|
مسرح ويقال إن فني الإضاءة هو شخص متخصص بعلم الإنارة أو الكهرباء.. ولكن ما حقيقة ووظيفة الإضاءة تحديداً في العرض المسرحي.. فبعد تطور الإمكانات الفنية بات ينظر إليها باعتبارها عنصراً حياً وفيضاً من الخيال تتميز بالقوة بخلاف الموسيقا.
وطرحت تساؤلات في إيجاد لقب مناسب للمسؤول عن الإضاءة: هل هو عامل إضاءة أم فني.. ربما هو مصمم إضاءة أو منتجها.. لكن تتوقف هذه التسميات على كيفية استخدام الإضاءة باعتبارها عنصراً مكملاً للأداء التمثيلي ولحالة المسرح... وبالتأكيد فإنها جزء لا يتجزأ من العمل الدرامي. في فرنسا ومنذ عام 1979 منحت ولمرة واحدة فقط دبلوماً للعاملين بالإضاءة والصوت لكن وحتى الآن لم يتم تصنيف هؤلاء وإعطاؤهم لقباً مناسباً، فمرة هم مشرفون لقسم الإضاءة أو مخرجو إضاءة... أو.. وحتى الان لا يزال فنيو الإضاءة محرومين من لقب معين يتوافق مع ما يقومون به من فن. وتعتبر الإضاءة عنصراً مكملاً لفنيات العرض المسرحي ويغتني العرض بوجودها الفاعل ويؤثر على نجاح المشهد ويضفي جاذبية خاصة على الصورة المسرحية ولا تكتسب الإضاءة أهميتها من تعدد مصادرها ومفاتيحها أو من تطور تقنياتها بل من التعامل الواعي والمدروس مع كل مفتاح ناقل الإضاءة. نعم هناك فرق بين (الإنارة) و(الإضاءة) كالفرق بين الواقع - والفن فالإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمراً ممكناً بينما الإضاءة المسرحية هي: لغة فنية تصاغ بشكل مدروس ومحدود لإضفاء (دلالة أو حالة نفسية) مقصودة بذاتها. مع بدء التعامل الفني في تاريخ المسرح الحديث مع الإضاءة تحولت إلى عملية مشتركة بين: الفن والتكنيك (الحرفية) فلا هي فن خالص ولا علم هندسي كهربائي خالص، ولا تكفي رؤية المخرج الفنية إذا لم يرافقها خبرة حرفية لها. الوظيفة الفنية للإضاءة الإضاءة لغة بصرية تخلق جواً يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية تحمل معنى ما ويأتي تحقيقها لوظائفها في: أولاً الرؤية التي تعتبر أبسط وظيفة للإضاءة لتشمل إبراز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وحركتهم وإنارة الخشبة بما عليها وله وظيفة ثانية وهي التأكيد والتركيز، فالمخرج قد ينتقي تفصيلاً صغيراً على الخشبة أو جزءاً محدوداً تدور فيه الأحداث ويلغي باقي الأجزاء أو يقسم الخشبة إلى أقسام كل قسم يعبر عن منظر أو مكان ويلغي منظراً لا تدور عليه الأحداث فيتم ذلك عبر تعتيم الإضاءة، ويؤكد المخرج من خلال الإضاءة على وجه الممثل أو أحد أعضائه أو على قطعة ديكور بتسليط ضوء أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء في الظل... وهذه تغير من مهمات الإضاءة الرئيسية التي تنقل المتفرج إلى عوالم وأفكار يريدها المخرج. خلق الجو الدرامي: فالإضاءة أول ما يشاهد على خشبة المسرح وأول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج، فمن الممكن التعبير عن الحزن أو الفرح من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع. وتعبر كذلك على الزمان والمكان ليل، نهار، شتاء، ربيع، أو قصر، مدينة، ساحة. ويمكن أن تلعب الإضاءة دوراً في التكوين الفني فمن الممكن إيجاد المطر والسحاب والحريق بالإضاءة وتلعب دوراً بالتأكيد على جماليات الحركة وهي التكوينات البصرية الأخرى. |
|