|
الكنز يوجد اليوم عدد من المعنيين يعملون وكأن لا أزمة في البلد ، يبحثون عن المكاسب والامتيازات والسيارات ومكاتبهم مكيفة لا تنقطع عنها الكهرباء والمكتب الواحد يستهلك من الكهرباء ما يكفي لخمس منازل لمواطنين عاديين ، ويجتهد هؤلاء في إيجاد أبواب للصرف تدر عليهم عمولات مجزية وليس من يوقفهم عند حد رغم أن الحكومة لم تقصر في إصدار تعاميم الأزمة ولكنها قصرت في المحاسبة . الدولة لم تقصر في رصد الاعتمادات وتقديم الدعم للمشتقات النفطية والسلع التموينية والخبز خلال الأزمة ولم تقصر رغم كل الظروف في منح الرواتب وأبعد من ذلك فهي على سبيل المثال لا الحصر تمنح ست مليارات كرواتب لموظفين في وزارة الصناعة والجهات التابعة لها رغم أنهم في منازلهم بسبب الظروف الأمنية ويوجد ما يماثلهم في النفط وغيرها من الجهات العامة . الدولة لا توفر إمكاناتها المتاحة وتقدم كل ماتستطيع للمواطن ولكن هناك قلة تجني الكثير من هذه الإمكانات وبشكل مقصود وهناك آخرون يستثمرون الأزمة ويضيفون على أعباء الدولة وكل ذلك يقع على رأس المواطن الذي عليه ان يقلع شوكه بيده ، هناك مدراء يمدد لهم للسنة الرابعة والخامسة والجهات التي يديرونها يكتب عن معاناتها ومآسيها قصص وروايات ، وهناك مدراء يقبعون في مكاتب في محافظات أخرى ولا يحضرون أكثر من مرتين او ثلاث بالشهر ولكنهم يحاسبون العاملين على تأخير الساعات . المواطن طيب ويتحمل كل الظروف ويقدم أغلى مايملك لبلده ويبحث عن تبريرات لبعض الممارسات ولكنه لا يطيق ان يرى كثير من الممارسات دون أن يوضع لها حد في وقت يقدم هو مالديه بمحبة ... جزء كبير من تطور الأزمة والمعاناة هم القائمون على بعض المواقع لأنهم يستثمرون في الأزمة وهم الجيل الجديد من رجال الأعمال الذين سيتقدمون لاعمار البلد بعد ان ساهموا في تخريبه . |
|