|
عن موقع: legrand soir وأوضح مثالاً على ذلك ولايتا بوش وأوباما اللتان أكدتا عدم تمتع الشعب الأمريكي بأي سيطرة على حكومته ، فالشعب وبنظر واشنطن ما هو إلا قش في مهب الريح . لقد أظهرت استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً في أمريكا أنّ 65% من الشعب الأمريكي يعارض التدخل في سورية، ورغم وضوح رغبة الشعب هذه ، إلا أن نظام أوباما مستمر بتسليح مرتزقة واشنطن المرسلة إلى سورية بهدف إسقاط النظام وإقامة منطقة حظر جوي ، أي كي تتمكن قوات حلف الناتو من قصف الجيش السوري بالطيران مستعينة بمرتزقة أمريكا المسماة « بالمتمردين السوريين » . هذا وقد ادّعت واشنطن مؤخراً أن سورية استخدمت أسلحة الدمار الشامل الكيماوية ضد مرتزقة واشنطن متجاوزة «الخط الأحمر»، لكن جميع الناس الواعيين أدركوا أن الاستخبارات الأمريكية تلجأ لفبركة تقارير كاذبة تقدمها للأمم المتحدة بحق سورية ،كما فعلت في العراق حين قدمت أكاذيبها للأمم المتحدة بلسان وزير خارجيتها كولن باول آنذاك والتي ذكرت فيها أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل . هل تذكرون الصورة التي استخدمتها مستشارة الأمن كوندوليسا رايس وسرت بسرعة في الولايات المتحدة؟ فكانت تلك الأكاذيب موضع اهتمام واشنطن . وحتى اليوم لاتزال واشنطن تستخدم أكاذيبها الملفقة . نعم أدرك ... لا يشكل موقف واشنطن أي معنى . لكن هل شكل موقفها معنى في أي وقت مضى ؟ لنمضي في سياق الأمور قليلاً, نجد ان الرئيس الأسد يدرك تماماً كيف تفكر واشنطن حول « الخط الأحمر « وقد جرّبت واشنطن هذه الذريعة مراراً وتكراراً لتوصل إلى أذهان الشعب الأمريكي الحائر وجود سبب فعلي لمهاجمة سورية . لماذا إذاً قد يستخدم الرئيس السوري أسلحة دمار شامل في قتل 150 مرتزقاً أمريكياً وهو يدرك أن اللجوء إلى هذه الوسيلة ستُهيّج الجيش الأمريكي ضده . هذا و قدأعربت الحكومة الروسية بوضوح أن اتهامات واشنطن لا تحمل أي مصداقية ، فلا يمكن لأي شخص مُتَنَوّر أن يُصدّق مثل تلك الأكاذيب . لا شك في أن بعض الأمريكيين سيصدقون أكذوبة واشنطن الأخيرة لكن لن يصدقها أي شخص آخر في العالم, حتى دُمى الناتو حلفاء واشنطن الذين يدعون لشن هجوم ضد سورية يدركون أن تبرير هذا الهجوم ما هو إلا كذب... يدرك الروس تماماً أنّ واشنطن تكذب ، فقد صرّح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بقوله : « لقد حققت حكومة الأسد نجاحاً عسكرياً واسعاً على أرض الواقع ، فماذا يعني لها استخدام الأسلحة الكيماوية ، زيادة الطين بلّة »؟! يُعتبر لافروف شخصاً متحضراً في الدور الدبلوماسي الروسي الذي يمثله ، لكن المسؤولين الروس الرسمين الآخرين قد يكونون أكثر حدة في طعنهم لأكاذيب واشنطن السافرة الأخيرة . أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي بوتين بقوله: « حاول الأمريكيون تقديم معلومات حول استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية ، لكن بصراحة وجدنا أن هذا الأمر غير مقنع ، ونحن لسنا بصدد التذكير بأكذوبة كولن باول ( التي رواها في الأمم المتحدة حول وجود أسلحة دمار شامل بالعراق ) ، لكن الوقائع لا تبدو مقنعة بنظرنا «، أما ألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) قاطعه بقوله إن : « المعطيات المتعلقة باستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي فبركتها نفس الشركة التي فبركت الأكاذيب بشأن امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل ، فأوباما يسير على نفس خُطى جورج دبليو بوش » . أصبح المعيار المزدوج من الآن فصاعداً لغة حكومة الولايات المتحدة ، فوزير الخارجية الأمريكية جون كيري أدان سورية بحجة تفشيلها « محادثات السلام»، فيما تُسلّح الولايات المتحدة المرتزقة في سورية من جهة أخرى . كما أصبح المعيار واضحاً للعالم أجمع ليس فقط لسورية إنما لروسيا، الصين، إيران ولجميع دول الناتو واليابان، فالجميع متأكد أن واشنطن تُحضر لأكذوبة جديدة. يحاول الروس الصينيون والإيرانيون تجنب المواجهة مع واشنطن، لأن حدوث حرب باستخدام الأسلحة الحديثة يعني تدمير كل مظاهر الحياة على الأرض. الأمر المذهل، أنه بالرغم من مسخ الأدمغة المستمر 24/24 ساعة إلا أن هناك أغلبية عظمى من الشعب الأمريكي يعارض حرب أوباما على سورية, هذا خبر جيد إذ يعني تطوير الأمريكيين قدرتهم على التفكير المستقل عن الكذب الذي تضخه أمريكا يومياً. نازية المحافظين الجدد ، أنظمة بوش وأوباما عبرت بوضوح عن رغبة واشنطن بدفع أجندة هيمنتها العالمية نحو بداية حرب عالمية ثالثة ، مما يعني نهاية الحياة على الأرض . تتمتع كلاً من روسيا والصين بقدرتهما على تدمير الولايات المتحدة ، وأدركتا أن حكومة الولايات المتحدة تكذب ولا يمكن تصديقها بأي شكل من الأشكال ، وينضوي هذا على مستوى معدوم من الثقة فيها . فسياسة « استبعاد الطيران « عن سماء ليبيا الأمر الذي اتفق عليه الروس والصين، تحول إلى هجوم طيراني للناتو على الجيش الليبي بشكل يساعد مرتزقة عناصر الـ سي أي إيه من التغلب على الأرض. وبما أن روسيا والصين حفظتا اللعبة نجدهما احتجتا على هجوم واشنطن ضد سورية، هجوماً وصفته واشنطن « بالحرب الأهلية »، وتعلم روسيا والصين جيداً أنه بحال سقوط سورية ، ستنزل إيران على القائمة المقبلة . تعتبر إيران جزءاً حساساً بالنسبة لروسيا والصين، إذ تصل إيرادات إيران من الطاقة من هاتين الدولتين إلى 20% ، كما تدرك أيضاً حكومتا روسيا والصين أنه بحال سقوط إيران سيكون دورهما التالي، لماذا إذاً واشنطن تطوق روسيا بقواعد صاروخية وتطوق الصين بقواعد بحرية وجوية ؟! روسيا والصين تستعدان لخوض حرب ترياها محتمة, الدفع الجنوني واختلال واشنطن نحو هيمنة عالمية على وشك أن تقود المواطنين الأمريكيين إلى حرب ضد دولتين تمتلكان قدرات نووية حرارية وتعدادهما السكاني يفوق تعداد سكان الولايات المتحدة بخمسة اضعاف، وحرب كهذه ستؤدي إلى موت سكان العالم أجمع. بالنظر إلى جنون قادة واشنطن، وبحال لم يبد الجنس البشري من الآن وحتى عام 2020 سيكون ذلك معجزة ، ولن يكون لجميع المخاوف الأخرى كالضمان الصحي والتأمين الاجتماعي والتقاعد أي أهمية . |
|