تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعالجة الفيزيائية و الطب الحديث

مجتمع
الأربعاء 28/9/2005م
شذى ابراهيم

تعد المعالجة الفيزيائية التنفسية من الأنواع العلاجية الجديدة في سورية, و كانت البداية من مركز جراحة القلب في مشفى المواساة عام 1995 ومن ثم تطور هذا المجال في مركز الباسل عام 1999 وقد حققت نتائج مذهلة,

فهذا الاختصاص هدفه إعادة وظيفة وآلية عمل الرئتين إلى الوضع الصحيح وإعادة تأهيل القلب بعد العمل الجراحي, وقد برزت الضرورة لهذا الاختصاص في مركز الباسل لجراحة القلب ما دفع وزارة الصحة إلى التعاقد مع ألمانيا المشهود لها في هذا المجال وإرسال الموفدين لاتباع دورات تدريبية يتعلمون فيها الكثير من الأساليب الطبية الحديثة والتقنيات التنفسية وليتعرفوا على الأجهزة الطبية التنفسية المساعدة في هذا المجال. المعالج الفيزيائي محمد بشار السيد أحد أولئك الموفدين إلى ألمانيا وقد حصل على شهادة علاج فيزيائي تنفسي من مشفى قيصر فيلهم في ديسبورغ- قدم لنا مجموعة من النصائح في هذا الحوار:‏

- كيف تتم المعالجة?‏

-- قد تكون المعالجة الفيزيائية ضرورية لأي مريض قبل العمل الجراحي أو بعده لحمايته من تبعات وعقابيل مرضية أخرى الأمر الذي يتطلب إجراء جلسات مكررة ومنتظمة.‏

وفي هذا يرى المعالج بشار السيد أن المعالجة الفيزيائية التنفسية هي أحد العلاجات الأساسية لأي مريض يخضع لعمل جراحي ولديه مشكلة تنفسية فيتطلب ذلك إجراء جلسات خاصة تؤهل جهازه التنفسي من جديد وقد تحتاجها حالات مرضية كثيرة بدءاً من حوادث السير إلى استنشاق مواد كيميائية سامة أو الحروق وغيرها, ويستدعي ذلك استخدامها لإعادة تأهيل الجسم بشكل كامل وإعادة تأهيل العضلات الشهيقية والزفيرية ثم تقوية منعكس السعال بهدف طرد المفرزات (القشع) خارجاً, كما أن المعالجة تلعب دوراً مهماً جداً في العناية المشددة ولها فعاليتها في تقوية العضلات التنفسية وآلية التنفس وتنشيط التبادل الغازي والتروية الرئوية ويمكن القول هنا إن المعالجة قد تحتاجها أمراض حتى البعيدة عن أمراض جهاز التنفس, من جهة ثانية إن آفات الرئة التنفسية ذات المنشأ التحسسي وغير التحسسي تستخدم المعالجة الفيزيائية كعلاج موازٍ للعلاج الدوائي بغض النظر عن العمل الجراحي.‏

إرشادات ونصائح:‏

أما الإرشادات والنصائح الواجب اتباعها كوقاية لجهاز التنفس فهي وفق ما نصح به المعالج الفيزيائي بشار: التنفس بالشكل الصحيح من خلال تقنية بسيطة, الاستلقاء على الظهر بشكل مريح وأخذ شهيق عميق بشكل بطيء وهادىء من الأنف, ومن ثم نفخ الهواء عن طريق الفم والشفاه منطبقة على بعضها ويعاد هذا التمرين ثلاث مرات في اليوم, ومن نفس الوضع السابق الاستلقاء على الظهر نقوم بوضع إحدى اليدين على البطن فوق السرة وأخذ نفس عميق بحيث نركز على حركة البطن فيرتفع البطن للأعلى أثناءالشهيق وينخفض أثناء الزفير ويعاد هذا التمرين ثلاث مرات ومن نفس الوضع السابق نقوم بوضع اليد الأخرى على الصدر والشعور بحركة الصدر بحيث يرتفع الصدر والبطن للأعلى أثناء الشهيق وينخفض أثناء الزفير ويجب أن يكون النفس في المرة التالية أهدأ وأعمق مقارنة بالنفس السابق, وهذه التمارين تقتضي التدرب بشكل دوري مترافق مع ممارسة الرياضة وأهمها المشي مع حركة الذراعين المستمرة لتنشيط عضلات الرئتين والتبادل الغازي إضافة إلى تدريب الرئتين والمحاولة الدائمة لطرد المفرزات من الرئة.‏

من جانب آخر فإن التغذية بالشكل المناسب والمتوازن ضرورية جداً لحصول الجسم على كافة أنواع الفيتامينات ولا ننسى ضرورة تقوية عضلات البطن من أجل التنفس السليم للمريض, بالإضافة إلى الابتعاد عن التدخين وملوثات الجو والروائح التي تسبب الأمراض, والعيش ما أمكن في بيئة سليمة وهناك جانب مهم وهو التخلص من الانفعالات التي تنعكس سلباً مباشرة على الجهاز التنفسي, وكوقاية من الأمراض في الأماكن الملوثة يجب على العاملين في أجوائها أن يضعوا الأجهزة الخاصة والكمامات للحماية من استنشاق الأبخرة الملوثة. وإجراء التمارين التنفسية خارج مكان العمل وهم يحتاجون هذه العناية الخاصة أكثر من غيرهم بسبب ظروف العمل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية