تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جان جاك روسو .. تيار الرومانسية الجارف

الملحق الثقافي
2-7-2013م
د عبد الهادي صالحة:تستوقفنا سويسرا بلد الجبال والبحيرات أولا لأنها بلد جان جاك روسو «1712 – 1778»، وإذا لم يتوجب علينا الإشارة إلا إلى رائد

للرومانسية الفرنسية، فإننا قد لا نختار سواه. إن تأثيره يمتد إلى العصر بأكمله عند الشخصيات الأكثر تعارضاً. لقد شغف فكر روسو السياسي الذي عبر عنه في «العقد الاجتماعي» الثوريين. بينما ميز الرومانسيون، من جانبهم، المظاهر الشعرية لمؤلفه، وقرأوا بشكل خاص «أحلام المتنزه المنعزل» حيث استوقفتهم شعور الطبيعة وغنائية أسلوبه، وكذلك فلسفته، وإيمانه بطيبة الإنسان الطبيعية التي أفسدتها الحضارة. وأخيراً «الاعترافات» التي أعطت المثال على بوح السيرة الذاتية التي سيستسلم إليه الرومانسيون في بداية العصر هذه.‏

دخلت مفردة الرومانسية في اللغة الأدبية تماماً قبل الثورة مع روسو الذي سكب نفسه في كتاباته واستسلم للغنائية الطبيعية؛ إننا نجد عند روسو ومعاصريه الميل إلى الاعتراف، وتأكيد الأصالة الرئيسية للفرد، والهروب إلى قلب طبيعة حامية أو متواطئة، وشعور حاد بالنقص المؤلم في المصير، والبحث عن تماس واتصال مباشرين مع المقدس، وحتمية الهوى وآلام الغياب، والتوق إلى الانتحار، والقلق أمام جريان الزمن وهروبه، والرغبة في تخليد الحب بالذكرى؛ لقد شدد روسو على»اللاهوت العاطفي الجديد» ودافع عن الشاعر، ودعا في كتاباته إلى الثورة على الأوضاع القديمة، والرجوع إلى الطبيعة في صفائها وبساطتها، وعلى العيش في خطر وحرية وفي المغامرات، كما وسع روسو ومعاصروه بشكل كبير مجالي علم النفس وأدب التحليل وأعطوا حق المواطنة إلى ما سمي الشر أو المرض الرومانسي.‏

بينما كان فولتير وديدرو يطوران فلسفة تفاؤلية، منفتحة على التقدم، كان روسو يهاجم بعنف كل الاتجاهات الحضارية: الفنون، البذخ، النظام الاجتماعي، ويندد بالتربية كعوامل لها أثار سلبية على سلوك الفرد والجماعة.. لقد سعى روسو، منذ خطابيه، إلى بناء الإنسان في «الحالة الطبيعية» وفق حلم يراه فاضلاً بشكل أخلاقي ودون علاقة اجتماعية، الخطاب الأول هو «خطاب حول العلوم والفنون»؛ حيث يندد بالدور المفسد للحضارة. وحيث يناقض طروحات الأنسكلوبيديين وفولتير التي تعظم البذخ والأنوار. وفي عام 1755، يجيب مرة أخرى على جواب لأكاديمية ديجون في «خطاب حول أصل وأسس اللامساواة بين الناس»، فيؤكد ويحدد الموقف الذي اتخذه في 1750، معظماً «حالة الطبيعة»، ومندداً في الوقت ذاته بالمجتمع وباللامساواة وبالملكية، ويرى أن العودة إلى الطبيعة المقترحة كحل فريد ووحيد لكل الآلام التي يعاني منها الناس تترافق مع وعد بالعدالة والحرية والسعادة. هذه الأفكار، التي تعتبر تارة كيوتوبيات خطيرة، وتارة كحلول متوافقة مع مسائل العصر، تهدد النظام القائم والقيم الجارية.‏

إن الأحداث التي قلبت حياته ابتداء من 1761: إتهام «إميل»، ثم الاتهام العام لفولتير، دفعته للدفاع عن قضية في دعوى يظهر بمظهر المتهم: إن «إميل» – الذي كان تأثيره واسعاً - هو مقالة في البيداغوجيا، وأكثر من مؤلفاته السابقة، فهو يدين إلى تجربة الكاتب الشخصية وإلى حساسيته. يوجد إذاً في «إميل» جهد تعويض غير واع يدعونا لنجعل من كل نص قراءة مزدوجة، منذ المعنى الحرفي حتى المعنى المستور. يشرع روسو بقول الحقيقة على ذاته ليظهر نفسه الشاهد الذي لا يخرج على الطبيعة. إن القصة الذاتية تتيح له أن يعيد بناء الحقيقة، وأن يرد إلى صدر مجتمع منحرف هجمات، لا بل ضربات كان هو هدفها. ولكي يظهر «شفافية» نفسه، فإنه استعاد الأطروحة التي كانت الخطابات تدافع عنها بخصوص إفساد المجتمع للفرد. ولكن العالم الذي رفض الإصغاء إليه، دفع روسو للانعزال في النفي الداخلي للبراءة، ولم يعد يتوجه سوى لله: إنه يعيد بشكل محموم في «حواراته» أنه هو في الوقت ذاته كاتب مؤلفاته وإنسان يحيا وفق قلبه في حقيقة الطبيعة.‏

إن الرسائل المكتوبة من الجبل «1764» التي تبدأ جدالاً فلسفياً كانت ترد على اتهام البرلمان والكنائس. ولكن ما إن يتهم شخصياً في نشرة هجائية لفولتير التي تكشف تخليه عن أولاده الخمسة، فقد رأى أنه يتوجب عليه قول الحقيقة كاملة، وأن يبرهن أن أي تناقض لم يكن ليقام بين الإنسان ومنظومته: عندما وضع في حالة اتهام أجاب روسو بالاعترافات. إن آلية الدفاع الشخصي قادته للاعتراف علناً بكل الشر الذي توصل لاكتشافه بداخله لكي يذاع وينشر البقية.‏

إن هاجس «المؤامرة» المفردة التي يشير بها إلى بؤرة الخيانات والإساءات التي تعزله، قادته، عندما فكك آلياتها في الاعترافات، إلى نشر «الحوارات» التي نظم فيها جدلية تبرئة حقيقية، ثم «الأحلام» التي يستمد منها السكينة، والتي تتيح له استعادة البراءة. لقد عانى روسو من اضطهادات حقيقية وسعتها حساسيته الهائجة.‏

لقد مهد روسو الطريق أمام الأنا في كتابه «هيلويز الجديدة» التي تعتبر أكبر رواية حب في القرن الثامن عشر، والتي قدمت طريقة روائية لمبادئ روسو الفلسفية، ووضعت روسو على الفور في الطليعة الأدبية، حيث يصبح الشعور حاملاً للفكرة، وحيث الشكل الروائي يضمن نجاح الفكرة. ساهمت هذه الرواية في نشر تيمات «الغنائية، وعنف الأهواء، وحماسات وتيهات «النفوس الحساسة»، والميل إلى الطبيعة، وشعر الجبال والبحيرات، والبحث والحنين إلى حياة بعيداً عن المدن الحديثة» التي كان يجدها المرء مبعثرة في موجة الرواية العاطفية التي نالت حظوة كبيرة: روايات ريتشاردسون: باميلا، كلاريس هارلو»، ولكنها أخذت عند روسو لوناً آخر تماماً، وبعداً إيديولوجيا غير مسبوق.‏

شكلت المواضيع التي يفصلها ويطورها «الطبيعة، العائلة»، والشكل المتبنى «رواية الرسائل»، والنبرة «الغنائية» في ذلك العصر حدثاً ثقافياً هاماً من الدرجة الأولى، فقد ثور روسو، من خلال خياراته، الحساسية الأدبية لمعاصريه، ورد الاعتبار للخيال وللحلم، وفتح الباب واسعاً أمام الرومانسية. يستخدم روسو الحكاية لتمرير أفكاره. إن رواية «هيلويز الجديدة» لا تقص فقط حكاية هوى كبير محارب من قبل الأحكام الاجتماعية المسبقة «العامي سان برو لا يستطيع الزواج من ابنة البارون»، إن رحلة سان برو إلى باريس تقدم الفرصة لنقد عنيف ضد المدنية الحديثة، مكان الفساد، الخبلاء، والاستهلاك عديم الجدوى. لقد استخدمت الأنا، للتعبير عن نفسها، أجناساً أدبية موجودة، ولكنها قامت بتحويلها، أو خلقت منها أجناساً جديدة. إن اختراق الشعور هو الذي سيبعث من جديد شعراً مات في القرن الثامن عشر؛ والرواية الشخصية، من كونستان إلى باريس، كان مثالها السابق «هيلويز الجديدة».. وسرعان ما يبدو الحب كالذي يعطي معنى لهذه الحالة النفسية «القلق والعزلة»، ويحول الأنا إلى محتارة أو ضحية: في أي عصر آخر، لم يتجرأ الكتاب على رواية على درجة مماثلة مغامرات من قبلهم أو أن يجعلوا من أنفسهم كهنة هذا الدين الذي كان يعطي لـ «هيلويز الجديدة» معناها العميق. إن رواية حياة يصبح بالنسبة لروسو ضرورياً، ليس فقط لرسمها، ولكن للدفاع عنها.‏

في الواقع، شكلت حياة الفيلسوف الثوري روسو بأكملها حلم يقظة، للتعبير عن أناه، وكآبته، وحنينه، وانفعالاته في مؤلفات سير ذاتية بشكل واسع بشرت بتجديد النثر الفرنسي. لقد أولى القرن الثامن عشر مكاناً كبيراً للشعور يمتد، حوالي منتصف القرن الثامن عشر، إلى العالم الخارجي، الذي لم يكن، بالنسبة للشعراء وكتاب النثر في العصر الكلاسيكي، سوى إطار موصوف بدقة. لقد هيأ الشعر الوصفي والشعر الرثائي الوضع بشكل خجول، ولكن «نثر الروائيين والمسافرين انفتح في هذا العصر بعمق أكثر على شعور الطبيعة».‏

إن تأثير روسو هنا هو أساسي، وينضم إليه تأثير فرتر لغوته، وكذلك تأثير برناردان دوسان بيير. هذا التأثير حضر الرومانسية البصرية من خلال دقة اللوحات، والانفتاح على مشاهد جديدة، مثل مشاهد الجبل والبحيرات؛ ونبئت بالفن الأكثر حميمية للإسقاط الروحي في حضن العزلة. سونانكور وشاتوبريان هما في هذا ورثة القرن الثامن عشر.. ويجب التذكير بأن السيرة الذاتية لروسو ساهمت بشكل جوهري في تحويل مفهوم الأدب ذاته، المتركز من الآن فصاعداً، ليس على المؤلف، سواء أكان فاعلاً أم موضوعاً قائماً لذاته، ولكن على الكاتب، وأقل على الكاتب منه على الإنسان مع مأساته الشخصية، وصورته التي لا يمكن استبدالها.‏

كتب روسو في بداية «الاعترافات»: «أحسست قبل أن أفكر، هذا القدر المشترك للإنسانية». لقد أعطى روسو للكتابة غاية جديدة عندما استخدمها كأداة استبطان. إن «الاعترافات» هذا المؤلف الشخصي التبريري بالنسبة للأجيال القادمة هي مناسبة لهذا الإنسان الممزق تسعى للإشراف على حياته بمجملها، وأن يبني حقيقته الخاصة. وعندما منهج ممارسة تطبيق تجربة مونتيني «أنا ذاتي مادة كتابي» فقد دشن روسو الأدب الذاتي وبشر بروائيي الأنا الكبار «شاتوبريان، ستندال، وبروست». لقد اكتشف الأدب بشكل حقيقي في «اعترافاته» في «الأنا» عالماً جديداً. ومع غوته في ألمانيا مع «آلام الشاب فرتر»، استمدت الرومانسية قوتها وإمكاناتها غير المحدودة من اكتشافها لمفهوم هذه الذات النفسانية. هذه الذاتية تحددت بالنقد غير المشروط وغير المقيد، وبالهدم وبرفض أي سلطان على الإنسان من خارجه. وأصبح «الإنسان الفرد، الذات، مصدراً لجميع القيم»، وتعززت الذاتية وتعرف الأديب أولاً على نفسه من خلال الأنا..‏

بحث روسو، باعترافه علناً بأخطائه، عن تفريغ تأنيب ضميره، وحتى عن شعوره بالذنب. وبعيداً جداً عن إذلال نفسه، فإنه شعر نفسه مطهراً ومبرأ من خلال اعترافاته وألمه، الذي يعتبره كتكفير حقيقي.. إن الاعتراف ينزلق بهذا الشكل نحو الدفاع ويتيح للكاتب أن يبرر سلوكه. ويؤكد روسو، العاجز عن تحمل فكرة أن يكون مذنباً براءته النهائية. إن الاعترافات هي حكاية نفس بكل أصالتها. بالنسبة لروسو إن معرفة الذات والماضي تشرح الحاضر، ويمكننا القول إن روسو، وقبل التحليل النفسي بكثير، أظهر الدور الحاسم للطفولة في تكوين الشخصية.‏

عرف روسو بعد تأليف «حواراته» التي أراحته، طمأنينة خرقتها بعض الهواجس. في هذه الحالة ذات الصفاء النسبي شرع، ابتداء من الخريف 1776 تحرير «أحلام يقظة المتنزه الجوال» التي تستدعي الماضي المتذكر من جديد، ولكنها تحمل أثار الزمن الحاضر. هذا الكتاب يتيح أيضاً لروسو تكرار براءته العميقة. إن المونولوج الهادئ لأحلام اليقظة يستعيد تحت شكل غنائي الصراع بين صدق القلب ومجتمع الناس. إن الطبيعة والسعادة والحرية تظهر من جديد، منقاة الذكريات، تحت شكل مشهد داخلي، في الذروة القصوى للوعي، مع شعور الوجود. إن الفن بأن يكون المرء سعيداً «فن السعادة» يقتضي، بالنسبة لروسو، إقصاء العقبات للاستسلام إلى حلم اليقظة: إن مصدر السعادة هو في داخل الإنسان.‏

يدين روسو المجتمع بشكل جذري تقريباً ويعاني من الاستلاب الذي يفرضه على الفرد «يعني من فقدان السيادة على الذات»، بناء على ما تقدم، يمكن من الآن فصاعداً قياس تأثير «الأحلام»: إنها تحتوي بقوة كل الرومانسية المستقبلية.‏

في الحقيقة، تشكل «الأحلام» تتمة الاعترافات التي إذا صدقنا الكاتب عندما يقول «هذه الأوراق يمكن إذا أن ينظر إليها كملحقة لاعترافاتي»، كما يمكن اعتبارها امتداداً للحوارات. وحيداً في باريس حيث يكتب «الأحلام» يبعث روسو بواسطة الكتابة ساعات السعادة التي أحس بها، أيضا وحيداً، ولكن في قلب الطبيعة. إن «الأحلام» تحدد نهاية مشروع السيرة الذاتية لروسو، ولكنها تقدم أيضاً، مع المؤلفات السابقة، اختلافات ملحوظة. إن «الاعترافات» كانت تتوجه إلى قارئ، وكانت تحاول إقامة اتصال معه قابل لإزالة سوء التفاهم الذي يثير روسو نفسه أنه كان ضحيته. لم يعد روسو في «الأحلام» يتكلم إلا مع ذاته، ووضع ميزانية مؤلمة في «النزهة الأولى» لكل ماضيه: «ها أنا إذاً وحيداً على الأرض، لم يعد لدي شقيق، أو قريب، أو صديق، أو مجتمع سوى ذاتي».‏

إن حكاية نزهاته في الضاحية الباريسية، والفرح الغريب الذي عرفه عند استيقاظه من حادثة مينلمونتان، وضرورة «إصلاحه الأخلاقي» في سن الأربعين تتناوب مع استحضار لحظات السعادة التي عرفها في جزيرة سان بيير أو بالقرب من مدام فارنير، التي كرس لها النزهة العاشرة التي لم تكتمل.‏

إن حياة روسو بأكملها يمكن أن تقرأ ما بين السطور في «الأحلام». يشير الملف التاريخي والأدبي بدقة إلى الأحداث المذكورة في المؤلف. سجل روسو، على ورقة لعب، ميله لحلم اليقظة المقترن مع السير على الأقدام. إن الحلم هو بالنسبة إليه التصور وفق خياله المنجذب إلى تأمل أغراض خارجية، في حركة بوح وانبساط نفسي. ويمكن أن نعتبر شاتوبريان ولامارتين وهيجو، في أكثر من صفة الورثة الحقيقيين «للمتنزه المنعزل». إن عبادة «الذات»، والميل إلى الوحدة، وشعور الطبيعة، وشعور بهروب الزمن، والتناغم الكوني، والرؤية الحلولية للكون: كل هذه التيمات الرومانسية موجودة بقوة في «أحلام يقظة المتنزه المنعزل». حتى كآبة رونيه «مذكرات ماوراء القبر» لشاتوبريان تظهر في بعض «الأحلام» لروسو أو في بعض وصوفات المشاهد الخريفية.‏

ينحدر الحلم الرومانسي بشكل مباشر من أحلام اليقظة «للمتنزه الجوال». ولقد استطاع النقاد بهذا الخصوص إقامة تشابه محدد. إن حب الحياة الريفية، وسكون النفس لدى اتصالها بالطبيعة سنجدها من جديد في الروايات الريفية لجورج صاند، وفي قصائد بودلير وميشليه النثرية. وليس هناك أحد من الروائيين الواقعيين في القرن التاسع عشر لم يقع تحت تأثير روسو: هذا التأثير نلمسه بشكل واضح جداً عند بلزاك في بعض «مشاهد حياة الريف» بشكل خاص في بعض وصوفات «طبيب الريف» وفيما وراء الواقعية، فإن الأدب «الحميمي» أو «الشعبي» في القرن العشرين، يمكن أيضاً أن يعتد بـ «الأحلام».‏

وأخيراً، يمكن القول إن جنس المؤلف أنتج مجموعة من السير الذاتية تقريباً مقنعة، حتى «اللاأخلاقي» و»إن لم تمت الحبة» لأندريه جيد، مروراً بـ «البحث عن الزمن المفقود» لمارسيل بروست. ومن بين معاصرينا، يمكن أن نذكر العديد من تلاميذ آخرين لجان جاك روسو أو الكتاب الذين بشكل لاواع خضعوا لتـأثيره، من بينهم مارسيل آرلان، فرانسيس كاركو وجان غينو في رواية «رجل بلغ من العمر أربعين عاماً».. ولكن أي إنسان، في نهاية حياته، يمكن أن يقرأ «الأحلام» دون أن يجد فيها بانفعال الصدى البعيد لشبابه الخاص وانعكاس قلبه الخاص؟ هذه الاعترافات المتذمرة، حيث سبق أن جرى كإلهام من العالم الآخر، يجب الإصغاء إليها كما كان يحلم «المتنزه المنعزل» في الصمت والتأمل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية