|
نافذة على حدث فالرئيس الذي انتخب في غفلة من ثوار ميدان التحرير وبالحد الأدنى من أصوات المصريين سرعان ما انقلب على خطابه الأول بممارسات وخطابات ومواقف وأفعال جعلت الغالبية العظمى من الشعب تترحم على حكم سلفه المخلوع رغم كل مساوئه وأخطائه. فقد انتقل محمد مرسي من رئيس أكبر دولة عربية مؤثرة إلى زعيم جماعة موتورة لا تختلف في فتاويها وسلوكها وشعاراتها عن العصابات الإرهابية التكفيرية التي تمارس القتل والتخريب في سورية، وبدل أن يحسّن موقعها إقليمياً ودولياً حولها إلى ما يشبه الإمارة التكفيرية السلفية، فصار كل من يخالف جماعته عبارة عن عملاء وخونة وأنجاس وكفرة وأعداء يجب القضاء عليهم، حيث لا مكان للسياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو الحريات أو العدالة أو الإعلام أو الإصلاح أو التنمية في سياستهم، معيدين بذلك مصر رائدة القومية العربية إلى عصور الفتنة والانحطاط. والرئيس الذي يفترض به أن يمثل الشعب ويرعى القوانين والمؤسسات ويحتمي بالدولة تحول خلال عام إلى زعيم عشيرة، يحشد أنصاره في المناسبات المختلفة ليبلغ من خلالهم الشعب المصري قراراته الخرقاء، بحيث تحولت مهرجاناته الخطابية إلى بازار للفتنة والتحريض والتهجم على فئات وشرائح ومكونات أخرى من الشعب، وقد سُجّل له أنه الرئيس المصري الوحيد الذي وضع بلاده في موقع العداء لسورية منفذاً أجندة أميركية صهيونية مكشوفة، وهو يعلم علم اليقين أن سورية هي العمق الاستراتيجي لمصر وإن إضعافها أو المسّ بها هو إضعاف ومسّ بمصر واعتداء على مصالحها الوطنية والقومية. من الواضح أن الغالبية العظمى من المصريين قد ضاقت ذرعا بحكم مرسي وجماعته لأنه أضر بمصالح مصر وشعبها، وقد عقدت العزم على تغييره وإعادة إنتاج ثورة حقيقية بلا إخوان، وهذا ما يجعل الأيام القادمة حبلى بأحداث وتطورات خطيرة إذا ما أصرّ هذا الرجل على تجاهل إرادة الشعب، والاستمرار بعجرفته وانفصاله عن الواقع..؟!! |
|