|
فضاءات ثقافية وكان العلماء يعتقدون أنهم عثروا على بقاياها في أيار2011، عندما وجدوا قبراً يحتوي على هيكل عظمي لامرأة. ويتفق معظم المؤرخين المعاصرين على أن المرأة، التي رسمت في لوحة الموناليزا، هي ليزا غيرارديني، التي توفيت في حزيران 1542 عن 63 عاماً. ولكن ما هى قصة الموناليزا تلك اللوحة التي رسمها العبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452-1519) الذي مات منذ مايقارب خمسمائة عام ولا تزال لوحته حتى اليوم مصدراً من أهم وأخصب مصادر الإلهام للفنانين على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم.؟ يرجح الباحثون أن ليوناردو بدأ في هذه اللوحة عام 1500 ولافتتانه بها استغرقت منه حوالي أربع سنوات حتى انتهت عام 1504، وأصبحت تلك المرأة الغامضة المجهولة التي تحتل ابتسامتها اللوحة رمزاً أنثوياً خالصاً حاز إعجاب العالم، وأشاعت ابتسامتها جدلاً واسعاً حتى أصبحت سراً غامضاً يسعى إلى تفسيره العلماء والباحثون، حتى إن أحد الباحثين الإيطاليين (جيسيب بالانتي) أنفق 25 عاماً من عمره فى البحث عن هوية تلك المرأة، وخرج ببحث يقول: إن الصورة كانت لزوجة أحد أصدقاء والد ليوناردو دافنشي وكان يعمل تاجراً للحرير ويدعى سير فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان متزوجاً من ليزا جيراديني، ولهذا يرجع بعض الباحثين إطلاق اسم الجيوكاندا على اللوحة نسبة إلى انتماء تلك السيدة إلى عائلة جيوكوندو. ومن النظريات الغريبة التي تناولت لوحة الموناليزا أن تكون اللوحة لإحدى فتيات الليل، أراد دافنشي إظهار البراء المختبئة بها في حين ذهب البعض إلى افتراض أن هذه اللوحة لوالدة دافينشي أو لامرأة تشبهها نظراً لتعلق دافنشي بأمه وحرمانه منها صغيراً. بينما أشارت إحدى النظريات الغريبة إلى أن اللوحة قد تكون صورة ساخرة رسمها دافينشي لنفسه نظراً لاحتمال تقارب ملامح المرأة فى اللوحة وملامح دافينشي نفسه والاعتقاد السائد بأنه كان من مثليي الجنس!! وكانت أغرب دراسة جرت حول الموناليزا تلك التي قام بها مجموعة من علماء التشريح وتوصلوا فيها إلى أن الموناليزا كانت تعاني من آلام في يدها أو شبهة شلل بها نظراً لوضع الجسم والذراع وحالة الاتكاء الذي ظهرت به في اللوحة. وقد أثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة، واتجاه نظرة عينها التي يراها الناظر إليها من أي زاوية تنظر إليه، كما أثارت تلك الأسئلة التي لم تجد حتى الآن - وأظنها لن تجد الإجابة الشافية مثل: لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد في لوحات ذلك العصر؟ فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولاتحمل أي معلومات عن موضوعها أو الشخص الذي تصوره كباقي لوحات عصرها؛ كل هذا فتح الباب للظنون تذهب حيث تشاء، وظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين، فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية وألفت أوبرا كاملة باسمها «أوبرا الموناليزا». |
|