|
البقعة الساخنة إخفاق مثل هذه الاجتماعات اليوم وسابقاتها من قبل يعكس إخفاقها الموازي في استقطاب الشارع السوري أولا , وفي التعبير عن تطلعات هذا الشارع وطموحاته منذ بداية الأحداث كما اليوم تماما . ولأنها كذلك من حيث افتقادها الشارع والمشروع والمشروعية , فقد ضمت مجرد رموز وأسماء شخصية متعددة الهوى والمطامع والولاءات الخارجية, دون أي قواعد شعبية داعمة أو مؤثرة في الداخل السوري , وتحولت إلى أدوات وبيادق شطرنج تتحرك حسب هذه الولاءات وحسب جوقة الممولين الخارجيين لها بوصفها مشروعا سياسيا استثماريا لهم لا بوصفها معارضة سياسية. ولعلها الحالة الاستثنائية النادرة بين تجارب التحول السياسي والتغيير في الدول والمجتمعات , أن يكون الشارع الشعبي أكثر وعيا سياسيا وإدراكا مصيريا من النخب التي تدعي تمثيل هذا الشارع والنطق باسمه , وهذا هو السبب الأول لإخفاق هذه النخب في استقطاب الشارع السوري وخداعه من جهة أولى , وفي عزوف هذا الشارع عن الانجرار وراء نخب غريبة عنه من جهة ثانية .. كما حدث في حالات أخرى من الحراك السياسي في البلدان العربية تحت عنوان « الربيع العربي » ! بالتالي , وإذا كان لا بد من حراك حقيقي معبر ومن تغيير سياسي أصيل ومتدرج , فإن الشعب السوري , وبما أظهره من مقومات الوعي والإدراك والوحدة والتماسك في محنته الراهنة , يستحق معارضة سياسية حقيقية مختلفة وبرموز وأصوات مختلفة , وطنية وملتزمة بالضرورة وغير مرهونة أو مرتبطة لما هو غير وطني , معارضة تبحث عن مزيد من الوحدة والاستقلال والسيادة لسورية الوطن والشعب وليس عن احتلالات ووصايات وانتدابات خارجية ؟ |
|