تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السياحة في مزيريب .. بين سحر الطبيعة ولمسات الإنسان

مراسلون وتحقيقات
الأربعاء 28/9/2005م
سلامة دحدل

وهبت الطبيعة محافظة درعا جمالاً أخاذاً تزهو به عيون الناظرين والسياح. ويتجلى ذلك الجمال السحري في مناظرها البديعة,

وشلالاتها وبحيراتها الساحرة, ومنتجعاتها السياحية التي تبعث الراحة والطمأنينة وتجلو عن النفس عناء التعب وضجيج المدن.‏

ويتجلى الجمال أيضاً في مناخها المعتدل, وهوائها المنعش ما يضفي عليها خصوصية ذات طابع سياحي جذاب.‏

وتعد بلدة مزيريب التي تقع على بعد /12/ كم إلى الغرب من مدينة درعا من أروع المناطق السياحية في المحافظة التي تعانقت فيها مفردات الطبيعة مع يد الإنسان, لتضع صورتها السياحية المتمثلة في مقصفها الشهير الذي يتربع على صدر بحيرتها الواسعة. حيث أقيم ذلك الصرح السياحي /المقصف/ على طرف البحيرة الشمالي منذ عشرات السنين. وتتألف هذه المنشأة الحكومية من صالتين مطلتين على البحيرة. الأولى: مفتوحة وتستخدم في الربيع والصيف .‏

والثانية: مغلقة تستخدم في الشتاء والخريف. وتتسع الصالتان إلى 139 طاولة.‏

ويؤم هذا المقصف في كل يوم عشرات الزوار والسياح من عرب وأجانب ولا سيما في فصلي الربيع والصيف بقصد الراحة والاستجمام وما يشد هؤلاء الزوار الذين يرتادونه في أغلب الأحيان بصحبة عائلاتهم, هدوء المكان وروعته والأطباق الشهية المتعددة الأصناف التي يقدمها العاملون هناك ببشاشة ورحابة صدر من أسماك ولحومات وغيرها من الأطعمة الشرقية التي ترضي أذواق السياح ورغباتهم وبأسعار مقبولة.‏

وفوق هذا وذاك فالمحيط في المنطقة شاعري ونقي والمناخ رطب والماء حسن وكل شيء فيه ينطق بالحكمة والجمال والمحبة فأشجار الكينا والحور التي تسور البحيرة تحني رؤوسها الشامخة مرحبة بالسياح ونور الشمس يغمر وجوه الزوار بالحنين والدفء والقمر يغزل في الليل قصائد حب تشدو بها العصافير والصبايا على ضفافها.‏

فبحيرة مزيريب تعتبر مرفقاً سياحياً متميزاً بالمحافظة. وتقدر مساحتها بنحو واحد كم2 . تضم عشرات الينابيع العذبة التي يبلغ معدل غزارتها 140م2/ثا.‏

فما أن يصل الزوار والسياح حرم تلك البحيرة حتى يخيل إليهم وكأنهم في حضرة عشتار. حيث تهبهم البحيرة ما عندها من سحر وروعة وجمال وتترك لأبصارهم أن تتعانق مع مياهها الرقراقة الصافية التي تعكس زرقة السماء. فيشعرون بارتياح غريب ويسبحون في خيالات مدهشة لا يصحون منها لولا صخب الزوار الآخرين الذين اتخذوا من الأشجار الباسقة مطارح راحة ومن الزوارق المطاطية التي تجوب البحيرة على الدوام مراكب للفرح والمتعة.‏

وعلى ضفاف تلك البحيرة تنتشر عشرات الأماكن المخصصة لجلسات السمر وتناول الأكلات الشعبية والوجبات السريعة التي تضفي على المكان البهجة والألفة.‏

وقد أعدت وزارة السياحة مؤخراً دراسة شاملة لإقامة مشروع سياحي متكامل ضمن الأراضي الواقعة خارج الحرم المائي لهذه البحيرة بمساحة قدرها /160/ دونماً. ويتضمن المشروع قرية سياحة تضم /75/ غرفة فندقية و/6/ مطاعم بعضها بثلاث نجوم وبعضها الآخر بنجمتين. بالإضافة إلى منطقة ألعاب مائية وترفيهية ومسابح.‏

وبإنجاز هذا المشروع تصبح بحيرة مزيريب وبما حولها قادرة على تقديم منتج سياحي متكامل يؤمه الزوار والسياح من كل حدب وصوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية