تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابن شهيد

الملحق الثقافي
2-7-2013م
عقبة زيدان:قيل فيه: شيخ الحضرة العظمى وفتاها، ومبدأ الغاية القصوى ومنتهاها، وينبوع آياتها، ومادة حياتها. عالم بأقسام اللغة ومعانيها، حائز قصب

السبق فيها، لا يشبهه أحد من أهل زمانه، ولا ينسق ما نسق من در البيان وجمانه توغل في شعاب البلاغة وطرقها، وأخذ على متعاطيها ما بين مغربها ومشرقها، لا يقاومه عمرو بن بحر، ولا تراه يغترف إلا من بحر. وكان له من علم الطب نصيب وافر‏‏

هو أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن شُهيد ويكنى بأبي عامر. ولد في قرطبة سنة 382هـ أيام المنصور بن أبي عامر.‏‏

ولع صغيراً بالأدب، فقرأ قديمه وحديثه، وقال الشعر في مرحلة باكرة، فاشتهر بالشعر والنثر والنقد معاً.‏‏

درس الأدب والفقه والطب والصنعة والحكمة. وتميز بالأدب نثراً وشعراً.‏‏

تميزت من بين أدبه رسالة بعنوان «التوابع والزوابع»، وقد كانت فكرتها جميلة، تشبه فكرة «رسالة الغفران» للمعري، من حيث تناولها للموضوع. فأبا العلاء جعل مكان حكاياته الدار الآخرة بجنتها وجحيمها، وابن شهيد جعل مسرح حكاياته الجن بعوالمها الغريبة.‏‏

اقترح بعض النقاد، من خلال المقارنة بين الرسالتين، أن يكون ابن شهيد هو من تأثر بأبي العلاء المعري، ونسج حكاية تشبه ما دونه المعري، إلا أن العودة إلى التاريخ أثبتت أن ابن شهيد كتب رسالة «التوابع والزوابع» قبل المعري بتسع سنوات، وأن المعري هو من تأثر به وسار على منواله. ورغم ذلك فإننا نرى شهرة «رسالة الغفران» تفوق شهرة «التوابع والزوابع».‏‏

تسلم ابن شهيد مناصب عدة، بينها أنه كان وزيراً في البلاط الأندلسي. وفي الوقت نفسه كان بارعاً في كثير من العلوم، بينها الطب. وفي الوقت نفسه كان يؤلف الكتب، ويناقش العلماء ويدعو إلى التواصل بين أصحاب العلوم لزيادة المعرفة.‏‏

كتب عدة كتب ورسائل، منها: كشف الدك وإيضاح الشك، حانوت العطار، التوابع والزوابع.‏‏

أصيب بالفالج، وتوفي في قرطبة سنة 426 للهجرة. وألقيت على قبره مراثي كثيرة، يقال بأنه لم يشهد أحد عند موته هذا التأبين.‏‏

okbazeidan@yahoo-com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية