تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأدب.. فالأدب.. ثم الأدب

رؤية
الثلاثاء 3-7-2012
هناء الدويري

نبرة صوت هادئة تتسلل إلى مسامعنا مع بداية كل فصل من فصول السنة الدراسية الجامعية وعلى مدار عامين متتاليين على مدرجات جامعة تشرين منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وتلافيف ذاكرتي تستعيد في كل يوم ما رسمته تفاصيل بداية كل فصل دراسي.

لم يبدأ يوماً المقرر إلا بمحاضرة يخاطب فيها الطلبة بما هو مطلوب منهم قبل العلم وقبل النجاح وقبل أي شيء (الأدب) نعم ويكررها على مسامعنا عشرات المرات، الأدب ثم الأدب ثم الأدب ولا شيء قبل الأدب والطلاب جميعهم يتهامسون (إنها المحاضرة الأولى للمقرر في كل عام... يعيدها على مسامعنا...).‏

اليوم وبعد مرور كل تلك السنوات لم تفارقني تلك المحاضرة يوماً، وأبدأ نهاري وأنظر من حولي لو أن كل فرد التزم بالأدب ثم الأدب، لم نكن لنصل إلى ما نحن عليه من مسيرة حياة يتحين فيها كل فردٍ للآخر برسائل مسجلة تحمل كل الصور والتأويلات وتخلو من كل الآداب نعم أزمتنا في كل ما يجري أزمة أدب فأدب ثم أدب لم يعد هنا فيما بيننا من يريد أن يتحدث بأدب، أو من يصغي بأدب، ولا حتى من يفكر بأدب أو يناضل بأدب ويعمل بأدب أو يستثمر طاقاته بأدب..‏

أولى بذور المصالحة الوطنية لن تكون إلا ّ بعودة الأدب ثم الأدب ثم الأدب، الأدب الغافي والمستلقي والمدلّل هنا وهناك...‏

بالأدب وحده يكون التفاعل طوعياً وسلساً ومنساباً.. وليس قسرياً أو بالعنف والدماء..‏

فلنزين صفحات أيامنا القادمة بالأدب وبالأدب وحده لنتحسسّ روعة وجودنا وعبق محبة قلوبنا ونضج وفكر وحكمة وروية عقولنا لنسطر في صفحات أيامنا كتبنا المحببة وذكرياتنا الجميلة....‏

hanadstar76@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية