تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تصعد سلّمها الأقمار

الملحق الثقافي
2-7-2013م
عباس حيروقة:كلَّ مساءٍ من

ذاكَ الصيفْ‏

أدعو الخالقَ أن‏

يُكْرِمَني هذا‏

الضيفْ‏

كي أفرشَ تحت‏

التوتةِ.. قرب‏

الزيتونة .. بين دوالي‏

الكرمةِ أقداحي‏

ثمّ الضيفُ‏

يجرُّ الضيفْ‏

أبدأُ من كأس نديمي‏

أسكبُ فيها من روحي‏

وأقولُ: لنسمعَ كم في‏

الكونِ من الأسرارْ‏

إصغِ لقلبكَ وقتَ المَغربِ‏

حينَ تهمُّ الشمسُ بهدهدةِ‏

الكونِ لتهجعَ كلُّ طيورِ الريفِ‏

وتصعدُ سلّمها الأقمارْ‏

إصغِ لكرّامٍ حينَ يجوبُ الكرمةَ‏

وقتَ قطافٍ في الأسحارْ‏

إصغِ بعيدَ نيامِ الخلقْ‏

لسراجِ الدير السهرانْ‏

كيف يكفكفُ دمعةَ‏

مريمهِ الثكلى‏

ثمّ يحاولُ أن يخلعَ‏

من كفّ يسوعَ المسمارْ‏

إصغِ يا صاحِ لموجة بحرٍ‏

لصفير النورس..‏

للشطآنْ‏

إصغِ بعيدَ نيامِ الخلقْ‏

لرمالِ الصحراءِ إذا سطعَتْ‏

أقمارُ الشرقْ‏

أصغِ ملياً يا صاحِ‏

فما في الجبّة غيرُ الرعد‏

وغيرُ البرقْ‏

إصغِ الــ ..‏

لم أكملْ‏

ألقى ضيفي وجهه في‏

كفّيه.. بكى‏

لم أجدِ الدمعَ تقطّرَ‏

ساحَ دما‏

ناجيتُ الخالقَ في هلعٍ:‏

ضيفي... ضيفي يا ربّاهْ‏

ردَّ السابحُ في قبّتهِ‏

آهٍ... آآآآآآآآآه‏

أحنى ضيفي كالراهبِ قامتَهُ‏

رفعَ الكأسَ العاشرَ‏

في هدأة ليلٍ رقراقْ‏

أمعنَ في عينيَّ طويلاً‏

أسكرهُ الحزنُ الغائرُ‏

في الأعماقْ‏

نشربُ.. نشربُ‏

والقمرُ الأبيضُ بينَ الفينة والأخرى‏

يتوسّعُ أو يتدلّى..‏

يقرأُ ما في الكأسِ ويصفنُ‏

ثمّ يحلّقُ في عينيه‏

إلى الآفاقْ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية