وفي منزل المطرب امضينا ثلاث ساعات مرت كلحظات لما فيها من متعة,ونحن نستمع الى يوسف عوض عن حكايته مع الغناء منذ طفولته.‏

فيوسف عوض من اسرة فنية والده المطرب الياس عوض الذي شجعه وعلمه اصول الغناء, وشقيقه عازف الكمان ميشيل عوض, الذي ساعده على السير على درب الغناء. وهو من مواليد عام 1932 وبدأ الغناء وعمره عشر سنوات ومن اوائل الاغنيات التي اداها في طفولته قصيدتا,( ويلاه ما حيلتي) و (أتيت فألفيتها ساهرة) لسلامة حجازي.‏

وفي مطلع عقد الستينا ت من القرن الماضي, ساعده اخوه ميشيل عوض الذي كان رئيس دائرة الموسيقا في اذاعة دمشق للغناء في الاذاعة. واضافة لأغنيات محمد عبد الوهاب, لحن له بعض الملحنين عدداً قليلاًً من الاغنيات منها الاغنيتان الدينيتان ( لبيك ربي) والتي يقول مطلعها ( حرم عليه مهابة وبهاء) واغنية (مولد الرسول الاعظم) والاغنيتان من تلحين ياسر المالح. وغنى من ألحان زهيرمنيني ثلاث اغنيات هي ( خيال من دمر) , ( احلام الهوى) والاغنية الوطنية ( ملحمة الجزائر) عن نضال الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ولحن له سليم سروة (اغراء) وراشد الشيخ ( حلفته بالغالي) وبعد الاغنيات الثلاث لحن له زهير منيني اغنية رابعة (حبك على قلبي)..‏

وتوزعت سهرتنا عند الفنان يوسف عوض بين متعتين. المتعة الاولى في حديث المطرب عن مسيرته الفنية, والمتعة الثانية في الاستماع الى بعض التسجيلات القديمة النادرة لعمالقة الغناء في النصف الاول من القرن العشرين امثال يوسف المينلاوي ونجاة علي ونادرة الشامية وابو العلا محمد وسكينة حسن وسيد درويش..‏

فيوسف عوض يمتلك ثروة كبيرة ونادرة من التسجيلات الطربية القديمة, ففي مكتبته اربعة الاف شريط كاسيت مدة الشريط ساعة كاملة, والف وخمسمائة من الاسطوانات النادرة, وثمانمئة شريط بكر, وسبعمائة شريط فيديو تحتوي افلاماً غنائية قديمة ونادرة, قام يوسف عوض بتسجيلها من الفضائيات العربية التي تبث هذه الافلام.‏

في سياق الجلسة ..سألت يوسف عوض ( لماذا ركزت على تقديم الاغنيات القديمة وخاصة لمحمد عبد الوهاب, ولم تهتم بتقديم اغنيات خاصة لك, كما يفعل المطربون?‏

فأجاب:‏

لايوجد عندنا ملحنون يستطيعون اعطائي الحاناً على سوية صوتي. فلجأت الى الاغنيات القديمة كي يظهر صوتي على حقيقته.‏

هذا هو باختصار المطرب يوسف عوض الذي اطربنا لعدة سنوات بصوته الجميل والاغاني البديعة لكنه لم يستمر طويلا فابتعد بالتدريج عن الساحة الغنائية ليمضي سنواته وايامه في بلدة معرة صيدنايا الجميلة في صومعته الفنية, يستمع الى الكنوز النادرة التي تحتويها مكتبته الموسيقية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية