|
محليات لترسم ملامح وبأقلام زملاء الامس واليوم وعصارة فكرهم رسمت ملامح سورية الحاضر والتاريخ على صفحاتها وبين ثنايا مقالاتها وفي إيحاءات عناوينها لتشكل ذاكرة وطن. خمسون عاماً من العطاء والجهد المتواصل لزملاء خاضوا معركة الكلمة في الميادين وخلف المكاتب غير عابئين بالجهد والوقت في سبيل أن تصل الرسالة في موعدها لكل من ينتظرها كل صباح.
واليوم يزداد النضال شراكة في ميادين باتت الكلمة فيها هي السلاح الامضى لكن من نذر نفسه لخدمة هذا الوطن بقي صامداً مستبسلاً في دفاعه عن الحق بالكلمة والصورة وصحيفة «الثورة» كغيرها من الواقفين على خط الدفاع عن الوطن قدمت ثلة من كوادرها في سبيل اعلاء كلمة الحق وستبقى المنارة التي سيزداد نورها في سبيل تبديد الظلمة التي شوهت لوحتنا السورية الجميلة حتى تستعيد ألقها وجماليتها المعهودة عبر الأزمات
احتفلت «الثورة» أمس بعيدها الخمسين في مبنى الصحيفة بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي ورؤساء تحرير الصحف المحلية ومديري الموسسات الاعلامية ولفيف من الزملاء الاعلاميين الذين عملوا سابقاً في المؤسسة اضافة لعدد كبير من العاملين الحاليين في المؤسسة وواكب الحدث عدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية. وكان وزير الإعلام عمران الزعبي افتتح الاحتفال بكلمة هنأ فيها صحيفة «الثورة» بعيدها الخمسين والعاملين فيها ونقل تهنئة السيد الرئيس بشار الأسد الى العاملين في الصحيفة وتمنياته لهم بالنجاح والتقدم. وبين الزعبي خلال كلمته ان صحيفة «الثورة» مدرسة اعلامية وطنية لها خصائصها وقواعدها في العمل وهي مرجعية اعلامية بامتياز مؤكدا على أن الاعلام السوري بكل ادواته ومنابره سيبقى اعلاماً وطنياً وسيكون دائماً اعلام الوطن والشعب والناس بكل فئاتهم وأحزابهم وتياراتهم يكرس قواعد أساسية لا يضلل الناس ولا يحابي الاخطاء والفساد. وفي الشأن السياسي جدد الزعبي التأكيد بتمسك القيادة السياسية بالحل السياسي الذي دعت اليه منذ اللحظة الاولى للازمة في سورية انطلاقا من قناعتها أن الحوار الوطني يدور بين السوريين لا محل فيه لسعودي او خليجي او لبناني او اردني او غير سوري وأن كل من يتحدث بلغة طائفية او اثنية بقصد التمايز او الاستقلال البنيوي او لتعميم ثقافته يخون سورية والوطن معتبرا اياها خيانة كبرى ومؤكدا ان سورية بذاتها هوية وطنية لها خصائصها ومعطياتها ومحدداتها التي تعرف عن ملامحها ومعالمها. كما بين الزعبي انه بات من الثابت والواضح ان قدرة الاخوان المسلمين كتنظيم سياسي على تقديم نموذج على ادارة السلطة والدولة سقطت الى غير رجعة وأن الاخوان في مصر استطاعوا خلال عام واحد أن يشوهوا سمعة مصر مقدمين أسوأ نموذج لتجربة قيادتهم للدولة مشيرا الى انهم يتميزون بقدرة استثنائية على تخريب النموذج السياسي والوحدة الوطنية التي هي أولى ضحاياهم في مصر والأحداث واللغة المستخدمة تدل على ذلك وأن نموذج حكم الاخوان في مصر توفي لكن شهادة وفاته لم تصدر بعد..
وأشار الزعبي في السياق ذاته الى نموذج حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي اثبتت التجربة انه نموذج غير صالح لقيادة دولة فيها كل هذه التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية لافتاً الى ان لغة الارقام الاقتصادية والتطور الاقتصادي الذي شهدته تركيا في جزء كبير منه تزييف وتزوير للحقائق لأنها تعتبر ما انتقل من جيوب الفقراء الى الاغنياء طفرة اقتصادية اضافة الى مزاعم حرية العمل والتنافس السياسي كانت مجرد ظاهرة صوتية تكسرت عند اول امتحان. واوضح الزعبي ان ما يحدث على مستوى المنطقة يكشف ويعري قدرة هذه الاحزاب والتنظيمات على ان تمثل الامة وتقود الدولة مشيرا الى ان الاخوان المسلمين كانوا يزعمون على مدار سنوات طويلة انهم لم يأخذوا فرصتهم بالقيادة وقد اخذوا هذه الفرصة اكثر من 13 سنة في تركيا وسنة كاملة في مصر فخربوا وشوهوا خلالها ما بني فيها منذ اكثر من خمسين عاماً. وفي الاطار ذاته اشار الزعبي الى تجربة سورية في الثمانينيات من القرن الماضي مع الاخوان المسلمين وكيف ادرك السوريون قدرة الإخوان المسلمين على تخريب نموذج الوحدة الوطنية وعدم قدرتهم على التعايش مع هذا النموذج إن كان ذلك على مستوى الفكري او السياسي مشيرا الى انه تم استهداف الوحدة الوطنية في سورية مع استهداف السلطة والمؤسسات منذ اليوم الاول اضافة لاستهدافها في كل من مصر والعراق ولبنان لإدراكهم أن تفكيك اي بنية من الداخل لا يمكن إلا باستهداف جوهرها مبيناً ان المعركة التي تدور في سورية قبل ان تكون معركة عسكرية او على السلطة كما يصورها البعض هي معركة على الوجود او اللا وجود المرتبط حصرا بتقديرنا وفهمنا لمسألة الوحدة الوطنية ومدى قدرتنا على الدفاع عنها فالبعض يجرب ان يعمم اللغة الطائفية ولكن على الطرف الآخر هناك أغلبية ساحقة من السوريين ترفض اي لغة بديلة عن لغة الوحدة الوطنية. وقال الزعبي عندما نتحدث عن مصالحة او حوار وتسامح فنحن نتحدث عن كل المواطنين السوريين من دون استثناء لكن عندما نتحدث عن قوى سياسية وشراكات سياسية فنحن نتحدث عن القوى الوطنية والتقدمية واليسارية وليس القوى المتخلفة والرجعية الساقطة مضيفا ان من يدافع عن الوحدة الوطنية يدافع تلقائياً عن الوطن والدولة وهما الأهم ولا معنى للولاء الا للوطن وهو اعلى من الولاء للأحزاب والأشخاص وكل الولاءات والقناعات محترمة وكذلك الخيارات وهذا كله ليس له محل من الاعراب اذا خسرنا البلد وهذا ما نقاتل وندافع عنه. وأردف الزعبي نحن لا ندافع عن النظام بالمعنى الضيق الذي يطرحه الآخرون على الإعلام ولا ندافع عن اشخاص او أحزاب بل ندافع عن الدولة والتاريخ والوطن والوجود مشيرا الى ان الحكم على قدرة حزب البعث على القيادة يكون بمدى قدرته على التعبير عن قضايا الناس وأي حزب يأخذ حجماً بمقدار ما يقترب من هموم الناس وآلامهم وليس من وجوده في السلطة مؤكدا ان المصلحة الوطنية تكمن في الحوار الوطني بين السوريين جميعاً من دون اقصاء أو إلغاء أو استبعاد، وأن طاولة الحوار تفتح نقاشا جدياً بنيوياً موضوعياً شفافاً بكل المسائل الوطنية لافتا الى ان إقبال سورية على مرحلة وطنية داخلية وحوار داخلي سياسي ينتج مفاعيله ومؤسساته السلطوية والحزبية والوطنية. واعتبر الزعبي أن ما تمر به سورية من أزمة فرصة تاريخية استثنائية للتصحيح وترتيب الأولويات والشعب السوري في أولى الأولويلات حتى مع كل من نختلف معهم فكرياً وسياسياً يستحق منا أن ندافع عن وجهة نظرهم ونحترمهم وعليهم أن يحترموننا وأن يدافعوا عن وجهة نظرنا. وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف قال الزعبي: سنكون في جنيف من دون شروط مسبقة ومن دون تدخلات وإذا دار الحوار على أرض سورية سنكون موجودين مشيرا الى ان معايير مواجهة الإرهاب في كل دول العالم تكون ضد من يحمل السلاح على الدولة وواجب الدولة ان تردعه وفق المصلحة الوطنية. وأكد الزعبي ان أرض سورية بالنسبة للسوريين حتى آخر شبر من حدود تركيا او الاردن او العراق او لبنان ارض مقدسة تماما كأي ارض وطئها الانبياء والرسل وسنقاتل ذوداً عن الارض السورية، مضيفا أنها الارض التي ضمت مثوى آبائنا وأجدادنا وسيكون فيها مثوانا ومثوى أبنائنا وأحفادنا ويخطئ من يعتقد او يتوهم او يكون مشتبها اننا قد نساوم لأسباب سياسية او حزبية او سلطوية او شخصية في هذه المسألة تحت اي ذريعة كانت وبأي ظرف كان ومهما كان الظرف معقدا وصعبا. قاسم: صحيفة «الثورة» واكبت المستجدات بدوره اشار رئيس تحرير صحيفة الثورة علي قاسم الى ان النهج الإعلامي الوطني الذي أرساه الإعلاميون السوريون في وسائل الاعلام المختلفة يؤسس لإعلام مواكب يضمن إكمال مسيرة الإعلام الملتزم بقضايا الوطن والمواطن لافتاً الى دور صحيفة «الثورة» عبر تاريخها في مواكبة التطورات والمستجدات على المستوى الوطني ونقل هموم المواطنين ومطالبهم . وتم عقب إلقاء الكلمات عرض لفيلم توثيقي لمسيرة صحيفة «الثورة» وعرض للأقسام والدوائر المختلفة التي تضمنها انطلاقاً من قسم المطبعة الى دوائر التحرير المختلفة. كما تم خلال الاحتفال تكريم رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على صحيفة «الثورة» اضافة لتكريم أسر الاعلاميين والعاملين الشهداء من الصحيفة الذين سقطوا خلال الاحداث الحالية. واختتم الاحتفال بافتتاح وزير الإعلام لمعرض يوثق لمحطات مختلفة من تاريخ صحيفة «الثورة». وكل عام وصحيفة الثورة وجميع العاملين فيها من محررين ومخرجين وفنيين وإداريين بألف خير. الحاج علي: تكريم الرموز حالة وطنية الدكتور احمد الحاج علي: بالتأكيد نعتبر هذه المناسبة نقطة مضيئة لعلنا نعتبر منها ونتعرف كيف نتكامل وكيف نعطي لرموزنا ولمن مروا على مواقع المسؤولية حقهم في التكريم، مضيفاً أن الدرس الأهم الذي يجب ان نركز عليه في هذه المرحلة الصعبة ونحن سعداء بهذا التكريم كونه حالة وطنية ونتمنى أن يصبح تقليداً يتم العمل به في كل مؤسساتنا الوطنية. ووجه تهنئته الى جميع العاملين في الصحيفة من عاملين وكوادر اعلامية. الجراد: خرجت أجيال صحفية الدكتور خلف الجراد: ارتبط اسم صحيفة الثورة بالثورة في الجمهورية العربية السورية منذ عام 1963، وكانت بحق وما زالت الصوت الناطق باسم الجماهير الكادحة، وكانت دائماً المدافع الآمين عن مصالح هذه الجماهير ورسائل صحيفة الثورة معروفة وقد وصلت الى كثير من الناس مفاهيم وقيم روجت لها لخدمة الوطن والمواطن، مضيفاً ان هذه القيم والمفاهيم اصبحت راسخة في اذهان الناس وان مسيرة الصحيفة على مدى نصف قرن ارتبطت بمسيرة سورية الحديثة منذ عام 1963 هـذه المسيرة كانت موجودة دائماً في ثنايا صحيفة الثورة، وبين اوراقها وفي كتابات محرريها في قصائد شعرائها.. هذه الصحيفة ارتبطت بأذهان الناس بكثير من التغيرات وتعاقب عليها كادر كبير من رؤساء التحرير ومن العاملين وخرجت مجموعة من الاجيال الاعلامية واستطيع القول انها تشكل ذاكرة وطنية هامة لتاريخ سورية اضافة الى انها مدرسة اعلامية للعاملين فيها وللذين يمكن ان يستفيدوا من تجربتها الاعلامية والفكرية والسياسية الطويلة.. وختم بالقول: لا يسعني الا ان أتقدم بأحر التهاني للعاملين في هذه الصحيفة للجهود التي بذلوها من أجل ان تصل الى هذه المرحلة المتقدمة التي نراها عليها اليوم. الخضر: أثبتت حضوراً بارزاً خلال الأزمة الزميل محمد الخضر: مراسل قناة الميادين: الاحتفال بالعيد الخمسين لصحيفة الثورة مناسبة هامة وكبيرة لمسيرتها الاعلامية الطويلة والتي اثبتت حضوراً بارزاً خلال العامين الماضين وفعالاً خلال الازمة التي تعانيها سورية حالياً، مضيفاً: أعتقد ان العقود الخمسة من عمر هذه الصحيفة هي تراكم مهم زمنيا ولاسيما على صعيد تطور خبرات الزملاء الموجودين فيها من أجل الانطلاق الى آفاق أكبر، خصوصاً ان سورية ستكون خلال الاعوام المقبلة على مراحل كبيرة من التحديات يترتب خلالها على الجميع والاعلام على وجه الخصوص الارتقاء الى مستوى هذه التحديات التي تنتظر هذا البلد الجميل وكل عام وصحيفة الثورة وجميع العاملين فيها بخير. العبود: رافعة وطنية عضو مجلس الشعب خالد العبود: قد شكلت صحيفة الثورة رافعة وطنية خلال نصف قرن من الزمن وباعتقادي انها كانت على تواصل فعال مع كافة مكونات الشعب السوري سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وحقيقة فوجئت بما رأيته في المعرض التوثيقي لصحيفة الثورة التي استطاعت ان تحاكي مجموعة من المحطات السياسية بفرادة وتألق ودور سياسي فعال وباعتقادي قليلة هي الصحف العربية التي حافظت على عمود فقري في خطابها وعلى عنوان اساسي. أبو عبد الله: للكلمة دور حاسم بسام أبو عبد الله: استاذ في المعهد العالي للعلوم السياسية: لاشك ان صحيفة الثورة خطت منذ بداية مسيرتها الاعلامية طريقا لخدمة الناس ومناصرة القضايا الوطنية والقومية والجهد الذي بذل على مدى العقود الماضية من عمر هذه الصحيفة جهد كبير ومتميز ونحن على قناعة ان هذا الخط الوطني سيبقى الدرب الذي تسير عليه الصحيفة بكوادرها والرسائل الاعلامية التي تحملها. وقال نبارك للعاملين جميعاً في صحيفة الثورة في عيدها الخمسين ونتمنى لهم مزيداً من التقدم و النجاح في مهمتهم لخدمة وبناء الانسان والوطن. إبراهيم: تطور على جميع الأصعدة إياد ابراهيم: مدير الإعلام الالكتروني بوزارة الإعلام: نبارك لجميع الزملاء في صحيفة الثورة الاحتفال بيوبيلها الذهبي ونعتبر ان هذه المناسبة نقطة علام في مسيرة الاعلام في سورية والتطور الذي حققه هذا القطاع واضاف: ان صحيفة الثورة كانت احد اهم المؤسسات التي انطلقنا منها مذ كنا طلاباً في كلية الاعلام والتطور الذي لمسناه كان كبيراً سواء على المستوى التقني او المهني. شهداء القلم السيدة ابتسام زوجة الشهيد الصحفي شكري أبو البرغل: زوجي قدم اغلى مايملك فداء الوطن الذي كان يدافع عنه دائماً بالكلمة الصادقة، صحيح انه لم يحمل السلاح في المعركة لكن سلاحه كان كلمة الذي بقي حتى الرمق الاخير مجنداً لخدمة الوطن والمواطن ونهنئ صحيفة الثورة بعيدها الخمسين ونشكر لها هذا التكريم لأسر الشهداء الذين عملوا فيها قبل ان تنالهم يد الغدر والارهاب. . |
|